سياسة

الإخوان.. كواليس قفز الإخوان في مصر إلى السلطة

الأيام المسمومة كتاب يكشف الفساد والاستبداد بين حكم الإخوان وقبضة يولي


يقدم محمود العلايلى السياسى والطبيب في كتابه “الأيام المسمومة.. الفساد والاستبداد بين حكم الإخوان وقبضة يوليو” تحليلاً لبعض الأحداث التى رآها بعينيه، وملاحظات نافذة على الأمور التى عاشها بنفسه، بالإضافة إلى توضيح المسائل التى ذكرته بها هوامش ما كتبه فى مذكراته الخاصة أو بعض ما نشرت فى صحف تلك الأيام. 

يقول العلايلى، عبر صفحات كتابه: “لقد استمر المصريون على اعتبار أنّ ظلال يوليو كابوس وينقضى بطى صفحة كل زعيم وتنصيب الذى تلاه، إلا أنّ التاريخ كان يأبى إلا أن يعيد الدائرة باختلاف الأشخاص ليثبت كيفية تولد الفساد من رحم الاستبداد فى حتمية جينية لم يخطئها التاريخ السياسى مرة فى كل زمان وأى مكان باختلاف المؤسسات وتباين الأيديولوجيات، وهو ما يتضح بجلاء خلال حكم الإخوان المسلمين، من تموز (يوليو) 2012 إلى تموز (يوليو) 2013، ليتركونا فى دوائرنا المفرغة نحاول أن نرد على الأسئلة الحائرة، إن كانت تلك السنة تضاف لسنوات حكام يوليو؟، وإن كنا نعارض حكام يوليو، أم أسلوب حكام يوليو؟، والأهم إن شئنا الدقة، هل هناك ما يحتم أن نختار بين الإخوان ويوليو لما يحمله كل تيار من عداء للتيار الآخر؟، أم بما يبدو من اختلافات ظاهرية فى تركيبة وتوجهات كل منهم؟. أم أنّه من الحكمة رفض الإخوان ويوليو معًا لما يحمله التياران من أصول الحكم الشمولى. ومناهج الديكتاتورية والسلطوية، بالإضافة إلى سيطرة الأوليجاركية الحاكمة المرتبطة بالصفوة المنتقاة من شبكات المصالح المتزاوجة مع السلطة السياسية؟.

كما تحدث عن  أنّ 25 يناير كانت ثورة على نظام يوليو، موضحًا لقواعد وأسس هذا النظام. وبالتالى لم يكن حسنى مبارك هو آخر «اليوليويين» إذا كان نظام يوليو له قواعد. إلا أنّ ظواهره قد تختلف صورها بين التطبيق الناصرى والممارسة الساداتية والجمود المباركى. بالتالى فهذا النظام على تنويعاته على استعداد أن يقبل بكل ترحاب بين خلفائه محمد مرسى. وغير محمد مرسى طالما كان ملتزمًا بالمعايير والقواعد التى أسست لليوليوية بكل عشوائية. وتمسك بها وطبقها خلفاء يوليو بكل صلابة.

 ويرى العلايلى أنّ خلافة يوليو لم تكن نظام حكم بقدر ما كانت فكرة ونظامًا. فمع تبدل رأس النظام ظلت الفكرة لا تموت طالما هناك من يعمل على إحيائها ليعيش عليها. كما أنّ الفكرة لا تنتقل بحكم الانتماء ولا التنظيم، ولكن تنتقل فى المناخ الذى يمكنها العيش فيه. وبما أنّها فكرة سرية تتحدد ملامحها فى الخفاء، وتخطط ممارساتها خلف الأستار، فإنّها تنتقل مستترة قى الظلام إلى الظلام، بأسماء مختلفة ووجوه متغيرة. لا يشترط من يحييها ولا من يتعايش عليها، ولكن المهم من يتبناها. ويغذى وحش الإقصاء والقهر والقمع الكامن داخلها، ليقدم لها القرابين من حرية الرأى المسفوكة وحناجر الأحرار المخنوقة وأنات المظلومين المكتومة. ليعيش الوطن تحت نير المراقبة والتشكك والخوف، لتستتب للزعيم دعائم الحكم وليستوى على كرسيه دون شريك أو منازع.

وقد أكد المفكر نبيل عبد الفتاح فى كلمته: كتاب الكاتب الدكتور العلايلى تمثل سردية حول أحداث يناير 2011 وما بعدها. سردية كاشفة عن بعض خفايا إدارة مرحلة عدم الاستقرار والاضطراب السياسى. ووثوب الإخوان إلى السلطة، ثم إبعادها عن مقاليدها. سردية شيقة حول ثنائية الاختيارات الصعبة فى مرحلة كانت محمولة على الأمل فى التحول إلى الحرية والديمقراطية. وسرعان ما غاب الأمل فى غد أفضل. سردية متميزة ضمن السرديات القليلة حول زمن الثورة والانتقال السياسى المضطرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى