الخليج العربي

الإمارات تدين انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي والإنساني


 أدانت الإمارات بقوة اليوم الجمعة إقدام الجيش الإسرائيلي على إخلاء وحرق مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، معتبرة ذلك “انتهاكا” للقانون الإنساني الدولي.
وشددت عبر بيان لوزارة خارجيتها على “رفضها القاطع لهذا العمل الشنيع الذي ينتهك القانون الإنساني الدولي ويُعد تدميرا ممنهجا ومستنكرا للمنظومة الصحية المتبقية في القطاع”.
وأكدت الإمارات موقفها “الداعي إلى ضرورة الوقف الفوري للعنف وعدم استهداف المدنيين والمؤسسات المدنية وأهمية أن يَنعَم المدنيون بالحماية الكاملة بموجب القانون الإنساني الدولي والمعاهدات الدولية وضرورة ألا يكونوا هدفا للصراع”.
وأعربت عن “قلقها البالغ جراء تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، التي تهدد بوقوع المزيد من الخسائر في الأرواح بين المدنيين”، محذرة من “الوضع الإنساني الكارثي بالغ الحساسية والخطورة” هناك.
كما دعت الإمارات المجتمع الدولي إلى بذل أقصى الجهود لتجنب المزيد من تأجيج الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة، وحثت على دفع كافّة الجهود المبذولة لتحقيق السلام الشامل والعادل.

ومنذ اندلاع الحرب على غزة سعت الإمارات إلى التخفيف من حدة الكارثة الإنسانية في القطاع الفلسطيني، سواء من خلال إرسال مئات الأطنان من المساعدات الإغاثية أو عبر تدشين مستشفى ميداني في غزة في ديسمبر/كانون الأول الماضي تبلغ طاقته الاستيعابية 200 سرير ويضم كادرا طبيا مكونا من 64 متطوعا من 17 جنسية، كما أرسلت مستشفى عائما مجهّزا بأحدث الأجهزة الطبية إلى قبالة سواحل مدينة العريش المصرية، ضمن جهودها لإسعاف ومعالجة المصابين في الحرب.

وفي وقت سابق من اليوم الجمعة اقتحم الجيش الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان، قبل أن يقوم بإضرام النار فيه ويخرجه تماما عن الخدمة.
واحتجز الجيش أكثر من 350 شخصا كانوا داخل المستشفى، بينهم 180 من الكوادر الطبية و75 جريحا ومريضا ومرافقيهم، واقتادهم إلى جهة مجهولة، حسب بيان للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
واعتبر المصدر نفسه هذا الهجوم “جريمة حرب مكتملة الأركان”، محذرا من أن هدف إسرائيل هو “القضاء التام على النظام الصحي في غزة كجزء من سياسة الإبادة الجماعية التي تمارس بحق شعبنا الفلسطيني”.
وقال الجيش الإسرائيلي في وقت سابق أن “المستشفى يُعتبر بمثابة مركز لحماس في غزة”، وسبق للدولة العبرية أن اتهمت الحركة باستخدام العديد من المنشآت المدنية في قطاع غزة خصوصا المستشفيات كمراكز لعملياته، وهو ما نفته بشدة.

ودعت وزارة الصحة بقطاع غزة اليوم الجمعة المؤسسات الدولية لتوفير بدائل تضمن استمرار تقديم الخدمات الطبية في شمال القطاع بعد إقدام الجيش الإسرائيلي على اقتحام وإحراق عدة مبانٍ بمستشفى كمال عدوان آخر رموز الحياة الطبية بالمنطقة.
وقال ماهر شامية، الوكيل المساعد لوزارة الصحة في غزة، خلال مؤتمر صحفي إن 25 مريضا بحالات متوسطة تم نقلهم قسرا إلى المستشفى الإندونيسي، الذي خرج عن الخدمة بعد تعرضه لتدمير كامل في بنيته التحتية قبل عدة أيام.
وأكد أن الجيش الإسرائيلي أقدم على إحراق مباني مستشفى كمال عدوان، بما في ذلك مبنى الهندسة والصيانة والمختبر المركزي وقسم العمليات ومخازن المستشفى، وقسم الجرحى.
كما لفت إلى أن المولدات الكهربائية ومحطات تحلية المياه وأنظمة الأكسجين وقسم غسيل الكلى دمرها الجيش بالكامل، معربا عن قلقه الشديد بشأن مصير عدد كبير من الكوادر الصحية والمرضى الذين انقطعت جميع سبل التواصل معهم.
ودعا شامية المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للتدخل العاجل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية، التي وصفها بـ”الجسيمة” بحق المؤسسات الصحية والمرضى والمدنيين.
وطالب بحماية ما تبقى من المنظومة الصحية في شمال قطاع غزة، وتوفير بدائل تضمن استمرار تقديم الخدمات الطبية في شمال القطاع.
كما دعا شامية إلى “فتح ممرات إنسانية عاجلة لضمان وصول المرضى إلى الخدمات الطبية وإيصال المساعدات اللوجستية والطبية لمستشفى العودة ، مع ضمان حمايتها من الاستهداف”.

وفي الأيام الأخيرة، أعرب مدير المستشفى حسام أبو صفية مرارا عن مخاوفه بشأن وضع المرفق الصحي، متهما القوات الإسرائيلية باستهداف أقسامه وقال الاثنين “يجب على العالم أن يفهم أن مستشفى كمال عدوان مستهدف بقصد قتل وتهجير الناس بالقوة في الداخل”.

ووصفت منظمة الصحة العالمية الظروف في مستشفى كمال عدوان بأنها “مروعة” وقالت إنه يعمل بالحد “الأدنى”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى