الخليج العربي

الإمارات والهند في بيان مشترك.. خارطة طريق للتعاون والتنمية والأمن


ببيان مشترك بين البلدين جاء بمثابة خارطة طريق للتعاون والتنمية والأمن، تُوجت بزيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الرسمية لدولة الإمارات.

وجاء هذا البيان، الذي أصدرته دولة الإمارات والهند، ليؤكد العلاقات التاريخية الراسخة بين البلدين وحرص قيادتي البلدين على تعزيزها، والدفع قدما بها إلى آفاق أرحب تشمل كل المجالات بما يعود بالنفع على البلدين والمنطقة والعالم.

زيارات متبادلة

وتعد هذه الزيارة هي الخامسة لرئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى دولة الإمارات خلال السنوات الـ8 الماضية، حيث كانت آخر زيارة أجراها رئيس الوزراء مودي إلى دولة الإمارات في يونيو/حزيران 2022.

وفي عام 2015، أصبح رئيس الوزراء مودي أول رئيس وزراء للهند يزور دولة الإمارات منذ 34 عاماً.

وأعقب هذه الزيارة، زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الهند في عام 2016، ثم في عام 2017 عندما شارك الشيخ محمد بن زايد آل نهيان كضيف شرف في احتفالات يوم الجمهورية الهندية.

علاوة على ذلك، ارتقت العلاقة بين الهند ودولة الإمارات رسمياً إلى شراكة استراتيجية شاملة خلال زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الهند في عام 2017.

التبادل التجاري

وأعرب الجانبان عن ارتياحهما إلى التقدم الذي شهدته العلاقات الإماراتية الهندية في جميع المجالات، حيث زاد حجم التبادل التجاري بين الهند ودولة الإمارات العربية المتحدة إلى 85 مليار دولار أمريكي في عام 2022.

وجعل هذا التبادل التجاري دولة الإمارات ثالث أكبر شريك تجاري للهند لعام 2022-2023 وثاني أكبر وجهة تصدير للهند، كما أن الهند هي ثاني أكبر شريك تجاري لدولة الإمارات.

وفي فبراير/شباط 2022، أصبحت الهند أول دولة توقع معها دولة الإمارات اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة، كما زاد حجم التبادل التجاري بنسبة 15% تقريباً منذ بدء سريان اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة في 1 مايو/أيار 2022.

“G20” و COP28

وأشار الجانبان إلى الأدوار العالمية البارزة التي لعبتها الدولتان في عام 2023، خلال رئاسة الهند مجموعة الـعشرين “G20″، ورئاسة دولة الإمارات مؤتمر الأطراف COP28.

وقد أعرب الجانب الإماراتي عن تقديره لاستضافة الهند قمة صوت الجنوب العالمي في يناير/كانون الثاني 2023.

كما أثنى الجانب الهندي على دولة الإمارات لدورها الفعال في تعزيز مصالح الجنوب العالمي في مؤتمر الأطراف COP28، وجعل المؤتمر يركز على النتائج العملية واحتواء الجميع.

كما يتطلع الجانبان إلى مزيد من التعاون في المحافل متعددة الأطراف مثل مجموعة I2U2، ومبادرة التعاون الثلاثي الإماراتي الفرنسي الهندي.

وأشار الجانبان إلى أن مثل هذه المنصات توفر فرصا أكبر لكلا البلدين للارتقاء بالشراكة إلى آفاق جديدة.

مذكرات تفاهم

وشهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في أبوظبي، توقيع مذكرة تفاهم لإرساء إطار لتعزيز استخدام العملات المحلية (الروبية الهندية-الدرهم الإماراتي) في المعاملات العابرة للحدود.

كما شهد الجانبان توقيع مذكرة تفاهم بشأن التعاون الثنائي في ربط أنظمة الدفع والمراسلات المالية لدى البلدين.

إضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم للتخطيط لإنشاء المعهد الهندي للتكنولوجيا-دلهي في أبوظبي.

