الخليج العربي

الإمارات تحقق إنجازات مناخية كثيرة في كوب 28


دشنت دولة الإمارات خارطة طريق لخفض الكربون في القطاع الصناعي ستشمل كافة مجالات التصنيع، مع التركيز على الصناعات التي تشهد تحديات في تقليل الانبعاثات، مثل الإسمنت، والحديد والصلب، والألومنيوم، ضمن توجه استراتيجي يرسخ مكانة والتزام الدولة بمواجهة تحديات التغير المناخي وتحقيق أهداف الاستدامة الوطنية.

وفي إطار استضافتها لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28)  “فإنّ الامارات أعدت الخارطة، بالتنسيق والتعاون مع شركائها الاستراتيجيين في القطاعين الحكومي والخاص، تماشياً مع الجهود الوطنية لتحقيق مستهدفات مبادرة الإمارات الاستراتيجية للوصول للحياد المناخي بحلول 2050، والالتزام ببنود التحديث لتقرير المساهمات المحددة وطنياً لدولة الإمارات بموجب اتفاق باريس للمناخ والاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن المناخ، والمساهمة في تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة، وفق ما نقلت وكالة الانباء الرسمية (وام).

وقالت وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة سارة بنت يوسف الأميري: “على مدار (3) عقود قدمت دولة الإمارات، بفضل الرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة، نموذجاً عالمياً رائداً في جهود العمل المناخي على المستوى الإقليمي والدولي، وكانت الإمارات في مقدمة دول المنطقة للتوقيع على اتفاق باريس للمناخ 2015، والدولة الأولى التي أعلنت مبادرة استراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول2050، واليوم ومن خلال (COP28) تستمر جهودنا بإطلاق مسار وطني شامل لخفض الكربون بشكل تدريجي ومرحلي، وصولاً للحياد المناخي بمشاركة كافة القطاعات”.

وأضافت الوزيرة: تماشياً مع التزام دولة الإمارات بتقليل انبعاثات الكربون، وخطط الوزارة لتحفيز النمو الصناعي المستدام. والذي يدعم تنافسية الصناعات الإماراتية إقليمياً ودولياً. ويحفز استقطاب استثمارات صناعية جديدة. يأتي إطلاق الخارطة نتيجة جهد وتكامل بين وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة وشركائها الاستراتيجيين. ومن خلال إجراء دراسة حالة للقطاع الصناعي على مستوى الدولة، ووضعنا تصوراً لتحفيز تبنّي الصناعات في الدولة لتقنيات وعمليات مستدامة وصديقة للبيئة.

وتابعت الأميري: إنّ تطوير وتبنّي التكنولوجيا المتقدمة والحلول الابتكارية سيمثل المحور الرئيس في آلية العمل التي حددتها الخارطة لضمان تحقيق خفض فاعل في الكربون على مستوى قطاع الصناعة الوطني بالكامل بشكل مرحلي وصولاً لنسبة خفض 93% بحلول العام 2050. وتتضمن مجموعة من المسارات الرئيسة. رصد التحديات ومعالجتها وتطوير وتبني أحدث الحلول التكنولوجية والابتكارية الداعمة للحد من الانبعاثات بشكل عام والكربون على وجه الخصوص. مع الحفاظ في الوقت نفسه على تعزيز تنافسية القطاع الصناعي الوطني ونموه وتطوره. بمدى زمني يصل إلى العام 2050. بما يواكب توجهات دولة الإمارات نحو تحقيق الحياد المناخي.

وتضم الخارطة (3) مراحل زمنية لتحقيق مستويات خفض الكربون المتزايدة. تشمل تحقيق خفض في الانبعاثات بنسبة 5% بحلول 2030. وعبر مزيد من توظيف التكنولوجيا الحديثة .والمتقدمة وتعزيز التحول التكنولوجي في القطاع تصل النسبة إلى 63% بحلول 2040. ومن خلال التطور والوفرة في التقنيات والأدوات وانخفاض كلفتها. وانسجاماً مع خطط تعزيز استخدامها في القطاع الصناعي ستصل نسبة الخفض المتوقعة إلى 93% بحلول العام 2050.

واعتمدت الخارطة مجموعة من الحلول الرئيسة. تضمنت حلول الكهرباء النظيفة. واحتجاز وتخزين الكربون ورفع كفاءة التصنيع. حيث سيساهم توظيفها وحدها في تسجيل نسب خفض للكربون تصل إلى 70% بحلول 2050. فيما يتم تحقيق النسبة المتبقية من الخفض عبر توظيف العديد من الحلول والتقنيات الأخرى.

وستحقق آلية العمل التي حددتها خارطة الطريق خفضاً بمقدار (90) مليون طن من الكربون سنوياً .و(2.9) جيجا طن بشكل تراكمي حتى عام 2050. وسيساهم التوسع في تبنّي وتوظيف حلول الكهرباء النظيفة في تحقيق 41% .من نسبة خفض الكربون المستهدفة بحلول 2050.

وفي سياق متصل، أشاد رئيس جمهورية سيشيل، وافل رامكالاوان. بالنتائج التي يقدمها مؤتمر COP28  في دولة الإمارات العربية المتحدة. ولا سيّما مع تفعيل صندوق الخسائر والأضرار. مشيراً في الوقت نفسه إلى أنّ بلاده التي لا تنتج أيّ انبعاثات تعاني تحت وطأة التغير المناخي.

وفي حديث مع (سكاي نيوز عربية)، استعرض رئيس سيشل. وهي دولة جزيرية في أفريقيا تتواجد في المحيط الهندي مكونة من عدة جزر. الوضع في بلاده فيما يخص التغير المناخي.

وقال: “إننا نتحدث عن الشواطئ والجبال والشمس والرياح والرمل. لأننا جزر نعاني من التغير المناخي، وللأسف ما نمضي فيه الآن ليس له علاقة بنا نحن. فالانبعاثات هي صفر بالمئة”. مشيراً إلى عدد من الظواهر المرتبطة بتغير المناخ مثل زيادة منسوب سطح البحر.

يذكر أنّ عدد المسجلين للمشاركين في كوب 28 بلغ رقماً قياسياً هو (86) ألفاً. ممّا دفع الكثير من الرؤوساء والزعماء .والمسؤولين إلى الإشادة بالمشاركة العالمية المتزايدة في محادثات المناخ في المؤتمر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى