حصري

الإمارات تواصل تقديم الدعم والحماية لغزة: استمرار الجهود


تقود الدول العربية محاولات كبرى للتهدئة ووقف التصعيد في المنطقة وتسجل إنخراطاً مباشراً على خطوط وقف الإعتداءات والعمليات العسكرية الإسرائيلية والتي راح ضحيتها أبرياء في رفض للعقاب الجماعي ضد الفلسطينيين وتجويع سكان قطاع غزة.
وتبرز جهود إماراتية للتواصل مع جميع الأطراف الدولية والإقليمية لتوفير الحماية للمدنيين والحفاظ على أرواحهم في مواجهة محاولة التهجير القسري لسكان القطاع عبر التهديدات الإسرائيلية لمغادرة سكان القطاع وتوسيع نطاق الهجمات والتلويح بالاقتحام البري .
منذ تأسيس دولة الإمارات وهي تولي قضايا الأمة العربية اهتماما كبيراً، وتضعها على رأس أولويات سياساتها الخارجية، باعتبارها جزءاً من هذه الأمة العربية التي تربطها بها ذاكرة حضارية وروابط مصيرية وهموم واحدة، وأمن قومي مشترك، فلم تتوان لحظة في تلبية نداء أشقائها العرب والوقوف معهم في السراء والضراء، ودعمهم لمواجهة التحديات والأزمات التي تواجههم، ضاربة أشجع الأمثلة في التضامن والعطاء والروح الأخوية الصادقة .

مواقف ودلالات

بصمات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ،واضحة جدأ هو الذي يقود بشخصه جهودا واسعة للتهدئة ولوقف التصعيد الاسرائيلي المدمر على قطاع غزة حيث أجرى في خلال الأيام الماضية مروحة اتصالات برؤساء وقادة الدول العربية والغربية ومناقشات تتعلق بتطورات الأوضاع التي تشهدها فلسطين والمنطقة ضمن جهود دبلوماسية وإنسانية تبلورت منذ الساعات الأولى لاندلاع الحرب على الفلسطينيين في قطاع غزة.
مواقف سياسية وإنسانية تؤكد الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني بما يساهم بالدفع في تحقيق حلّ الدولتين من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة على أساس حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية الذي يضمن عدم إدخال المنطقة في أزمات جديدة تهدد أمنها واستقرارها.
ومن أهم ما حرص عليه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات خلال لقائه من أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأميركية منذ يومين هو التشديد على الأولولة القصوى لدولة الإمارات في ضمان توفير الحماية الكاملة للمدنيين والحفاظ على أرواحهم وضرورة فتح ممرات إنسانية عاجلة لإيصال المساعدات الطبية والإغاثية إلى قطاع غزة إلى جانب الوقف الفوري لجميع أشكال التصعيد .

حراك إماراتي  في مجلس الأمن

جهود القيادة السياسية واكبها حراك دبلوماسي إماراتي على أكثر من صعيد لتحقيق الهدف، من خلال مباحثات وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان مع نظرائه حول العالم، و من خلال حراك دولة الإمارات في مجلس الأمن الدولي وتم خلال تلك الاتصالات بحث المساعي المبذولة لفتح ممرات آمنة لتأمين المساعدات الإنسانية للمدنيين بشكل عاجل .
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أهمية تعزيز الحراك الإقليمي والعالمي من أجل حماية المدنيين كأولوية قصوى مع دفع الجهود المبذولة لخفض التصعيد الذي تشهده المنطقة وإنهاء التطرف والعنف المتصاعد وشدد على أن الوضع الراهن يتطلب تحركا عاجلا من كل الأطراف الدولية الفاعلة من أجل تخفيف حدة التوتر والحيلولة دون خروج الوضع عن السيطرة .
وفي كلمة مصورة لوزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أكد أن موقف الامارات ثابت وراسخ في دعمة للموقف العربي الداعي لقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية وستستمر الإمارات بدعم القضية الفلسطينية على خطى الدعم التاريخي التي قدمتة الإمارات ، موقف نابع من قناعة متجذرة ولا تغيرة أي اعتبارات .
ودعت دولة الإمارات العربية المتحدة في بيان سابق أمام مجلس الأمن الدولي الذي تعد عضوا به عن الفترة 2022-2023، المجتمع الدولي لأن يضع ثقله في التعامل مع المسألة الفلسطينية كملف ذي أولوية، عبر المساعدة في استئناف مفاوضات جادة وفعالة، تستند إلى المرجعيات الدولية المتفق عليها، وفي مقدمتها حل الدولتين وقد شهد مجلس الأمن الدولي على مدار الفترة الماضية حراكا متواصلا لدعم القضية الفلسطينية، والدفع نحو تحقيق سلام شامل وعادل .

