البرهان ومستشار ترامب يبحثان المبادرة الأميركية لتحقيق السلام في السودان

بحث قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان مع مستشار الرئيس الأميركي للشؤون الأفريقية مسعد بولس في سويسرا مقترحا أميركيا لإرساء السلام في السودان. وفق ما أفاد مصدران في الحكومة السودانية وكالة فرانس برس الثلاثاء.
-
البرهان يعيد رسم خريطة السلطة: ضغوط على الحركات المسلحة وتهديد لاتفاق جوبا
-
تحقيق أم تملص؟ حكومة البرهان تواجه اتهامات باستخدام أسلحة محظورة
والاجتماع هو الأعلى مستوى على هذا الصعيد منذ أشهر. ويمثل دفعة جديدة للجهود الدبلوماسية الرامية لإنهاء الحرب الدامية بين الجيش بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب “حميدتي” التي يشهدها السودان منذ منتصف أبريل 2023.
وأسفر النزاع عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص وتسبّب بما تصفه الأمم المتحدة بأنه أسوأ أزمة إنسانية في التاريخ الحديث.
وقال مصدر حكومي رفيع إن البرهان وبولس التقيا الإثنين “لثلاث ساعات” .وبحثا “مقترحا قدّمته الولايات المتحدة لوقف إطلاق نار شامل في السودان وإيصال المساعدات الإنسانية”.
-
البرهان تحت الضغط.. واشنطن تفعل العقوبات ومأزق الخرطوم يتعمق
-
البرهان يُعيد توزيع الوزارات بالقوة: استفراد جديد يهدد مسار السلام في السودان
ويأتي التحرك الأميركي في ظل فشل وساطات سابقة قادتها الولايات المتحدة والسعودية في العامين الماضيين وقفا لإطلاق النار ما يعكس حرص واشنطن على إحياء جهود السلام.
وسبق أن حاولت الولايات المتحدة جمع قوى خارجية ينظر إليها على أنها الأكثر تأثيرا لدى الطرفين المتحاربين، مثل السعودية ومصر والإمارات. لكن تلك الجهود لم تكلل بالنجاح بسبب تباين الرؤى حول دور الجيش في أي عملية سلام محتملة بالمستقبل.
-
البرهان يُعيد ترتيب المشهد: حملة إعلامية تكشف عن محاولات فرض سيطرة جديدة على قوى التحالف
-
صمت البرهان وتخطيط الكيزان.. تحولات ميدانية تكشف المستور
ووفقا لما أفاد موقع “مداميك” السوداني. فإن مستشار الرئيس الأميركي أكد على رغبة بلاده في بناء علاقات مباشرة مع السودان، شرط تحقيق تحول مدني ديمقراطي يتوافق مع مطالب ثورة ديسمبر 2018، وإعادة التعاون في مجال مكافحة الإرهاب. وهو ما يعكس الموقف الأميركي الثابت في ربط الدعم السياسي والتعاون مع أي حكومة سودانية بمبادئ الحكم المدني
وتظهر تصريحات البرهان خلال اللقاء وجود تصلب في موقفه تجاه قوات الدعم السريع. فقد أبلغ مسعد بولس “أنه ليس للدعم السريع دور سياسي في السودان”، وفق ما أفاد مصدر حكومي وكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته لكونه غير مصرح له التحدث للإعلام.
وأوضح المصدر أن البرهان، الحاكم الفعلي للسودان، تسلّم المقترح قبل سفره الى سويسرا. وأنه عاد إلى بورتسودان فجر الثلاثاء.
-
الإخوان في ظل البرهان.. من دعم خفي إلى شريك في الانهيار
-
بين تورط إيران وصمت البرهان: هل باتت بورتسودان مركزًا لنفوذ أجنبي في السودان؟
ويتناقض موقف البرهان بشكل مباشر مع أي تصور للسلام يشرك قوات الدعم السريع في المستقبل السياسي للبلاد، ويزيد من تعقيد مهمة المفاوضين.
وأفاد موقع مداميك نقلا عن مصادر أميركية بأن اللقاء تم بترتيب قطري وسط تكتم شديد .وذلك في إطار التواصل مع الأطراف المتحاربة لوقف الحرب في السودان والاستجابة للأزمة الإنسانية.
وكشفت المصادر لمداميك عن أن المستشار الأميركي الرفيع شدد على البرهان على ضرورة وقف الحرب فورا، كما نصحه بإجراء مفاوضات مباشرة مع الامارات لخفض التوتر. كذلك أشارت المصادر إلى أن بولس سيجمع في وقت لاحق مع وفد من قوات الدعم السريع لبحث خطة السلام الأميركية بشأن السودان.
-
اتفاقات سرية بين الجيش والحركة الإسلامية: البرهان في قلب المشهد السوداني
-
حكومة البرهان تفرج عن نائب البشير ووزير سابق
ويهدف هذا المسار المزدوج للمفاوضات إلى إقناع الطرفين بالجلوس على طاولة الحوار، وهو ما طالب به تحالف “صمود” بقيادة رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك.
