الإدارة الكردية تمنع فعاليات ذكرى إسقاط الأسد في خطوة تحمل رسائل سياسية لدمشق
حظرت قوات حماية الشعب الكردي في سوريا الاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لإسقاط نظام بشار الأسد، يومي 7 و8 ديسمبر/كانون الأول الجاري في المناطق التي يحتلها في رسالة تحد الى الرئيس الحالي أحمد الشرع في ظل توتر أمني في مناطق التماس رغم الجهود التي تبذل لإدماج القوات الكردية وانهاء الانقسام.
وأعلن التنظيم في بيان أصدره، السبت، أنه لن يسمح بإقامة أي احتفالات في المناطق التي يسير عليها شمال شرقي البلاد يومي 7 و8 ديسمبر/كانون الأول، متذرعا بالتهديدات الإرهابية لكن البعض يعتبر الأمر رسالة استفزاز لدمشق.
وأشار إلى منع جميع الفعاليات الجماهيرية والأنشطة الاجتماعية، وكذلك استخدام الألعاب النارية في المناطق ذات الأغلبية العربية التي يحتلها.
ورغم أن تصريحات قادة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” خاصة مظلوم عبدي بشأن العمل على إحلال السلام وادماج قواته ضمن الجيش السوري لكن ذلك لا ينفي واقع التوتر القائم بين الطرفين، خاصة في محافظتي دير الزور وحلب، حيث تتكرر الاشتباكات المحدودة التي تعكس صراع نفوذ ممتد منذ سنوات.
وتشير المعطيات إلى أن تلك المواجهات بين الحين والأخر تتجاوز الحسابات الميدانية، لتعبّر عن خلافات سياسية وهيكلية عميقة، تتعلق بإدارة المناطق الشرقية الغنية بالنفط، وملف السيطرة على المعابر والموارد.
ورغم توقيع اتفاق 10 مارس/آذار الماضي، الذي نصّ على دمج المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة لقسد ضمن إطار الدولة السورية، فإن تنفيذ بنوده لم يكتمل. إذ ظلّ الاتفاق حبرًا على ورق في ظل استمرار التباين حول آليات الدمج وتقاسم الموارد والنفوذ، بينما لا تزال أصوات الاشتباكات تتردد في دير الزور ومنبج وريف حلب الشرقي، في دلالة على هشاشة التفاهمات بين الجانبين.
وتشير تقارير ميدانية إلى أن “الاستنفار الدائم” في صفوف الجيش السوري ليس مجرد ردّ فعل مؤقت على هجمات متفرقة، بل هو جزء من حالة توتر مزمن بين دمشق و”قسد”، التي تسيطر بدعم من التحالف الدولي على مناطق واسعة من الشمال الشرقي السوري.
ورغم الضغوط التي تمارسها واشنطن على حلفائها الاكراد للمضي قدما نحو السلام وانهاء الانقسام وادماج القوات لكن يبدو أن القوى الكردية متخوفة ولا تثق في الرئيس احمد الشرع.
بضرورة مشاركة المكون الدرزي والعلوي في مفاوضات الإدارة الذاتية مع سلطة دمشق الانتقالية، مؤكداً أن مطالبهم بشأن إقليم شمال وشرق سوريا هي نفسها بخصوص مناطق الدروز والعلويين في البلاد، في موقف يشير إلى محاولة خلق تحالف بين المكونات الثلاث.
ويحتفل السوريون بمرور عام على العملية العسكرية التي أطاحت بحكم حزب البعث لـ61 عاما، من خلال فعاليات متنوعة في أغلب المحافظات.
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، تمكّن الثوار السوريون من دخول العاصمة دمشق، معلنين الإطاحة بنظام بشار الأسد (2000 ـ 2024)، الذي ورث الحكم عن والده حافظ الأسد (1970 ـ 2000).