جهود إماراتية دولية

وتكشف مصادر خليجية لـ”جسور” ، عن تلك الجهود الدولية التي كانت تتزامن مع حراك إماراتي في مجلس الأمن الدولي الذي عقد اجتماعا مغلقا، في بداية شهر تشرين الاول /اكتوبر، حول الشرق الأوسط، بما فيه القضية الفلسطينية، لبحث التطورات الأخيرة وتصعيد الوضع وأكدت حينها السفيرة لانا زكي نسيبة، المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، بعد الاجتماع المغلق، أهمية أن يستخدم أعضاء المجلس القنوات الدولية وكذلك الثنائية للدعوة إلى الهدوءوتهدئة التصعيد بالتركيز على حماية المدنيين على الجانبين .
وشددت السفيرة لانا ذكي نسيبة ، على أن الكثيرين من أعضاء المجلس يؤمنون بأن فتح الأفق السياسي في المستقبل، الذي يؤدي إلى تطبيق حل الدولتين هو السبيل الوحيد لحل هذا الصراع
مواقف تحمل رسائل قوية تؤكد من خلالها دولة الإمارات أن دعمها للقضية الفلسطينية لا يقتصر على الجانب السياسي فقط، بل يصاحبه دعم إنساني وتنموي يستهدف تعزيز صمود الفلسطينيين.

مواقف إنسانية وسياسية

الباحث والاكاديمي الإماراتي الدكتور محمد المبارك وفي حديث خاص لـ”جسور” ، ثمن موقف بلادة برفض استهداف المدنيين بأي شكل وزهق أرواح الأبرياء وتأكيد ضرورة مراعاة مبادئ الإنسانية، وموقف دولة الامارات الثابت تجاه مناصرة القضية الفلسطينية ودعم الجهود الرامية لتحقيق السلام الشامل والعادل الذي يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة .
وأضاف “المبارك”: مواقف دولة الإمارات الأخوية ثابتة ونهجها الأصيل تجاه دعم الأشقاء في مختلف الظروف ومد يد العون لهم والذي يعد من ثوابت الدولة .
واعتبر المبارك إن التحركات المتتالية على مختلف الأصعدة تؤكد من خلالها دولة الإمارات دعمها الأبدي للقضية الفلسطينية، وأن توقيعها اتفاق سلام مع إسرائيل في 15 سبتمبر/أيلول 2020 لم ولن يكون على حساب القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وإنما توظفها دولة الإمارات دائما لدعم حقوقه .

أبرز المحطات

وفي استعادة لأبرز المحطات الإماراتية في الحراك الداعم للفلسطينيين، أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بتقديم مساعدات عاجلة إلى الأشقاء الفلسطينيين بمبلغ 20 مليون دولار. ويأتي هذا الدعم من خلال وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” التي تحرص على توفير التعليم، والرعاية الصحية، والخدمات الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين، حيث يتم تمويل الوكالة بالكامل تقريباً من خلال مساهمات الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة .
كما تبعتها جهود ومبادرات إنسانية متتالية، حيث أطلقت الإمارات، تباعا، حملة لإغاثة الفلسطينيين المتأثرين من الحرب في قطاع غزة، تحت شعار “تراحم من أجل غزة “، قبل أن ترسل طائرة مساعدات طبية عاجلة لإغاثة أهل القطاع. ويأتي إطلاق هذه الحملة بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي، وبالتنسيق مع وزارة الخارجية ووزارة تنمية المجتمع وذلك في إطار الجهود الإنسانية التي تقوم بها دولة الإمارات لتقديم المساعدات العاجلة للشعب الفلسطيني .
وانطلقت الحملة في أبوظبي تحت إشراف هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بقاعة موانئ أبوظبي في ميناء زايد الى مدينة العريش شمالي جمهورية مصر العربية . أيضا أرسلت دولة الإمارات طائرة تحمل على متنها مساعدات طبية عاجلة إلى مدينة العريش شمالي مصر ليتم إدخالها إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، وذلك لتقديم الدعم الإغاثي للشعب الفلسطيني بالتنسيق مع مصر في انتظار إدخالها بشكل عاجل إلى قطاع غزة و تهدف إلى تخفيف المعاناة الإنسانية التي يواجهها سكان قطاع غزة وخاصة الأطفال والنساء.
في دعم إضافي للفلسطينيين، وجه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، نهار الجمعة الماضي، بتقديم مساعدات عاجلة إلى الأشقاء الفلسطينيين بمبلغ 50 مليون درهم، عن طريق مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وذلك في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها الفلسطينيون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى