الشرق الأوسط

الجيش الإسرائيلي يعارض خطة نتنياهو لإعادة احتلال غزة


فجّرت خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال غزة خلافا مع رئيس هيئة أركان الجيش إيال زامير الذي عارض الفكرة ووصفها بأنها ”فخ إستراتيجي”، مما يلقي بمزيد من الضغوط الداخلية والخارجية على نتنياهو.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن زامير حذر نتنياهو خلال اجتماع شابه التوتر استمر ثلاث ساعات الثلاثاء من أن السيطرة على ما تبقى من غزة قد يجر الجيش للبقاء طويلا في القطاع الذي انسحب منه قبل 20 عاما ويلحق الضرر بالرهائن المحتجزين هناك.

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يسيطر بالفعل على 75 بالمئة من القطاع الفلسطيني بعد ما يقرب من عامين على اندلاع الحرب التي بدأت عندما هاجمت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس” تجمعات سكانية في جنوب إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وعارض الجيش مرارا فرض الحكم العسكري وضم الأراضي وإعادة بناء المستوطنات اليهودية هناك، وهي سياسات يؤيدها بعض أعضاء الحكومة.

وتشتد الضغوط الدولية على نتنياهو حتى يتوصل إلى وقف لإطلاق النار في القطاع الساحلي الذي تعرض للتدمير جراء القتال ونزح معظم سكانه البالغ عددهم نحو مليوني نسمة مرات عدة. وتقول منظمات الإغاثة إن السكان على شفا المجاعة.

ووصفت الأمم المتحدة التقارير التي تتحدث عن احتمال توسيع نطاق العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة بأنها “مقلقة للغاية” إن صحت.

وتجنب الجيش الإسرائيلي في بعض الأحيان المناطق التي تشير معلومات المخابرات إلى وجود رهائن فيها. وقال أسرى أطلق سراحهم إن خاطفيهم هددوا بقتلهم إذا اقتربت القوات الإسرائيلية.

وأكد المسؤولون، الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم، أن نتنياهو الذي يؤيد توسيع العمليات العسكرية ذكَّر زامير بأن الجيش أخفق حتى الآن في تحرير الرهائن.

وقال وزير الدفاع يسرائيل كاتس على منصة “إكس” اليوم الأربعاء إن “من حق رئيس الأركان، بل من واجبه، التعبير عن رأيه”، لكنه أكد أن “الجيش سينفذ قرارات الحكومة حتى تحقيق كل أهداف الحرب”.

ومن المقرر أن يناقش نتنياهو الخطط العسكرية بشأن غزة مع وزراء آخرين غدا الخميس. ويقود رئيس الوزراء الإسرائيلي حكومة ائتلافية هي الأكثر يمينية في تاريخ الدولة العبرية، وكان بعض شركائه الرئيسيين قد هددوا بالاستقالة إذا أنهت الحكومة الحرب.

وقال نتنياهو في مايو/أيار إن إسرائيل ستسيطر على غزة بالكامل. وقال زعيم المعارضة يائير لابيد للصحفيين بعد اجتماع استمر 40 دقيقة مع رئيس الوزراء اليوم الأربعاء إنه أبلغ نتنياهو بعدم رغبة الرأي العام في استمرار الحرب وبأن السيطرة العسكرية الكاملة على القطاع ستكون فكرة سيئة جدا.

وفي إسرائيل، تُظهر استطلاعات الرأي تأييدا لاتفاق دبلوماسي من شأنه إنهاء الحرب وتأمين إطلاق سراح الرهائن.

ولا يزال هناك 50 رهينة في غزة ويُعتقد أن 20 منهم على الأقل على قيد الحياة، وأثارت مقاطع مصورة نشرتها حماس والجهاد الإسلامي، وهي جماعة مسلحة أخرى في غزة، الأسبوع الماضي لرهينتين في حالة هزال شديد تنديدات دولية.

وتقول وزارة الصحة في غزة إن ما يقرب من 200 فلسطيني توفوا بسبب الجوع منذ بدء الحرب، نصفهم تقريبا من الأطفال.

وذكرت سلطات الصحة أن أكثر من 20 شخصا لقوا حتفهم اليوم الأربعاء عندما انقلبت شاحنة يعتقد أنها كانت تحمل أغذية في أثناء تدافع حشد للحصول على طعام.

وهناك ضغوط دولية مكثفة لوقف إطلاق النار لتخفيف حدة الجوع والظروف المروعة في غزة ولإطلاق سراح الرهائن. وانهارت أحدث محادثات لوقف القتال في قطر الشهر الماضي. وتصر حماس على أن أي اتفاق يجب أن يؤدي إلى نهاية دائمة للحرب، بينما تتهم إسرائيل الحركة بعدم الجدية في التخلي عن السلطة بعد ذلك، وتؤكد أنه يجب هزيمتها.

ومن المرجح أن يكون لتوسيع الهجوم العسكري في المناطق المكتظة عواقب كارثية، حيث يعيش الكثير من سكان غزة البالغ عددهم مليوني فلسطيني في مخيمات بجنوب القطاع، بعد أن شردهم القصف المستمر منذ 22 شهرا.

ويقول تامر البرعي، وهو نازح فلسطيني يعيش على أطراف دير البلح في وسط غزة “وين بدنا نروح؟”، مضيفا “الناس يعني تنط في البحر ولا شو تعمل إذا الدبابات دخلت؟ ولا تستنى الموت تحت أنقاض بيوتها؟”.

وأدت الحرب في غزة أيضا إلى فرض ضغوط على الجيش الإسرائيلي الذي يضم قوات نظامية محدودة العدد واضطر مرارا إلى استدعاء جنود الاحتياط، ولم يتضح ما إذا كانت هناك حاجة إلى المزيد منهم لتوسيع العمليات والسيطرة على المزيد من الأراضي.

كما حذر مئات القادة الأمنيين والدبلوماسيين الإسرائيليين السابقين في وقت لاحق من اليوم الأربعاء نتنياهو من احتلال قطاع غزة، معتبرين الخطة بمثابة حكم بالإعدام على الأسرى، وخطوة تجرّ تل أبيب إلى كارثة سياسية واجتماعية واقتصادية.

وقالت حركة “قادة من أجل أمن إسرائيل”، التي تضم أكثر من 550 مسؤولا سابقا في الأجهزة الأمنية وكذا دبلوماسيين سابقين، على منصة “إكس” إن “هناك بدائل إقليمية ودولية لاحتلال غزة لكن الحكومة ترفض مناقشتها”.

ودعت إلى “تغيير الاتجاه وإعادة المختطفين ووقف الحرب وإيجاد بديل سلطوي لحماس بروح المبادرة المصرية والاندماج في تحالف إقليمي والاستعداد للتحدي الأساسي ممثلا في حرب ثانية مع إيران”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى