الإمارات والمملكة العربية السعودية نموذج رائد
كشفت وزارة الاقتصاد الإماراتية عن أرقام تعكس الريادة الإقليمية والعالمية للإمارات والسعودية، وذلك احتفالا باليوم الوطني السعودي الـ91.
وتمثل الشراكة الإماراتية السعودية، بحسب وزير الاقتصاد الإماراتي عبدالله بن طوق المري، نموذجاً رائداً ومتميزاً على المستويين الإقليمي والعالمي في التعاون والتطوير المستمر للعلاقات، وخاصة في الجوانب الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، بما يخدم مسيرة الازدهار والتنمية المستدامة التي يشهدها البلدان الشقيقان، منوها بأواصر التلاحم والثوابت الحضارية والأخوة الراسخة التي تجمع دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية.
أكبر اقتصادين عربيين
وقال الوزير الإماراتي في كلمته بمناسبة اليوم الوطني السعودي الـ91: دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية أكبر اقتصادين عربيين، ومن خلال عملهما المشترك والمتواصل لتوسيع مجالات التعاون في مختلف القطاعات الحيوية، تسهمان في دفع مسيرة التنمية في المنطقة نحو آفاق جديدة، والجهود مستمرة في تطوير هذه الشراكة الاستراتيجية وفق رؤية واضحة يقودها مجلس التنسيق السعودي الإماراتي منذ إنشائه قبل 4 سنوات، والذي أشرف على إطلاق خطط تنموية ومبادرات ومشاريع نوعية لها دور جوهري في توليد ثروة من الفرص التجارية والاستثمارية والتنموية أمام قطاع الأعمال في البلدين وعلى مستوى منطقة الخليج والوطن العربي.
وأوضح المري أنه وفقاً لإحصاءات التجارة لعام 2020، تعد المملكة العربية السعودية الشريك التجاري الأول لدولة الإمارات على مستوى الدول العربية، والثالث على المستوى العالمي، وبلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين الجانبين في النصف الأول من عام 2021، نحو 61.7 مليار درهم بنسبة نمو 32.5% مقارنة بالنصف الأول من عام 2020، ما يعكس متانة وتنوع العلاقات التجارية ونموها بشكل مستمر وفي المقابل، تعد دولة الإمارات أكبر شريك تجاري عربي للمملكة، والثالث عالمياً مع السعودية بعد الصين والولايات المتحدة الأمريكية خلال عام 2020.
وأضاف: فخورن بما تشهده الشراكة الاقتصادية الإماراتية السعودية من تطورات استثنائية في مختلف المجالات بدعم من القيادتين الرشيدتين في كل من دولة الإمارات والمملكة، حيث يشمل التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين اليوم قطاعات حيوية واستراتيجية، مثل: الابتكار، والتكنولوجيا، والصناعة، والخدمات واللوجستية، والأمن الغذائي، والسياحة، والتعدين والنفط والغاز الطبيعي، والقطاع العقاري والبناء والتشييد، وتجارة الجملة والتجزئة، والقطاع المالي والتأمين، ونثق بأن المرحلة المقبلة ستشهد – في ضوء هذا المستوى المتميز من التعاون والشركة – مزيداً من التنوع والفرص التي تصب في نمو الاقتصادين الإماراتي والسعودي وتعود بالازدهار على البلدين والشعبين الشقيقين.
علاقات الإمارات والسعودية
من جهته أكد الدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسي، وزير دولة لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، أن العلاقات الإماراتية السعودية تمثل علامة بارزة ونموذجاً فريداً على خريطة العلاقات الدولية اليوم، فهي مبنية على أسس راسخة من الأخوة بين القيادتين والشعبين الشقيقين، مشيراً إلى أن تلك العلاقات الثنائية المتميزة مثلت أحد أنجح أوجه العمل المشترك على الصعيدين الخليجي والعربي ولا تزال هذه العلاقات تشهد تطوراً مستمراً مدفوعاً بعزيمة صادقة لقيادتي البلدين بالمضي قدماً في مسيرة توطيد روابط الأخوة وتأسيس شراكة استراتيجية تشمل كافة ميادين التنمية.
