الاتحاد الأوروبي يكشف رؤيته لما بعد الحرب في غزة
بينما دعت واشنطن إلى إسناد دور في المرحلة المقبلة للسلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس، إضافة إلى أطراف دولية أخرى، دخل الاتحاد الأوروبي بدوره على خط المقترحات، التي كان بعضها قريباً ممّا طرحته الولايات المتحدة.
مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قدّم يوم الإثنين مقترحات تتعلق بإدارة قطاع غزة في فترة ما بعد الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، داعياً الدول العربية إلى لعب دور أكبر في الإدارة الفلسطينية للقطاع في المستقبل.
وقد قدّم بوريل مقترحاته المتمثلة في الاعتراض على (3) أشياء والموافقة على (3) أخرى؛ فاعترض على أيّ تهجير قسري للفلسطينيين من غزة أو عودة الجيش الإسرائيلي لاحتلال القطاع بصورة دائمة أو تغيير مساحته، إلى جانب الاعتراض على عودة حماس.
وحول المقترحات التي وافق عليها، قال بوريل: إنّه ينبغي أن تكون هناك “سلطة فلسطينية“، والتي اقترح أن تكون نسخة “معززة من السلطة الفلسطينية الحالية التي تدير الضفة الغربية، مع شرعية يحددها ويقررها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.
وطالب بوريل الدول العربية بالمشاركة بقوة في دعم هذه السلطة الفلسطينية، كما شدد على ضرورة أن يشارك الاتحاد الأوروبي بشكل أكبر في المنطقة، خاصة في إقامة دولة فلسطينية.
وقال بوريل، الذي يتوجه إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية ودول أخرى مجاورة هذا الأسبوع: إنّه يتعين التفكير فيما سيحدث بعد الحرب، حتى مع احتدام القتال.
وفي حديثه للصحفيين، بعد اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، أكد بوريل أنّ المجتمع الدولي “أخفق سياسياً وأخلاقياً” في التوصل إلى تسوية دائمة للصراع الممتد منذ فترة طويلة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مشيراً إلى أنّ الوقت قد حان لتعزيز الجهود الرامية إلى التوصل إلى حلّ الدولتين.
وقال بوريل: “لن يكون هناك حل دون التزام قوي من الدول العربية، ولا يمكن أن يقتصر ذلك على المال، لا يمكنهم فقط دفع تكاليف إعادة الإعمار المادي”، مضيفاً: “يجب أن تكون هناك مساهمة سياسية في بناء دولة فلسطينية”.
وشدّد بوريل: “لقد كنّا غائبين لفترة طويلة، وفوضنا حل هذه المشكلة إلى الولايات المتحدة…، لكن يجب على أوروبا أن تشارك بصورة أكبر”.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أكد قبل أيام أنّه يريد “شيئاً آخر” غير السلطة الفلسطينية لحُكم غزّة بعد الحرب، مشدداً على الحاجة إلى “سيطرة أمنية كاملة، مع إمكان الدخول متى أردنا لطرد الإرهابيين الذين قد يعاودون الظهور”.