التنظيم والدم.. مسار الإخوان من التأسيس إلى السقوط السياسي

كشف خبراء التاريخ والسياسة والأمن أنّ جماعة الإخوان الإرهابية اتخذت الدين واجهة للوصول إلى السلطة، والعنف وسيلة ثابتة، منذ تأسيسها على يد حسن البنا.
وأكد المؤرخ د. عاصم الدسوقي، في تحقيق أجرته صحيفة (الأهرام)، أنّ الجماعة تأسست فعليًا عام 1933، وأنّ التنظيم الخاص الذي أنشأه حسن البنا منذ 1934 كان يعدّ العنف خطة عمل أساسية.
وأشار إلى أنّ الجماعة ارتبطت منذ البداية بالاستخبارات البريطانية، وأنّها اليوم تعمل لتنفيذ أجندة أمريكية تهدف لنشر الفوضى وتقسيم الدول العربية.
من جانبه قال مساعد وزير الداخلية السابق اللواء علي شاكر: إنّ أيام 25 و26 و27 كانون الثاني (يناير) 2011 كانت مظاهرات سلمية، لكن في 28 من الشهر ذاته تلقت خلايا الإخوان أوامر مباشرة للتدخل بالعنف، وهو ما أدى إلى اقتحام السجون وإشعال الحرائق وترويع المواطنين.
وكشف اللواء ياسر الدسوقي عن تواطؤ تاريخي للإخوان مع أطراف خارجية، مشيرًا إلى وجود دلائل على لقاءات سرّية مع الموساد الإسرائيلي بهدف توريط مصر في ملف غزة، وهذا التواطؤ يمثل امتدادًا لسجل طويل من الخيانة منذ تمويلهم من بريطانيا ثم رعاية أمريكا والقوى الإقليمية المعادية.
بدوره أكد خبير مكافحة الإرهاب العميد حاتم صابر أنّ العنف ليس طارئًا في سلوك الجماعة، بل هو جزء من بنيتها الفكرية والتنظيمية، موضحًا أنّ “اللجان النوعية” التي ظهرت بعد 2013 هي امتداد للجهاز السرّي الذي نفذ الاغتيالات والتفجيرات.
وقالت أستاذة العلوم السياسية د. مريم وحيد: إنّ الإخوان منذ البدايات لم يعترفوا بالوطن، وهدفهم تشكيل تيار داخل المجتمع ليضغط على الأنظمة الحاكمة، موضحة أنّ فكرة “الجاهلية” لدى سيد قطب كانت سببًا في تبنّي الجماعة العنف وسيلة لتغيير المجتمع.
وفي السياق أوضح اللواء علي شاكر أنّ الجماعة متورطة في سلسلة خيانات عبر العصور، شملت: اغتيالات القضاة ورؤساء الوزراء، ومحاولات اغتيال عبد الناصر، والتعاون مع الولايات المتحدة ضد الثورة، واغتيال السادات، وتفجير الكنائس بعد ثورة 30 حزيران (يونيو)، مؤكداً أنّ الجماعة كانت وما زالت أداة لتفكيك الدولة وزعزعة استقرارها.
وخلص الخبراء، في التحقيق الصحفي الذي نشرته صحيفة (الأهرام)، إلى أنّ جماعة الإخوان تنظّم نفسها على العنف والخيانة، وتستخدم الدين غطاء للوصول إلى السلطة، وأنّ إدراج تاريخها الأسود في المناهج التعليمية أصبح ضرورة لتعريف الأجيال القادمة بخطورة هذا التنظيم الإرهابي.