التصعيد في المحيط الهادئ… واشنطن تعزز قدراتها الدفاعية بمناورات كبرى

في ظل التهديدات المتزايدة من خصومها في منطقة المحيط الهادئ، تستعد الولايات المتحدة للحفاظ على قوة تحالفاتها في المنطقة.
وتشارك الولايات المتحدة للمشاركة هذا الأسبوع في مناورات جوية وبحرية ثلاثية “متقدمة” مع حلفائها في اليابان وكوريا الجنوبية وذلك بعد نحو أسبوعين من العرض العسكري الصيني الضخم الذي شارك فيه زعماء روسيا وكوريا الشمالية وجاء بمثابة تحد للنظام العالمي الذي تقوده أمريكا وذلك وفقا لما ذكرته شبكة “سي إن إن” الأمريكية في تحليل لها.
-
تصعيد عسكري مقلق.. فنزويلا تنشر أسطولاً حربياً ومسيرات ضد الولايات المتحدة
-
صفقة أسلحة جديدة: الولايات المتحدة توافق على بيع صواريخ تاو للسعودية
وفي بيان لها، قالت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية إن مناورات “حافة الحرية 2025″، التي تُجرى حول جزيرة جيجو جنوب البلاد تهدف إلى “مواجهة التهديدات النووية والصاروخية لكوريا الشمالية وحماية السلام والاستقرار في المنطقة”.
وأعلنت قيادة الجيش الأمريكي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ في هاواي، أن هذه المناورات ستُستخدم “لتحسين الدفاع الصاروخي الباليستي” بين الولايات المتحدة وحلفائها الآسيويين الرئيسيين، وتمثل “أحدث دليل على التعاون الدفاعي الثلاثي حتى الآن”.
-
الولايات المتحدة تختبر تقنيات مضادة للمسيرات: هل ينتهي عصر التفوق الجوي بدون طيار؟
-
الصين والولايات المتحدة تسعيان للتكيف مع الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب
وتتزامن “حافة الحرية”، التي تستمر خمسة أيام، مع مناورة “التنين الحازم” بين الولايات المتحدة واليابان والتي نشرت خلالها واشنطن قاذفات صواريخ بمدى يصل إلى البر الرئيسي الصيني حتى اليابان.
ورغم التخطيط لهذه المناورات مسبقًا، إلا أنها تأتي بعد أقل من أسبوعين من وقوف قادة الصين وروسيا وكوريا الشمالية جنبًا إلى جنب في بكين خلال العرض العسكري الضخم الذي كشف عن أسلحة صينية متطورة تتضمن صواريخ باليستية جديدة.
وأظهر العرض التضامن غير المسبوق بين الدول الثلاث خاصة بعد التعاون المتزايد بين موسكو وبيونغ يانغ التي أرسلت قواتها وأسلحتها لدعم روسيا في حربها في أوكرانيا وسط توقعات أن تستفيد كوريا الشمالية في المقابل من تكنولوجيا الصواريخ الروسية لتعزيز برنامجها الصاروخي النووي.
-
كيف ستواجه الولايات المتحدة النفوذ الإيراني والروسي في سوريا؟
-
هل يؤثر الحكم الجنائي على حقوق التصويت في الولايات المتحدة؟
وفي الوقت نفسه، تجاهل بيان الصين حول محادثات رئيسها شي جين بينغ مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إلى مسألة إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة وهو هدف سعت إليه بيونغ يانغ منذ فترة طويلة وهو ما يعني إلى قبول شي الضمني لكوريا الشمالية كقوة نووية.
وأثارت المناورات الأمريكية مع حلفائها انتقادات الخصوم فوصف بيان اللجنة العسكرية المركزية لكوريا الشمالية مناورة “حافة الحرية” بأنها “أكثر مناورات الحرب شمولاً وهجوميةً للعدوان من حيث النطاق والمحتوى والطبيعة” التي أُجريت في جنوب شبه الجزيرة الكورية.
-
الولايات المتحدة تعاني من الفشل مع انتشار الإرهاب في غرب أفريقيا
-
الولايات المتحدة تضغط على روسيا بالسلاح والعقوبات
من جانبها، حثّت الصين الولايات المتحدة الشهر الماضي على عدم إرسال نظام صواريخ تايفون إلى اليابان للمشاركة في مناورات “التنين الحازم”.
وأشار المحللون إلى اختلافات جوهرية بين العرض العسكري الصيني والمناورات الأمريكية وقال ليف إريك إيسلي، أستاذ الدراسات الدولية بجامعة إيهوا في سول “أرسل كيم وبوتين وشي إشارة جيوسياسية واضحة بظهورهم جنبًا إلى جنب في العرض العسكري.. كان ذلك رمزًا لرغبة مشتركة في تعزيز القوة والمصالح في مواجهة الضغوط الخارجية”
وأضاف: “على النقيض من ذلك، فإن المناورات الأمريكية تكشف عن تعاون عملي أكثر من كونها مسرحية سياسية”.
-
لماذا قررت الولايات المتحدة سحب قواتها من النيجر؟
-
اتهامات تطال إدارة بايدن: هل تساهلت في دخول إرهابيين إلى الولايات المتحدة؟
وقال هونغ مين، الباحث البارز في المعهد الكوري للتوحيد الوطني في سيول “التعاون الأمني بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، وبين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان، قائم منذ فترة طويلة قبل ظهور المشكلات الاقتصادية بين سول وواشنطن”. وأضاف أن “الدول الثلاث تتفق على ضرورة اتباع ردود ورسائل متسقة تجاه كوريا الشمالية، وإجراء تدريبات مستقرة ومستمرة”.
وقال روبرت وارد، رئيس قسم اليابان في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن مناورات “التنين الحازم” تبعث “برسالة استراتيجية مهمة إلى الصين حول عمق واتساع التعاون الأمني بين الولايات المتحدة واليابان” مشيرا إلى أن مناورات هذا العام هي الأكبر منذ بداية التدريبات السنوية في 2021.
-
سباق انتخابي استثنائي في الولايات المتحدة
-
تصريحات نارية وتهديدات بحرية… واشنطن وكاراكاس في سباق التصعيد
وتعد المناورات الأمريكية مع اليابان وكوريا الجنوبية جزءا من قائمة طويلة من التدريبات والانتشارات الأمريكية في جميع أنحاء المنطقة.
فقبل أيام أنهت الجيوش الأمريكية واليابانية والفلبينية مجموعتها الثانية من المناورات في بحر الصين الجنوبي. خلال شهر مؤكدةً على “التعاون الدفاعي في ظل تصاعد التوترات بشأن تحركات الصين لتشديد قبضتها على المياه المتنازع عليها” .كما عبر سفن حربية أمريكية وبريطانية مضيق تايوان يوم الجمعة الماضي.
-
فنلندا تعزز علاقاتها العسكرية مع الولايات المتحدة
-
الولايات المتحدة تكرر دعوتها الى تشكيل بعثة مراقبة دولية في كاراباخ
وقال كارل شوستر، المدير السابق للعمليات في مركز الاستخبارات المشترك التابع. للقيادة الأمريكية في المحيط الهادئ “تمثل سلسلة التدريبات هذه أحدث مؤشر على تنامي التعاون والتوافق التشغيلي بين حلفاء أمريكا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ”.
أخيرا، تظهر التدريبات العسكرية الأمريكية المتعددة أن التضامن العسكري في منطقة المحيط الهادئ لا يزال “قويا” كما تقول عنه الولايات المتحدة.