وأشار إلى أن البلدين قطعا خلال السنوات الماضية خطوات كبيرة في توحيد الطاقات وتعزيز التكامل، وفق رؤية واضحة تشمل مظلة واسعة من القطاعات، من أبرزها الربط بين رواد الأعمال وإطلاق برامج مشتركة لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتعزيز الفرص أمام أنشطتها وتشجيع التبادل السياحي وتطوير القدرات في قطاع السياحة، وهو ما انعكس على حجم أنشطة الشركات في البلدين، حيث يمتلك ويساهم اليوم أكثر من 11 ألف سعودي في رخصة اقتصادية في دولة الإمارات حتى سبتمبر/أيلول 2021، وفي المقابل تستثمر أكثر من 140 شركة إماراتية في السعودية.
وأضاف: تشكل السياحة والاستثمار السياحي أحد المحاور الحيوية للتعاون بين البلدين، ما انعكس على تصدر دولة الإمارات قائمة الوجهات السياحية المثيرة للاهتمام لدى السائحين السعوديين عند السفر للخارج حيث استقبلت دولة الإمارات خلال النصف الأول من العام الجاري 2021 نحو أكثر من 200 ألف نزيل سعودي في فنادقها، مضيفا: نعتز بمشاركة الشعب السعودي الشقيق احتفالاته باليوم الوطني الـ 91 للمملكة، وننظر بثقة وتفاؤل إلى مستقبل العلاقات الاقتصادية بين البلدين وما ينطوي عليه من فرص وآفاق واسعة للنمو والازدهار، وسنعمل على تنمية هذه الشراكة بصورة مستمرة خلال المرحلة المقبلة بما يحقق رؤية وتطلعات البلدين والشعبين الشقيقين.
من جهته قال الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية: إن العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية هي علاقات أخوة صادقة وروابط عميقة تعززها وحدة الانتماء الخليجي والعربي، والقيم والعادات العربية والإسلامية المشتركة، والتكاتف تجاه قضايا المنطقة والعالم، فضلاً عن أواصر القربى بين الشعبين الشقيقين، مضيفا: تمتاز شراكتنا الاقتصادية مع أشقائنا في السعودية بأنها قوية ومتنامية، ويشمل تعاوننا التجاري والاستثماري معظم القطاعات الحيوية ضمن اهتمامات البلدين، وتعد السعودية أكبر شريك استثماري لدولة الإمارات على المستوى الخليجي والعربي والإقليمي والخامس عالمياً.
الاستثمارات السعودية المباشرة في الإمارات
وقد وصل رصيد الاستثمارات السعودية المباشرة في دولة الإمارات حتى مطلع العام الماضي 2020 إلى نحو 5 مليارات دولار، بنمو بلغ 4% مقارنة بعام 2019، وفي المقابل تأتي الإمارات في طليعة الدول المستثمرة في السعودية برصيد تراكمي استثماري تجاوز حاجز الـ9 مليارات دولار، مضيفا: لقد حققت التجارة الخارجية بين البلدين مستويات رائدة على المستوى العربي والعالمي، حيث بلغت حصة تجارة السعودية غير النفطية مع الإمارات من بين مجموعة الدول العربية نحو 31.8% خلال النصف الأول من العام الجاري 2021، فيما وصلت حصة التجارة السعودية غير النفطية مع الإمارات من بين دول العالم 6.9% خلال الفترة نفسها ، وفي المقابل بلغت حصة تجارة الإمارات مع السعودية من بين مجموعة الدول العربية خلال العام الماضي نحو 43.7%، ونحو 4.5% من بين دول العالم.
وحققت الصادرات الإماراتية غير النفطية إلى المملكة خلال النصف الأول من العام الجاري 2021 نمواً بنسبة 70.4% مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي 2020، و33.1% نمواً في الواردات الإماراتية من السعودية، و13.5% نمواً في حركة إعادة التصدير الإماراتية إلى السعودية.
وقال: نهنئ المملكة العربية السعودية الشقيقة قيادة وشعباً بمناسبة اليوم الوطني الـ 91 للمملكة، وسنحرص على مواصلة عملنا لتطوير هذه العلاقات الطيبة إلى مستويات جديدة، وتنمية الشراكة على الصعيدين الحكومي والخاص لفتح فرص وآفاق استثمارية أوسع أمام مجتمع الأعمال في الجانبين، وبما يدعم مسيرة التنمية والازدهار في البلدين الشقيقين.