الانتخابية: إيران على مفترق طرق
في ظل الأجواء المتوترة والتوقعات المحمومة، تقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية على أعتاب حدث سياسي مفصلي يمكن أن يعيد تشكيل مستقبلها السياسي، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المبكرة، المزمع إجراؤها في 28 يونيو، تتجه الأنظار نحو القائمة النهائية للمرشحين الذين سيخوضون غمار هذه المنافسة الحاسمة لخلافة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، فما هي الشخصيات الرئيسية التي ستلعب دورًا حاسمًا في تحديد مسار البلاد.
تحديد مصير المرشحين
مع إغلاق باب الترشح، تترقب التيارات السياسية في إيران بقلق وترقب الإعلان عن القائمة النهائية للمرشحين، العملية التي تبدو شفافة من الخارج، تخفي وراءها تعقيدات ومناورات قد تغير مجرى السياسة الإيرانية، فقد تقدم للترشح 80 شخصًا، كل منهم يحمل طموحات قد تتجاوز حدود السياسة الداخلية لتصل إلى الساحة الدولية.
مجلس صيانة الدستور، الذي يتألف من 12 عضوًا، يقف كحارس بوابة الانتخابات، حيث يتعين عليه تقييم المؤهلات والمصادقة النهائية على المرشحين، هذا المجلس، الذي يهيمن عليه المحافظون، يملك القدرة على تحديد مصير المرشحين، وبالتالي مصير الانتخابات نفسها.
وفقًا للجدول الزمني المعلن، ستبدأ الحملات الانتخابية في 12 يونيو، وستستمر حتى اليوم السابق للانتخابات، مما يمنح المرشحين فترة قصيرة لإقناع الناخبين برؤيتهم وبرامجهم الانتخابية. وفي حال لم تُحسم نتيجة الانتخابات من الجولة الأولى، فإن جولة ثانية ستُعقد في 5 يوليو، مما يضيف مزيدًا من الإثارة والتكهنات حول النتائج المحتملة.
التلفزيون الإيراني يستعد لتنظيم المناظرات الانتخابية، وهي فرصة للمرشحين لعرض برامجهم ومواقفهم أمام الجمهور. هذه المناظرات، التي ستُبث مباشرةً، تعد بأن تكون معركة فكرية وخطابية قد تغير موازين القوى بين المرشحين.
المرشد الإيراني علي خامنئي، في خطابه الأخير، شدد على أهمية الأخلاق في الانتخابات، محذرًا من التراشق بالاتهامات والتشهير، هذا التأكيد يأتي في وقت تشهد فيه الساحة السياسية توترًا ملحوظًا، ويعكس الحاجة إلى رئيس يتمتع بالنشاط والفعالية والإيمان بمبادئ الثورة.
الشخصيات الرئيسية
تتجه الأنظار الآن نحو الشخصيات الرئيسية في السباق الانتخابي. حيث تبرز أسماء مؤثرة قد تحدد ملامح المرحلة القادمة في إيران. من بين هؤلاء، يأتي سعيد جليلي، المحافظ المتشدد والمفاوض النووي السابق، الذي يمثل تيار جبهة الصمود المتشددة، وهناك محمد باقر قاليباف، رئيس مجلس الشورى الإسلامي والقيادي السابق في الحرس الثوري. الذي يحمل لواء الأصوليين التقليديين.
وفي الطرف الآخر من الطيف السياسي. يبرز اسحاق جهانجيري، المحسوب على التيار الإصلاحي ونائب الرئيس الإيراني السابق، وعلي لاريجاني، رئيس البرلمان السابق. اللذان يمثلان التيارين الإصلاحي والمعتدل. ولا يمكن إغفال دور وحيد حقانيان، النائب التنفيذي السابق في مكتب المرشد. ومحمود أحمدي نجاد، الرئيس الأسبق المتشدد وعضو مجلس تشخيص مصلحة النظام.
المشهد الانتخابي لا يخلو من المفاجآت والتحالفات غير المتوقعة. فقد كشفت وسائل الإعلام الإيرانية عن اجتماع غير مسبوق بين شخصيات بارزة. أسفر عن ترشح قاليباف لرئاسة الجمهورية، في خطوة قد تغير موازين القوى داخل النظام الإيراني.
عملية إقصاء جديدة
من جانبه، قال محمد عباس ناجي الباحث والمحلل السياسي المختص بالشأن الإيراني: في ظل هذه التطورات. يخشى المعسكر الإصلاحي من عملية إقصاء جديدة قد تعيد سيناريو الانتخابات التشريعية في مارس 2023، حيث تم إقصاء العديد من أعضائه. وفي محاولة لتجنب هذا السيناريو، تسعى جبهة الإصلاح الإيرانية لتأييد مرشح يحظى بقبول مجلس صيانة الدستور.
وأضاف مع احتمال إقصاء المرشحين الإصلاحيين. يبرز احتمال تشكيل تحالف بين التيار الإصلاحي والمعتدل لدعم مرشح مثل لاريجاني. في مسعى لتوحيد الجهود وتعزيز فرص النجاح في الانتخابات. ومن بين المرشحين الآخرين، هناك شخصيات من النواب والوزراء السابقين. وكذلك ثلاث سيدات تقدمن للترشح، مما يعكس تنوع الطيف السياسي والاجتماعي في إيران. ومن بين هؤلاء، النائبة الأصولية زهره إلهيان، والنائبة الإصلاحية حميدة زرأبادي، اللتان تمثلان صوت المرأة في هذه الانتخابات.
وتابع، تقف إيران على مفترق طرق حاسم. حيث تحمل الانتخابات الرئاسية المبكرة وعودًا بتغييرات قد تؤثر ليس فقط على مستقبل البلاد. بل وعلى الشرق الأوسط بأسره.