الاعتراف الفرنسي بالدولة الفلسطينية مشروط.. و«حماس» في مرمى الاتهام

«نزع سلاح» حماس وإخراجها من دائرة الحكم بمقدمة شروط الاعتراف بدولة فلسطين، وفق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
واليوم الجمعة، اعتبر ماكرون أن الاعتراف بدولة فلسطينية ليس “مجرد واجب أخلاقي، بل مطلب سياسي”، معددا بعض الشروط من أجل القيام بذلك.
يأتي ذلك قبل مشاركته في 18 يونيو/حزيران المقبل في مؤتمر للأمم المتحدة حول هذه المسألة.
كما أكد ماكرون خلال مؤتمر صحفي عقده في سنغافورة أن على الأوروبيين “تشديد الموقف الجماعي” حيال إسرائيل “في حال لم تقدم ردا بمستوى الوضع الإنساني خلال الساعات والأيام المقبلة” في قطاع غزة.
-
تل أبيب في قفص الاتهام.. مذكرات قانونية بريطانية تُربك المشهد الدبلوماسي
-
توسّع استيطاني جديد في الضفة.. وإسرائيل تتجاهل ضغوط واشنطن
وفي هذه الحال، رأى أن على الاتحاد الأوروبي “تطبيق تنظيماته” أي “وضع حد لآليات تفترض احترام حقوق الإنسان، وهي ليست الحال اليوم، وفرض عقوبات”، في إشارة إلى اتفاق الشراكة بين الدول الـ27 وإسرائيل والذي يعتزم التكتل مراجعته.
وتابع “إذاً نعم، علينا تشديد موقفنا لأن هذه ضرورة اليوم، لكن ما زال لدي أمل في أن حكومة إسرائيل ستلين موقفها وسيكون هناك أخيرا استجابة إنسانية”.
وتترأس فرنسا مع السعودية بين 17 و30 يونيو/حزيران القادم مؤتمرا دوليا حول حل الدولتين يعقد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك.
-
إسرائيل تستخدم ورقة ضم المستوطنات للضغط على الغرب بشأن الاعتراف بفلسطين
-
نتنياهو يحلم بمشروع ساحلي في غزة رغم الغضب الدولي المتصاعد
«حماس»
رأى ماكرون أن “قيام دولة فلسطينية” بشروط ليس “مجرد واجب أخلاقي، بل مطلب سياسي”، من دون أن يوضح ما إذا كان سيعترف بدولة فلسطينية خلال المؤتمر المرتقب.
وعدّد الشروط لذلك، فذكر “إطلاق سراح الرهائن” المحتجزين في قطاع غزة منذ هجوم حماس على جنوب إسرائيل ما أشعل الحرب في قطاع غزة، و”نزع سلاح” حركة حماس و”عدم مشاركتها” في حكم الدولة الفلسطينية المزمعة.
وأيضا اعتراف الدولة الفلسطينية بإسرائيل وبـ”حقها في العيش بأمان” و”إقامة بناء أمني في المنطقة برمتها”.
وأضاف في إشارة إلى المؤتمر “هذا ما سنحاول تكريسه من خلال لحظة مهمة في 18 يونيو (حزيران) معا”.
-
تصاعد الغضب الداخلي والخارجي ضد حكومة نتنياهو بسبب مأساة غزة
-
تل أبيب تحاول احتواء الغضب الأوروبي بعد تصعيد خطير
وأعلن البيت الأبيض الخميس أنّ إسرائيل وافقت على المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي تم تقديمه أيضا إلى حماس، لكن الحركة اعتبرت أن المقترح “لا يستجيب لأي من مطالب شعبنا”.
وحتى الآن، فشلت المفاوضات الهادفة إلى إنهاء الحرب المستمرّة منذ أكثر 19 شهرا في القطاع الفلسطيني المحاصر، في تحقيق أي تقدّم.
وفي الضفة الغربية، أعلنت إسرائيل الخميس إقامة 22 مستوطنة جديدة ما من شأنه أن يزيد توتر العلاقة بين تل أبيب وجزء كبير من المجتمع الدولي.
ولا يعترف المجتمع الدولي بالمستوطنات الإسرائيلية غير القانونية بموجب القانون الدولي.
وأثارت الخطوة الإسرائيلية تنديدا دوليا وسط مخاوف من تداعياتها على حل الدولتين.
وكانت دول أوروبية قد اتخذت خطوات لفرض عقوبات على مستوطنين إسرائيليين كما فعلت الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق جو بايدن، لكن ما لبثت أن رفعت في عهد الرئيس الحالي دونالد ترامب.
ولطالما أكد المجتمع الدولي أن المستوطنات تمثل أبرز العوائق أمام تحقيق حل سلمي دائم بين إسرائيل والفلسطينيين إذ أنها تقوض إمكان إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة في المستقبل.
«اختبار مصداقية»
وفي الملف الأوكراني، اعتبر ماكرون أن الولايات المتحدة أمام “اختبار لمصداقيتها” بشأن مسألة فرض عقوبات على روسيا إذا رفضت التزام وقف إطلاق نار في أوكرانيا.
وقال ماكرون للصحفيين في سنغافورة، إنه إذا أثبتت روسيا أنها “غير مستعدة لإحلال السلام” على واشنطن أن تؤكد “التزامها” معاقبة موسكو، مشددا على أن “هذا اختبار لمصداقية الأمريكيين”.
وتابع متحدثا خلال مؤتمر صحافي مع رئيس وزراء سنغافورة لورنس وونغ “تباحثت قبل 48 ساعة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أبدى نفاد صبره. السؤال المطروح الآن هو ما سنفعل حيال ذلك؟ إننا مستعدون”.
-
حماس تطرح هدنة طويلة في غزة.. وتحولات في موقف ترامب تجاه الملف
-
في وجه العاصفة الإسرائيلية.. ماكرون يواصل دعم الاعتراف بالدولة الفلسطينية
ويلقي ماكرون في المساء كلمة في افتتاح حوار شانغريلا، منتدى الأمن والدفاع الكبير في آسيا الذي شارك فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي العام الماضي.
وأمس الخميس، اعتبرت مسؤولة رفيعة في الأمم المتحدة أن الأمل ضئيل بأن تحقق المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا أي خرق.
وأبلغت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روزماري ديكارلو، مجلس الأمن بأن “الأمل الحذر” الذي كنت قد أعربت عنه قبل شهر تضاءل بمواجهة الاعتداءات الأخيرة.