المغرب العربي

الجزائر تكثف حراكها في إفريقيا: محاولات لكسر العزلة ومجاراة التحركات المغربية


كثفت الجزائر من تحركها تجاه افريقيا في الفترة الأخيرة في محاولة لمجاراة النجاحات الدبلوماسية والاقتصادية المغربية في العمق الافريقي، وفي محاولة لاستعادة نفوذ تقلص بسبب دبلوماسية هشة وتدخلات في شؤون عدد من الدول الافريقية، ارتدت في نهاية المطاف أزمة بالنسبة للدولة النفطية التي باتت تشعر بعزلة متزايدة وتعمل حاليا على كسر طوق تلك العزلة.

وكان الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون قد أدى بداية الأسبوع زيارة الى موريتانيا شارك خلالها في مؤتمر دولي حول “التعليم وتشغيل الشباب بافريقيا”.

ولاحقا زار وزير خارجيته أحمد عطاف بورندي ومنها انتقل الى أوغندا حاملا رسالة خطية من الرئيس الجزائري لنظيره الاوغندي يوويري موسيفيني، مؤكّدا تطلعه لمواصلة جهودهما المشتركة الرامية إلى الارتقاء بالعلاقات الجزائرية الأوغندية إلى أسمى المراتب المتاحة.

والخميس استقبل رئيس بوركينا فاسو إبراهيم تراوري وزيرة الدولة المكلفة بالشؤون الإفريقية سلمى بختة منصوري التي سلمته رسالة من تبون. واستعرض الطرفان أوجه التعاون بين البلدين في مختلف القطاعات منها التعاون الأكاديمي، وتنمية القطاعات الاجتماعية والاقتصادية، والقضايا الإنسانية، حسب وكالة انباء الجزائر الرسمية.

وبداية الأسبوع، استقبل الرئيس الجزائري حليفه رئيس جنوب افريقيا سيريل رامافوزا الذي القى كلمة في البرلمان الجزائري تطرق فيه إلى العديد من القضايا الإقليمية والدولية الراهنة عقب انطلاق أشغال الدورة غير العادية للبرلمان المنعقد بغرفتيه.

وشدد الطرفان على ضرورة تعزيز العلاقات وتطور الشراكات وتوسيعها لتشمل مجالات أكبرتم تجسيدها من خلال توقيع اعلان الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الى جانب توقيع 5 اتفاقيات للتعاون بينهما، بينما تلتقي الجزائر وجنوب افريقيا في جهود معادية للمملكة المغربية ويدعم كلاهما جبهة بوليساريو الانفصالية.

وترأس تبون ورمافوزا الدورة السابعة للجنة الثنائية للتعاون بين جنوب أفريقيا والجزائر، التي تهتم بالمصالح المشتركة بينهما ومن ضمنها قضية الصحراء المغربية التي تقحم بريتوريا نفسها بها، حيث تلتقي مصالح البلدين من منطلق عداءهما للمغرب ووحدة أراضيه. كما يتفق الطرفان على موقف معطل للحل بدعم جبهة بوليساريو الانفصالية الذي يؤكد مخاوف من المنافسة التي بات يفرضها المغرب على جنوب إفريقيا على الصعيد القاري، حيث بات قوة اقتصادية صاعدة في القارة السمراء، ويسعى إلى لعب دور أكثر فاعلية فيها، فيما تخشى بريتوريا أن يؤدي هذا إلى تراجع نفوذها في المنطقة.

وتعكس أغلب هذه التحركات رغبة واضحة من الجزائر لاعادة تموقعها السياسي والاقتصادي في عمق القارة الافريقية، حيث تراهن على محور قوي ومواقف مشتركة تجمعها مع أبرز دول القارة وان بدت بعض الزيارات هامشية لا تجد لها أي مبررات اقتصادية او سياسية، وفق محللين.

ويرى مراقبون أن الجهود الجزائرية لا تخفي المخاوف الجدية من التطورات الإقليمية الأخيرة خاصة في علاقة بملف النزاع في الصحراء الذي يتجه المغرب لحسمه على وقع اعترافات متواترة بسيادة المملكلة على كل أقاليمها الجنوبية بالإضافة الى المصاعب المالية التي تواجهها البلاد بما لا يتيح لها توجيه مخصصات مالية لدعم الدول الافريقية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى