الاحتجاجات تعود للواجهة.. شمال غزة يصرخ في وجه حماس

عادت المظاهرات الشعبية المطالبة برحيل حركة حماس، ووقف الحرب الإسرائيلية، إلى شمال القطاع، حيث شهد مخيم جباليا أمس مظاهرة حاشدة شارك فيها المئات من الفلسطينيين، رافعين شعارات مناهضة لحركة حماس، تحمّلها مسؤولية تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع.
وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، ردد المتظاهرون هتافات غاضبة؛ ومنها: “وصلت الرسالة… (حماس) هي زبالة”، و”هيّ هيّ هيّ… (حماس) إرهابية”، ووجهوا انتقادات مباشرة لقيادات في الحركة، في تعبير عن تصاعد الغضب الشعبي تجاه إدارة الحركة لتداعيات الحرب.
وقال أحد المشاركين في المظاهرة ـ رفض الكشف عن اسمه ـ: “نحن من يعيش هذه المعاناة، ويجب أن تكون الكلمة لنا، لأهالي قطاع غزة وليس لأيّ طرف آخر. لقد سئمنا من الحرب، ومن سياسات (حماس) التي أدت إلى المزيد من الدمار والجوع”، مضيفاً: “كل يوم نفقد أحباءنا، ولا نرى أيّ أمل في الأفق”.
من جهتها، قالت أم محمد (45 عاماً)، وهي إحدى المشاركات في المظاهرة: “(حماس) تتحدث باسمنا، لكنّها لا تشعر بما نشعر به. أطفالنا يموتون من الجوع والبرد، ولا نجد حتى الدواء لعلاجهم. نريد أن نعيش بسلام بعيداً عن الحروب”.
وكانت المظاهرات المنددة بحركة (حماس) قد انطلقت في 25 آذار (مارس) الماضي من بيت لاهيا شمالًا، وكانت الشرارة الأولى، وامتدت إلى مناطق أخرى في خان يونس ومخيم النصيرات، في وقت يواجه فيه سكان قطاع غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة، في ظل العمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة منذ استئنافها في 18 من الشهر ذاته وإغلاق المعابر، ممّا أدى إلى نقص حاد في الغذاء والدواء والمساعدات.
ومع اتساع رقعة الاحتجاجات، رفض الشارع الغزّي الاتهامات الموجهة للمشاركين بالاحتجاجات بأنّهم “يعملون لأجندات معينة”.
وقد وردت هذه الاتهامات على لسان مسؤولين من حركة حماس ومن مؤيدين لها، وعلّق باسم نعيم القيادي بحماس على الاحتجاجات بالقول: “من حق الناس جميعًا أن تصرخ من شدة الألم، وأن ترفع صوتها عاليّا ضد العدوان على شعبنا والخذلان من أمتنا”، حسبما نقلت عنه (رويترز).