الإخوان واتحاد الشغل.. استثمار سياسي يائس في أزمات اجتماعية

تتصاعد الأزمة الاجتماعية والسياسية في تونس مع اقتراب موعد المسيرة التي دعا إليها الاتحاد العام التونسي للشغل، فيما تحاول جماعة الإخوان استغلال حالة التوتر لدفع البلاد نحو سيناريو الفوضى. الدعوات الأخيرة التي أطلقها بعض الوجوه المحسوبة على التنظيم تكشف بوضوح نوايا التصعيد ومحاولة العودة إلى المشهد من بوابة الأزمات.
ووفق ما أورده موقع “العين الإخبارية”، فإن عماد الدايمي، القيادي السابق في حزب المؤتمر والمقرّب من الإخوان والمقيم في الخارج، دعا علنًا إلى تدخل المؤسستين الأمنية والعسكرية بزعم حماية البلاد من الأزمة.
هذه التصريحات اعتبرها محللون سياسيون دعوة صريحة للتمرد، ومحاولة مكشوفة لتكرار سيناريو الفوضى الذي قاد البلاد إلى أزمات متلاحقة خلال فترة حكم الإخوان.
المحلل السياسي المنجي الصرارفي رأى أن ما صدر عن الدايمي ليس سوى محاولة يائسة للانقلاب على مؤسسات الدولة، مؤكدًا أن الإخوان يستغلون أي توتر اجتماعي أو إضراب نقابي لإعادة إنتاج خطابهم التحريضي.
في السياق ذاته، وصف عبد الكريم المحمودي هذه الدعوات بأنها تحريض مباشر على العصيان، مشددًا على أن التنظيم فقد حاضنته الشعبية ولم يعد أمامه سوى اللعب على وتر الأزمات المتتالية.
في المقابل، يواصل اتحاد الشغل حشد قواعده استعدادًا لمسيرة يوم 21 آب / أغسطس، حيث دعا نقابيوه من مختلف الجهات إلى التظاهر بكثافة في العاصمة للتأكيد على استقلالية المنظمة ودورها الوطني.
هذه الدعوة تأتي بعد سلسلة من الإضرابات في قطاعات حيوية، أبرزها النقل، ما أثار مخاوف من شلل جزئي في العاصمة ودفع السلطات الأمنية إلى تعزيز وجودها حول مقرات الاتحاد.
وعلق الرئيس قيس سعيد على الأحداث بشكل غير مباشر، معتبرًا أن ما يحدث “ليس وليد الصدفة”، وأن هناك من يسعى لإرباك الدولة عبر بث الأكاذيب والشائعات. وأضاف أن الشعب التونسي أصبح أكثر وعيًا بمثل هذه المخططات، وهو مصمم على المضي في مسار الإصلاح رغم المحاولات المتكررة للتشويش.
تظهر هذه التطورات أن الإخوان، رغم تراجعهم الكبير في الساحة السياسية، لا يزالون يبحثون عن منفذ للعودة عبر استغلال الاحتجاجات الاجتماعية، غير أن المراقبين يجمعون على أن السياق تغيّر، وأن محاولاتهم الأخيرة لن تجد صدى في الشارع التونسي الذي خبر تجربتهم ورفض تلاعبهم بمصالحه.