ورحب التحالف بمبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرامية إلى وقف الحرب في السودان. مشيدا بالجهود الدولية والإقليمية التي تسعى إلى إنهاء النزاع المسلح الذي دخل عامه الثالث.
وثمّن في بيان رسمي اللقاء واعتبره خطوة مهمة نحو إطلاق عملية سياسية جادة. داعيا إلى تسريع وتيرة المشاورات والعمل على عقد لقاء مباشر بين قيادتي طرفي الحرب في أقرب وقت ممكن، من أجل إنهاء الأزمة الكارثية التي أفرزها النزاع. وما ترتب عليه من واقع مأساوي طال المدنيين والمؤسسات على حد سواء.
-
إصرار البرهان على تغيير العملة يفاقم الضغوط الاقتصادية في السودان
-
البرهان بين مطرقة الضغوط الأمريكية وسندان إرضاء الإخوان
وعبّر عن أمل التحالف في أن تتحلى قيادتا الجيش وقوات الدعم السريع بالمسؤولية الوطنية والشجاعة السياسية اللازمة للتقدم نحو تسوية سلمية. مشيرًا إلى أن استمرار الصراع يهدد بفناء الدولة السودانية ويعرض الشعب لمزيد من المعاناة والانهيار.
كما دعا التحالف جميع مكونات الشعب السوداني إلى اغتنام هذه الفرصة التاريخية لإنهاء الحرب، وتجاوز الخلافات السياسية والعسكرية. مؤكداً أن الجميع بات خاسرا في هذه الحرب، وأن استمرارها لا يخدم أي طرف.
-
تحالف متجدد: الحركة الإسلامية والجيش في السودان تحت رعاية البرهان
-
علاقة البرهان بالإخوان تتضح.. تهنئة “تحرير الخرطوم” تفضح التداخلات السياسية
ويقع على عاتق البرهان مسؤولية كبيرة في المرحلة المقبلة. فبينما يصر على استبعاد قوات الدعم السريع من المشهد السياسي. تفرض المعطيات الميدانية والإنسانية واقعا معقدا يتطلب مرونة سياسية.
ويتطلب النجاح في التوصل إلى وقف إطلاق نار شامل من البرهان تجاوز تصلب موقفه والاعتراف بضرورة التفاوض مع الطرف الآخر. وأيضا التعامل بجدية مع المخاوف الأميركية بشأن التحول المدني الديمقراطي، وإعادة بناء الثقة مع الأطراف الإقليمية مثل الإمارات.
-
البرهان والإسلاميون: هل يقطع العلاقات وسط تحركات الإخوان لتشكيل ميليشيا جديدة؟
-
البرهان يوازن بين منصة جدة ومفاوضات جنيف: خطواته المقبلة
وقال رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير، إن البحث عن السلام ليس مذمّة والجلوس إلى طاولة التفاوض لإنهاء الحرب المشتعلة في السودان ليس خيانة كما يصور دعاة استمرار الحرب.
وأوضح الدقير في تصريح تعليقا على رحلة البرهان إلى سويسرا. أن المهم حقا هو توفر إرادة السلام الجادة لدى جميع الأطراف، والتقاء أوسع قاعدة سياسية واجتماعية على دعم أي خطوة نحو إيقاف الحرب.
وأشار الى ان الحل السياسي السلمي ليس ترفا ولا شعارا عابرا. بل هو المطلب العاجل لخلاص السودانيين من الكارثة الإنسانية، وهو صمام الأمان لبقاء السودان موحَّداً والتوافق على إعادة بنائه على أسس جديدة وعادلة تضمن الحياة الكريمة لأهله كافة بلا تمييز. وتابع “فلْتتوحد إرادة الخير لإطفاء نار الحرب، وفتح أبواب الوطن لنسائم السلام”.
-
محاولة اغتيال البرهان: هل يتورط الداخل والخارج في التصعيد السوداني؟
-
تحليل محاولة اغتيال البرهان: تداخل الأجندات الداخلية والخارجية
وميدانيا، تتواصل المعارك في السودان. فمنذ استعاد الجيش السوداني السيطرة على الخرطوم في مارس، نقلت قوات الدعم السريع عملياتها غربا. لتركز على دارفور وكردفان في مسعى لتعزيز مكاسبها الميدانية.
وفي إطار سعيها لإحكام قبضتها على كامل إقليم دارفور، شنّت قوات الدعم السريع الإثنين هجوما جديدا على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور. أوقع 40 قتيلا في مخيم للنازحين، بحسب غرفة طوارئ مخيم أبوشوك.
وخلال الأسبوع الماضي، توفي 63 شخصا على الأقل بسبب سوء التغذية في مدينة الفاشر .بينما تشير تقارير إلى أن بعض العائلات باتت تقتات على علف الحيوانات أو بقايا الطعام.
ويعاني نحو 25 مليون شخص في جميع أنحاء السودان من انعدام الأمن الغذائي، وفقا للأمم المتحدة.
ومع دخول الحرب عامها الثالث، صارت البلاد منقسمة بحكم الأمر الواقع بين المتحاربين. إذ يسيطر الجيش على الوسط والشرق والشمال، في حين تسيطر قوات الدعم السريع على كل دارفور تقريبا وأجزاء من الجنوب.