الانحياز المصري للصومال.. خطوة قد تؤجج التوتر مع إثيوبيا
أكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي اليوم السبت دعم بلاده الكامل للصومال وحرصها على وحدته، فيما يبدو أن القاهرة تكشف عن انحيازها إلى مقديشو في الأزمة التي أثارها الاتفاق المبرم بين إقليم أرض الصومال وإثيوبيا ويمنح الأخيرة منفذا بحريا انطلاقا من ميناء بربرة.
-
تركيا تتوسط في محادثات بين الصومال وإثيوبيا حول اتفاق ميناء لا توحي بإنهاء الأزمة
-
تركيا تتوسط لحل الأزمة المتصاعدة بين الصومال وإثيوبيا
وأكد مدبولي خلال استقباله نظيره الصومالي حمزة عبدي بري، وسفير الصومال لدى القاهرة علي عبدي أواري أن “تحقيق وحدة الصومال ودعم أشقائنا الصوماليين في هذه المرحلة يُعد أحد أهم أولويات الدولة المصرية، وهو ما ينعكس في الزيارات الرسمية رفيعة المستوى بين الجانبين على مدار الفترة الماضية”، مضيفا أن “الفترة المُقبلة تحمل خيرًا كبيرًا للصوماليين”.
كما شدد على التزام بلاده وحرصها الكامل على تقديم الدعم اللازم للصومال في كافة المجالات، قائلا إن حكومته “تتحرك بقوة نحو دعم وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية” بين القاهرة ومقديشيو.
وأكد على “حرص الجانبين على تعزيز التعاون وتسهيل تقديم التمويلات اللازمة للأعمال التجارية والاستثمارية بين البلدين، في ظل الحرص على تشجيع إقامة استثمارات مصرية جديدة في الصومال”.
-
تحرك مصري لمواجهة النفوذ التركي في الصومال: استراتيجيات جديدة في القرن الأفريقي
-
الصومال تزيد ضغوطها على إثيوبيا بسبب النزاع السيادي
وفي هذا الصدد، أعرب مدبولي، عن تطلعه إلى أن يقوم رئيس وزراء الصومال برعاية منتدى أعمال ببلاده في القريب العاجل يجمع رجال الأعمال من البلدين في المجالات المختلفة.
وقال “جاهزون لتصدير أي سلع أو بضائع يحتاجها الصومال، وسنبذل كل الجهود من أجل تيسير نفاذ هذه السلع والبضائع بما يُلبي احتياجات المواطن الصومالي”.
من جانبه أعرب بري، وفق البيان المصري، عن “تقديره للدعم الذي تُقدمه الدولة المصرية للصومال في هذا الظرف الدقيق الذي يشهد محاولات بعض القوى للعمل على تقسيم الصومال”.
وأضاف أن “القيادة السياسية والشعب الصومالي يشكر الدولة المصرية على دعمها ومساندتها لنا”.
-
تركيا تسعى لحماية اتفاق الغاز مع الصومال بتعزيزات عسكرية
-
بمساعدة الإمارات.. الصومال في مواجهة الإرهاب
وأشار إلى أن التعاون بين البلدين “يشمل التعاون السياسي والتجاري والاستثماري، فضلًا عن التعاون في ميادين الثقافة والتعليم، حيث كانت مصر ولا تزال تقدم الكثير من المنح التعليمية للطلاب الصوماليين”.
والخميس، قالت الحكومة الإثيوبية إن “القاهرة تتدخل في الصومال”، وذلك بعد أنباء عن إرسال مصر مساعدات عسكرية إلى مقديشو.
وأفادت وزارة الخارجية الإثيوبية في بيان بأن “مصر قدمت مساعدات عسكرية للصومال”، واعتبرت ذلك “يرقى لمستوى تدخل خارجي”.
والأربعاء، أعلن السفير الصومالي لدى القاهرة، بدء وصول معدات ووفود عسكرية مصرية إلى مقديشو.
وأوضح أن هذه الخطوة تمثل “تمهيدا لمشاركة مصر في قوات حفظ السلام، التابعة للاتحاد الإفريقي في الصومال (أميصوم)، والتي من المقرر أن تحل محل بعثة الاتحاد الإفريقي الانتقالية الحالية (أتميس) بحلول يناير/كانون الثاني 2025”.
وتدهورت العلاقات بين الصومال وإثيوبيا منذ إبرام الأخيرة اتفاقا مع إقليم “أرض الصومال” في الأول من يناير/كانون الثاني 2023، منح الإذن لأديس أبابا باستخدام سواحل الإقليم على البحر الأحمر لأغراض تجارية وعسكرية.
ورفض الصومال صفقة إثيوبيا مع “أرض الصومال”، ووصفها بأنها “غير شرعية وتشكل تهديدا لحسن الجوار وانتهاكا لسيادته”، كما استدعى سفيره لدى إثيوبيا عقب الإعلان عن الاتفاق، في حين دافعت الحكومة الإثيوبية عن الاتفاقية قائلة إنها “لن تؤثر على أي حزب أو دولة”.
-
جهود الصومال بمساعدة الإمارات في مواجهة الإرهاب
-
لمواجهة إثيوبيا وأرض الصومال.. مقديشو تبحث عن دعم دولي
ويتصرف إقليم “أرض الصومال” الذي لا يتمتع باعتراف رسمي منذ إعلانه الانفصال عن الصومال عام 1991، باعتباره كيانا مستقلا إداريا وسياسيا وأمنيا، مع عجز الحكومة المركزية عن بسط سيطرتها على الإقليم، أو تمكن قيادته من انتزاع الاستقلال.
والعلاقات بين القاهرة وأديس أبابا متوترة منذ سنوات بسبب سد النهضة الضخم الذي بنته إثيوبيا على نهر النيل وأنهت عملية ملئه رغم اعتراض السلطات المصرية التي تقول إنّه يهدّد أمنها المائي.