الشرق الأوسط

الجيش السوري ينسحب من حماة: تعهد باستعادة المناطق المفقودة


في «انتصار كبير آخر» للفصائل المسلحة بعد تقدمها المباغت في شمال سوريا، «انسحب» الجيش السوري الخميس، خارج مدينة حماة.

وفي بيان صادر عنه، قال الجيش السوري، إنه «حفاظاً على أرواح المدنيين من أهالي مدينة حماة وعدم زجهم في المعارك داخل المدن، قامت الوحدات العسكرية المرابطة فيها بإعادة الانتشار والتموضع خارج حماة»

وأكدت القيادة العامة للجيش السوري، أنه خلال الساعات الماضية ومع اشتداد المواجهات بين جنود القوات المسلحة السورية والفصائل المسلحة التي وصفتها بـ«الإرهابية»، قتل عدد من عناصر الجيش، فيما «اخترق المسلحون محاور عدة في المدينة ودخلوها، رغم تكبدهم خسائر كبيرة في صفوفهم»، بحسب البيان.

وشدد الجيش السوري على أن قواته «ستواصل القيام بواجبها الوطني في استعادة المناطق التي دخلتها التنظيمات الإرهابية».

حمص المحطة القادمة؟

من جهة أخرى، قال مقاتلو الفصائل المسلحة، إنهم يستعدون لمواصلة الزحف جنوبا نحو مدينة حمص، التي تشكل مفترق طرق كبيرا في سوريا يربط دمشق بالشمال والساحل.

وقالت غرفة عمليات قوات الفصائل المسلحة في منشور على الإنترنت إن دوركم جاء، داعية سكان المدينة إلى الانتفاض في ثورة.

وبُثت مقاطع مصورة، لمقاتلي الفصائل المسلحة داخل حماة، بعضهم يلتقون بمدنيين بالقرب من دوران بأحد الطرق في حين يستقل آخرون مركبات عسكرية ودراجات نارية.

وسيطرت قوات الفصائل المسلحة على مدينة حلب الرئيسية في الشمال الأسبوع الماضي، وتحاول منذ ذلك الحين التقدم صوب الجنوب من شمال غرب سوريا. ويستعر القتال حول قرى على أطراف حماة منذ يومين.

ومع تقدم قواته في حماة، حث أبو محمد الجولاني زعيم «هيئة تحرير الشام» في سوريا، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على عدم السماح للحشد الشعبي المدعوم من إيران بالتدخل في سوريا، وحذر من تصعيد التوتر بالمنطقة.

وذكرت مصادر عراقية وسورية أن بعض المقاتلين العراقيين دخلوا سوريا في وقت سابق من هذا الأسبوع لدعم قوات الحكومة. وتجمعت قوات من الحشد الشعبي على الحدود مع سوريا قائلة إن هذا كان إجراء وقائيا بحتا تحسبا لامتداد الصراع إلى العراق.

وقال الجولاني في بيان مصور اليوم الخميس: «فكما نجح العراق والسيد محمد شياع السوداني أن ينأى بنفسه عن الحرب بين إيران والمنطقة في الآونة الأخيرة.. نشد على يده أيضا أن ينأى بالعراق من أن يدخل في أتون حرب جديدة مع ما يجري في سوريا».

أهمية حماة

تقع حماة على بعد أكثر من ثلث الطريق من حلب إلى دمشق ومن شأن السيطرة عليها أن تمنع أي محاولة سريعة من جانب الجيش السوري، لشن هجوم مضاد يبدد «المكاسب» التي حققتها الفصائل المسلحة، الأسبوع الماضي.

كما أن تقدم الفصائل المسلحة نحو حمص، الواقعة على بعد 40 كيلومترا جنوبي حماة، سيؤدي إلى قطع الطريق بين دمشق والمنطقة الساحلية التي تعد معقلا للطائفة العلوية التي ينتمي لها الرئيس السوري الأسد وحيث يوجد لروسيا قاعدة بحرية وقاعدة جوية.

وقال جهاد اليازجي مؤسس ومحرر نشرة ذا سيريا ريبورت الاقتصادية، إن «المعركة الكبرى هي تلك القادمة ضد حمص».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى