الاحتلال التركي متورط في نهب القمح والنفط السوري
يظهر أن سرقة موارد الشعب السوري أصبحت جزءًا يوميًا من الأحداث، سواء عن طريق قوات الاحتلال الأميركي أو الاحتلال التركي في شمال وشرق البلاد، وبالتزامن مع موسم حصاد القمح في سوريا.
حيث زادت عمليات سرقة محصول القمح على أيدي المحتلين، وهو ما يأتي بالتزامن مع أزمة غذاء عالمية تواجهها الدول بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وهو ما كشفت عنه وكالة الأنباء السورية “سانا” التي اتهمت القوات الأميركية بالاستيلاء على رتل محمل بالقمح السوري المسروق، وأخرجته باتجاه الأراضي العراقية من خلال المعابر غير الشرعية.
سرقة القمح
وقالت مصادر أهلية لـ “سانا”، إن “رتلا لقوات الاحتلال الأميركي مؤلفاً من 40 شاحنة محملة بالقمح السوري المسروق توجه إلى الأراضي العراقية عبر معبر الوليد غير الشرعي بريف اليعربية شمال شرق محافظة الحسكة”.
مشيرة إلى أن “قوات الاحتلال الأميركي أخرجت أيضاً رتلاً محملاً بآليات عسكرية معطوبة إلى الأراضي العراقية عبر معبر الوليد غير الشرعي ويضم الرتل حسب المصادر 36 آلية بينها 8 ناقلات محملة بمدرعات عسكرية معطوبة و9 برادات و4 ناقلات محملة بمولدات كهربائية و7 حاملات و8 مدرعات عسكرية تابعة لقوات الاحتلال الأميركي”.
وأضافت المصادر السورية أن “الرتل كان قادماً من ناحية تل حميس بريف القامشلي الجنوبي عبر طريق البترول وصولاً إلى معبر الوليد غير الشرعي سالكاً الطريق العام بالقرب من مفرق قرية تل عدس”، ولم تكتفِ الولايات المتحدة الأميركية بعقوبات قيصر على الشعب السوري لإنهاك البلدة اقتصاديا ومعنويا، فإلى جانب العقوبات على التعاملات التجارية الدولية لسد النقص في المواد الحيوية كالقمح والمشتقات النفطية، تواصل القوات الأميركية المتواجدة في منطقة الحسكة، سرقة النفط والقمح عبر شاحناتها، وإرسالها إلى إقليم كردستان العراقي وإدلب، حيث تتواجد الميليشيات التركية وجبهة النصرة.
السطو على النفط
يقول رمضان عبد العظيم، صحفي متخصص في الشأن الدولي إن عمليات السطو الأميركي أو التركي على القمح السوري ليست الواقعة الأولى من نوعها، فتكرر الأمر كثيرًا ووثقه السوريون خاصة في ثروات النفط والغاز، ووثق السوريون عمليات النهب والسلب التي تمت بآليات تركية أو أميركية تباشر تعبئة النفط والغاز من أحد الآبار الواقعة في ريف بلدة اليعربية قرب الحدود السورية العراقية أقصى شرق محافظة الحسكة لتقوم بنقلها مباشرة داخل أراضي إقليم كردستان العراق أو تهريبها إلى الحدود التركية عبر الجماعات الإرهابية المسلحة.
وتابع عبد العظيم في تصريح خاص لـ«العرب مباشر»، محافظة الحسكة في شمال شرقي سوريا تعد من أهم المحافظات الغنية بالآبار النفطية، وكما تحتوي أيضاً على منشآت تعالج النفط والغاز، عبر مديرية للنفط التي تتولى كافة الأعمال من حفر الآبار، إلى معالجة النفط المنتج وتسليمه. كما يتبع لها معمل يقوم بإنتاج الغاز المنزلي بكافة أنواعه الصناعية.
برعاية الجيش التركي
واعتبر رمضان عبد العظيم، أن عمليات السطو على القمح السوري في هذه الأثناء هي المسألة الأخطر، لافتًا إلى أنها تأتي بالتزامن مع مخاطر أزمة غذاء عالمية حادة، وتصاعد الصراع الروسي الأميركي، ما يعني أن الشعب السوري سيكون الضحية الأولى لنقص الغذاء وغياب القدرة على استيراد القمح من الخارج، وكانت الحسكة تحديدًا تنتج قبل العام 2010 ما يقارب المليون طن سنويا، وهو ما يكفي لسد ثلث حاجة سوريا السنوية، والبالغة 2.5 مليون طن، إلا أن عناصر القوات التركية أيضًا تواصل سرقة ونهب كميات كبيرة من القمح المخزن ببلدة السفح القريبة من مدينة رأس العين (شمال شرق) ونقلها لريف الرقة الشمالي، موضحًا أن الأتراك أنشؤوا قبل سنوات المزيد من النقاط العسكرية الجديدة وقاموا بتعزيز مواقعهم في ريف الحسكة، وجهزت قوات تركية نقطة عسكرية ضخمة جنوب مدينة رأس العين المحتلة بريف الحسكة الشمالي وزودتها بالآليات العسكرية لتأمين سرقاتها من القمح والنفط السوري.