حصري

التدخلات العسكرية في السودان: تاريخ من الدعم والأطماع التركية والإيرانية والقطرية


شهد السودان عبر تاريخه الحديث تفاعلات معقدة مع عدة دول، أبرزها تركيا، إيران، وقطر، حيث تنوعت هذه التفاعلات بين الدعم العسكري والمصالح السياسية والاقتصادية. في هذا المقال، سنستعرض تاريخ الدعم العسكري الذي قدمته هذه الدول للجيش السوداني، بالإضافة إلى تحليل الأطماع والمصالح المرتبطة بها.​

الدعم التركي للجيش السوداني والأطماع المرتبطة به:

في أكتوبر 2024، قامت تركيا بتسليم طائرات مسيّرة للجيش السوداني، مما عزز من قدراته في مواجهة النزاعات الداخلية.

هذا الدعم العسكري يُنظر إليه كجزء من استراتيجية تركيا لتعزيز نفوذها في المنطقة، خاصة في ظل علاقاتها التاريخية والثقافية مع السودان. بالإضافة إلى ذلك، تسعى تركيا إلى تأمين مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية في البحر الأحمر، وهو ما يفسر اهتمامها المتزايد بالسودان.​

الدعم الإيراني للجيش السوداني والأطماع المرتبطة به:

إيران، من جانبها، سعت إلى توسيع نفوذها في السودان من خلال تقديم دعم عسكري، بما في ذلك تزويد الجيش السوداني بطائرات مسيّرة. هذا الدعم يأتي في إطار محاولات إيران لتعزيز وجودها في البحر الأحمر وتوسيع نطاق تأثيرها في القارة الأفريقية. إلا أن هذا التوجه أثار مخاوف من انزلاق السودان إلى “وحل الأجندة الإيرانية” وتأثير ذلك على استقراره الداخلي. 

الدعم القطري للجيش السوداني والأطماع المرتبطة به:

قطر أكدت مرارًا دعمها لوحدة وسيادة السودان، ورفضها لأي تدخل في شؤونه الداخلية. كما قدمت مساعدات إنسانية وتنموية للسودان منذ اندلاع النزاعات. ومع ذلك، تشير بعض التقارير إلى أن الدعم القطري قد يتضمن أبعادًا سياسية تهدف إلى تعزيز نفوذها في المنطقة من خلال دعم أطراف معينة داخل السودان. 

الدعم بالمرتزقة والأسلحة العسكرية:

تتفاوت التقارير حول تورط تركيا، إيران، وقطر في إرسال مرتزقة وتزويد الجيش السوداني بالأسلحة. بعض المصادر تشير إلى أن هذا الدعم قد أدى إلى تصعيد النزاعات الداخلية وزيادة تعقيد الأزمة السودانية.

ومع ذلك، تظل هذه المعلومات محل نقاش وتستدعي مزيدًا من التحقق والتدقيق.​

تتداخل مصالح وأطماع تركيا، إيران، وقطر في السودان بين الدعم العسكري والمصالح السياسية والاقتصادية. هذا التداخل يُلقي بظلاله على استقرار السودان ويستدعي من القيادة السودانية تبني سياسات متوازنة تحافظ على سيادة البلاد وتمنع الانزلاق في صراعات تخدم أجندات خارجية.​

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى