الشرق الأوسط

الإخوان وصناعة العقول.. من استغلال الدين إلى هندسة الإعلام


أكد خبير شؤون الجماعات الإرهابية ثروت الخرباوي، أن جماعة الإخوان المسلمين تقف خلف شبكة إعلامية متكاملة تستند إلى خطط دقيقة لإدارة عقول الجماهير،  منها استغلال الدين كوسيلة للتحكم الفكري. 

وبيَّن، خلال لقاءه ببرنامج “مساء جديد” على قناة المحور الفضائية، أن بعض مشايخ الجماعة، الذين يتمتعون بوسائل تواصل إعلامي واسعة، يسيئون عمدًا لشخصيات علمية مرموقة مثل طه حسين، بهدف تشويه إرثهم وخلق صورة مسبقة داخل الوعي العام.

وأشار الخرباوي إلى أن الجماعة أعدت شبكة إعلامية متكاملة تشمل وسائل تقليدية وحديثة، مدعومة بمراكز بحثية مهمتها تدريب القيادات الإعلامية على استهداف الجمهور بأساليب نفسية واستراتيجية متطورة. 

كما أوضح أن العنصر التدريبي لا يقتصر على المنتمين للدين؛ بل يشمل مدربين ملحدين أو من ديانات أخرى، وذلك لصياغة محتوى إعلامي فعال مهنيًا ومستهدفًا .

أما عن أساليب التضليل، فذكر الخرباوي أن الجماعة تستخدم فبركة المشاهد ومزج الحقائق بالأكاذيب في الصور والفيديوهات المكتوبة أو المسموعة، قائلاً إن صورة طفل موضوعة على رأسه قدم جندي، انتشرت على أنها دليل على انتهاكات قوات الأمن، بينما الواقع كان مختلفًا تمامًا.

وأشار إلى أن الهدف من هذه الصور والفيديوهات هو ترسيخ الانطباع الأول في ذاكرة المشاهد، حتى إذا اكتُشف لاحقًا أنها زائفة.

كما تطرّق إلى حادثة مسجد الفتح كمثال واقعي على التزييف الإعلامي، حيث حاول الإعلام التابع للجماعة تصوير دخان ناتج من استخدام الغاز على المصلين داخل المسجد، لكن الحقيقة كانت أن ما جرى هو تشغيل طفايات حريق داخل المسجد لإحداث دخان أبيض. وقد أوضح الخرباوي أنه تابع التفاصيل مباشرةً على الهواء وتمكن من فضح الخدعة حينها، مؤكدا أن التحدي الحقيقي اليوم يكمن في مواجهة هذه الأكاذيب الإعلامية عبر رفع الوعي النقدي عند الجمهور. وأشار إلى وجود قضايا جارية في المحاكم تتعلق بمحاولات الجماعة إنتاج محتوى مزيف لتشويه الدولة وإحداث فوضى بين المواطنين، مؤكدًا أن “الوعي النقدي هو خط الدفاع الأول: لا تصدق كل ما يُنشر دون التحقق من المصدر” .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى