أوروبا

الجيش الألماني في سباق التسلح.. مسيّرات هجومية ومقاتلات إف-35 تدخل الخدمة


هل تخيلت امتلاك ميزانية شراء تقدر بـ377 مليار يورو؟ هذا هو الثراء الذي يعيشه الجيش الألماني حاليا، في سياق تحويله إلى الأقوى بأوروبا.

وتظهر خطة شراء جديدة اطلعت عليها مجلة “بوليتيكو” الأمريكية، عزم ألمانيا أن تصبح العمود الفقري لإحياء استراتيجية الدفاع في القارة الأوروبية.

وكان المستشار فريدريش ميرتس، قال بصراحة في مايو/أيار الماضي، إن ألمانيا تعتزم تحويل الجيش الألماني إلى ”أقوى جيش تقليدي في أوروبا“، وتعهد بتزويده ”بكل الموارد المالية التي يحتاجها“.

وبعد 5 أشهر، يهدف المستشار الألماني، إلى إضافة المعدات اللازمة لتحقيق هذا الطموح، وفقًا لوثائق حكومية داخلية جديدة اطلعت عليها “بوليتيكو” . 

وتحدد القائمة الموسعة المكونة من 39 صفحة مشتريات بقيمة 377 مليار يورو في المجالات البرية والجوية والبحرية والفضائية والسيبرانية.

الوثيقة هي نظرة عامة على خطط شراء الأسلحة التي سيتم توضيحها في ميزانية الجيش الألماني لعام 2026، ولكن العديد منها عبارة عن مشتريات طويلة الأجل لا يوجد لها إطار زمني واضح.

بشكل عام، الوثيقة خارطة طريق شاملة لإصلاح الدفاع الألماني الذي طال انتظاره، وترتكز بقوة على الصناعة المحلية.

ومن الناحية السياسية، يتزامن التوقيت مع تحول ميرتس إلى نموذج تمويل جديد. منذ الربيع، تحركت برلين لفصل الدفاع عن الفرامل الدستورية للديون الألمانية، مما يسمح بإنفاق مستدام لعدة سنوات يتجاوز الصندوق الخاص البالغ 100 مليار يورو الذي أنشئ في عهد المستشار السابق أولاف شولتز، والذي أوشك على النفاد.

مئات المليارات

تُظهر الوثائق أن الجيش يريد إطلاق حوالي 320 مشروعًا جديدًا للأسلحة والمعدات خلال دورة الميزانية للعام المقبل.

ومن بين هذه المشاريع، هناك 178 مشروعًا لها جهة مدرجة. أما الباقي فما زال ”مفتوحًا“، مما يدل على أن جزءًا كبيرًا من خطة تحديث الجيش الألماني ما زال قيد الدراسة.

وتسيطر شركات السلاح الألمانية على المناقصات بـ160 مشروعًا، بقيمة تبلغ حوالي 182 مليار يورو. 

وتعد شركة راينميتال “Rheinmetall” هي الفائز الأكبر بفارق كبير. تظهر المجموعة والمشاريع التابعة لها في 53 خطًا تخطيطيًا منفصلاً تبلغ قيمتها أكثر من 88 مليار يورو.

ومن المقرر أن تتدفق حوالي 32 مليار يورو مباشرة إلى “Rheinmetall”، بينما يرتبط 56 مليار يورو أخرى بشركات تابعة ومشاريع مشتركة، مثل برامج مركبات القتال “Puma وBoxer”. 

ويتوقع المستند تسليم ما مجموعه 687 مركبة من طراز Puma، بما في ذلك 662 مركبة قتالية و25 مركبة لتدريب السائقين، بحلول عام 2035.

وفي مجال الدفاع الجوي، تهدف القوات المسلحة الألمانية إلى شراء 561 نظام قصير المدى من طراز “Skyranger 30” لمكافحة الطائرات بدون طيار والحماية قصيرة المدى، وهو برنامج تقوده بالكامل شركة “Rheinmetall”. 

وتبرز شركة ديهل ديفينس كثاني أكبر ركيزة صناعية للجيش الألماني بعد شركة راينميتال، إذ تظهر الشركة البافارية المصنعة للصواريخ في 21 خط شراء بقيمة 17.3 مليار يورو.

الدفاع الجوي

وفي لائحة المشتريات، تأتي أيضا الحصة الأكبر من عائلة IRIS-T، التي من المقرر أن تشكل العمود الفقري لهيكل الدفاع الجوي الألماني في المستقبل.

وفقًا للوثيقة، يهدف الجيش الألماني إلى شراء 14 نظامًا كاملاً من أنظمة “IRIS-T SLM” بقيمة 3.18 مليار يورو، و396 صاروخًا من طراز “IRIS-T SLM” مقابل حوالي 694 مليون يورو،

كما أن الطائرات بدون طيار تكتسب مكانة متزايدة على قائمة رغبات الجيش. 

وترغب القوات المسلحة الألمانية في توسيع أسطولها المسلح من طائرات “Heron TP” التي تشغلها شركة “IAI” الإسرائيلية، بهدف شراء ذخائر جديدة بقيمة حوالي 100 مليون يورو.

ويلي ذلك شراء اثنتي عشرة طائرة بدون طيار تكتيكية جديدة من طراز “LUNA NG” بقيمة حوالي 1.6 مليار يورو.

وبالنسبة للبحرية، تظهر أربع طائرات بدون طيار بحرية من طراز “uMAWS” في الخطة بقيمة تقديرية تبلغ 675 مليون يورو، والتي ستشمل قطع الغيار والتدريب والصيانة.

إف 35

وتشمل القائمة أكثر من 14 مليار يورو في برامج الأقمار الصناعية، بما يشمل أقمارا صناعية جديدة للاتصالات الثابتة بالنسبة للأرض، ومحطات تحكم أرضية مطورة، ومجموعة أقمار صناعية في مدار منخفض حول الأرض بقيمة 9.5 مليار يورو لضمان اتصال مستمر ومقاوم للتشويش للقوات ومراكز القيادة.

ويتماشى هذا مع خطة وزير الدفاع بوريس بيستوريوس لتعزيز ”أمن الفضاء“ الألماني.

أحد أكثر الخطط السياسية إثارة للجدل على قائمة رغبات الجيش هو احتمال شراء 15 طائرة من طراز “F-35” من شركة لوكهيد مارتن الأمريكية، بقيمة تبلغ حوالي 2.5 مليار يورو في إطار نظام المبيعات العسكرية الخارجية للولايات المتحدة. 

لكن ذلك سيبقي ألمانيا معتمدة على الولايات المتحدة في مجال الصيانة والبرمجيات والوصول إلى بيانات المهام.

كما تخطط القوات المسلحة الألمانية لشراء 400 صاروخ كروز من طراز “توماهوك” الأمريكية مقابل حوالي 1.15 مليار يورو، إلى جانب ثلاثة قاذفات من طراز لوكهيد مارتن تايفون بقيمة 220 مليون يورو، وهو مزيج من شأنه أن يمنح ألمانيا مدى ضربة جوية يصل إلى 2000 كيلومتر.

 
زر الذهاب إلى الأعلى