وناقش الجانبان تطوير نظام تسوية العملة المحلية بين البلدين لتسوية المعاملات الثنائية مما يعكس مدى الثقة المتبادلة بينهما، ويؤكد متانة الأداء الاقتصادي في كلا البلدين ويعزز التعاون الاقتصادي بين دولة الإمارات والهند.

وأعرب الجانبان عن اهتمامهما بتعزيز التعاون في مجال أنظمة الدفع من خلال التكامل بين أنظمة الدفع الفوري الخاصة بمعالجة المعاملات عبر الحدود بين دولة الإمارات والهند بشكل أكثر كفاءة.

وسيشمل هذا التعاون أيضا القبول المتبادل بمنظومات البطاقات المحلية عن طريق الربط بين مفاتيح البطاقات الوطنية، وسيعزز التكامل بين هذه الأنظمة الوصول إلى خدمات الدفع لصالح المواطنين والمقيمين في البلدين.

العلاقات الاستثمارية والتعاون

وأكد الجانبان عزمهما على تعزيز العلاقات الاستثمارية بين البلدين، وفي هذا السياق أعرب الجانبان عن تقديرهما للجهود التي يبذلها فريق العمل الاستثماري الإماراتي-الهندي المشترك.

حيث أصبحت دولة الإمارات رابع أكبر مستثمر في الهند في 2022-2023، بعد أن كانت تحتل المركز السابع في عام 2021-2022.

وأعرب الجانبان عن تقديرهما لخطة جهاز أبوظبي للاستثمار للوجود في غوجارات إنترناشيونال فاينانس تيك سيتي (غيفت سيتي)، وهي منطقة مالية حرة في ولاية غوجارات، خلال الأشهر القليلة المقبلة، وسيؤدي ذلك إلى تعزيز فرص الاستثمار لدولة الإمارات العربية المتحدة في الهند.

كما ناقش الجانبان أهمية مذكرة التفاهم بين وزارة التعليم في الهند والمعهد الهندي للتكنولوجيا ودائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي لإنشاء المعهد الهندي للتكنلوجيا دلهي-أبوظبي.

وفي فبراير/شباط من العام الماضي، خلال القمة الافتراضية، اتفق الجانبان على إنشاء المعهد الهندي للتكنولوجيا دلهي-أبوظبي في دولة الإمارات، وقد عمل الجانبان بلا كلل على مدى العامين الماضيين لجعل هذه الرؤية حقيقية.

وأعرب الجانبان عن تأييدهما وموافقتهما على بدء عمل المعهد في أبوظبي بحلول يناير/كانون الثاني 2024 من خلال تقديم برنامج الماجستير في التحول في مجال الطاقة والاستدامة، ومن المتوقع تقديم برامج أخرى على مستوى البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، اعتباراً من سبتمبر/أيلول 2024، بالإضافة إلى إنشاء مراكز بحثية في مجالات الطاقة المستدامة، ودراسات المناخ، والحوسبة، وعلوم البيانات.

وعقد الجانبان العزم على مواصلة تعزيز الشراكة الثنائية في مجال الطاقة، والنفط والغاز والطاقة المتجددة، وسيمضي الجانبان قدماً في تعاونهما في مجال الطاقة المائية الخضراء والطاقة الشمسية وربط الشبكة.

واتفق الجانبان أيضاً على زيادة وتوسيع نطاق الاستثمار في مجال الطاقة، منها برنامج الاحتياطي البترولي الاستراتيجي للهند.

المناخ والأمن الغذائي

وأقر الجانبان بالعمل المشترك بشأن قضايا تغيير المناخ، ولا سيما خلال رئاسة الهند مجموعة الـعشرين، ورئاسة دولة الإمارات مؤتمر الأطراف COP28، وقد عقد الجانبان العزم على العمل معاً لجعل مؤتمر لأطراف COP28 ناجحاً للجميع.

وإدراكاً لأهمية الأمن الغذائي، أكّد الجانبان مجدداً تصميمهما على دعم موثوقية سلاسل الإمدادات الغذائية ومرونتها، وتوسيع تجارة الأغذية والمنتجات الزراعية، بما في ذلك من خلال مشاريع ممرات الغذاء في الهند، وسيكمل الجانب الإماراتي مشاوراته مع الجهات المعنية في الهند من أجل الإسراع في التنفيذ المبكر للمشاريع في هذا المجال.

التعاون الصحي

سلط الجانبان الضوء على أهمية قطاع الصحة وتوسيع نطاق التعاون الثنائي ليشمل دولا أخرى من خلال تنشيط التعاون الصحي القائم حالياً وزيادة تنويعه.

وقد تم تسليط الضوء على إمكانية أن يصبح كلا البلدين بديلاً موثوقاً به في سلاسل الإمداد الصحية العالمية باللقاحات والأدوية.

كما تمت مناقشة فرص التعاون في البنية التحتية الصحية المتنامية في الإمارات العربية المتحدة والهند.

العلاقات التاريخية

وأشار الجانبان إلى أن التواصل بين شعبي البلدين، والذي يعود إلى قرون مضت، هو أحد أقوى وأهم ركائز العلاقات التاريخية بين الهند ودولة الإمارات.

وأعربت دولة الإمارات عن تقديرها للدور البارز الذي ظل يلعبه المغتربون الهنود في مجتمع دولة الإمارات واقتصادها وتعزيز العلاقات الثنائية.

الأمن البحري ومكافحة الإرهاب

واتفق الجانبان على مواصلة تعزيز التعاون الثنائي من أجل تعزيز الأمن البحري والاتصال في المنطقة، وتعزيز الازدهار في الهند والإمارات العربية المتحدة والجوار المشترك، كما اتفق الجانبان على تعزيز التبادلات الدفاعية وتبادل الخبرات والتدريب وبناء القدرات.

وأكد الجانبان مجدداً التزامهما المشترك بمكافحة التطرف والإرهاب، بما في ذلك الإرهاب العابر للحدود، بجميع أشكاله، على الصعيدين الإقليمي والدولي.

واتفق الجانبان على تعميق تعاونهما الثنائي في مكافحة الإرهاب وتمويل الإرهاب والتطرف.

وفي هذا السياق، أكد الجانبان أهمية تعزيز قيم السلام والاعتدال والتعايش والتسامح بين الشعوب، وشددا على ضرورة نبذ جميع أشكال التطرف، وخطاب الكراهية، والتمييز، والتحريض.

التنسيق المشترك

وأكد الجانبان أهمية تعددية الأطراف، كما دعا الجانبان إلى التعاون الجماعي لإرساء نظام دولي عادل يستند إلى القوانين.

وأعرب الجانبان عن ارتياحهما للتنسيق فيما بينهما في مسائل مجلس الأمن الدولي، خاصة في عام 2022، عندما كان كلا البلدين عضوين غير دائمين في مجلس الأمن الدولي.

وأشاد رئيس الوزراء الهندي بالإنجازات التي حققتها دولة الإمارات خلال فترة ولايتها كعضو منتخب في مجلس الأمن.

وأكدت دولة الإمارات العربية المتحدة مجدداً على تأييدها لدعم مساعي الهند للحصول على مقعد في العضوية الدائمة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عند إعادة تشكيله.

حفاوة الاستقبال

وشكر ناريندرا مودي رئيس الوزراء الهندي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة له وللوفد المرافق، وأنه يتطلع إلى مشاركة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في قمة قادة مجموعة الـ20 المزمع عقدها في 9-10 سبتمبر/أيلول 2023 في نيودلهي.

وأكد الجانبان مجددًا التزامهما بمواصلة تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة، واستكشاف مجالات التعاون الناشئة، وتعزيز السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى