سياسة

الحجاج ورقة ابتزاز سياسية تستخدمها ميليشيات الحوثي


 اتهم وزير الأوقاف والإرشاد في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا محمد بن عيضة شبيبة، جماعة الحوثي باحتجاز طائرات في مطار صنعاء ومنعها من الاقلاع إلى جدة لإعادة حجاج يمنيين، فيما يبدو أنها ورقة ضغط وابتزاز جديدة لنيل مكاسب سياسية، تضاف إلى ممارسات أخرى وثقتها منظمة “هيومن رايتس ووتش” مؤكدة أن الحوثيين اعتقلوا عشرات الأشخاص، منذ نهاية مايو/أيار الماضي بينهم موظفون في الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية العاملة في مناطق سيطرتهم.

وكتب شبيبة عبر حسابه على منصة “إكس” أن “الحوثي يحتجز 4 طائرات في مطار صنعاء الدولي ويمنع عودتها إلى مطار جدة لنقل حجاج بلادنا الذين يريدون الرجوع إلى صنعاء”. مطالبا الحجاج “بالاستقرار في مساكنهم حتى عودة الطائرات المختطفة من قبل جماعة الحوثيين”.

وتضمن الاتفاق بين وزارة الأوقاف اليمنية والسلطات السعودية السماح لحوالي 12400 حاج يمني بالسفر جوا عبر الخطوط الجوية اليمنية من 5 مطارات تشمل مطار صنعاء وسيئون والريان والغيضة. وبحسب السلطات السعودية، فقد أدى 1.8 مليون حاج مناسك الحج هذا العام.
وقال متابعون أن الحوثيين يستخدمون أي وسيلة للابتزاز والضغط على الحكومة الشرعية والسلطات السعودية لتحقيق مكاسب سياسية.

والشهر الماضي، اتهم شبيبة جماعة الحوثي، المصنفة على لائحة الإرهاب الأميركية. بأنها تواصل “ممارساتها التعسفية ضد حجاج بلادنا القاصدين بيت الله الحرام وتقوم بفرض إجراءات عبثية وعراقيل كثيرة بهدف ابتزاز وكالات الحج والعمرة الواقعة تحت سيطرتها ونهب أموال الحجاج”.

وكما جرت العادة يأتي رد الحوثيين باتهام السعودية بفرض “العديد من العراقيل والصعوبات … وعملت على تغيير خطط النقل الجوي المتفق عليها وتخفيض عدد الركاب والرحلات المقرة للجمهورية اليمنية والذي بدوره سيؤدي إلى صعوبات وعراقيل كبيرة أمام انتقال حجاج بيت الله الحرام”. بحسب وصف وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة التابعة لحكومة الحوثي.

غير أن منظمات دولية تؤكد أن الحوثيين يمارسون شتى أنواع الانتهاكات بما فيها ضد الموظفين العاملين لديها، وقالت “هيومن رايتس ووتش” إن قوات الأمن التابعة للحوثيين اعتقلت وأخفت قسرا منذ 31 مايو/أيار 2024، عشرات الأشخاص. بينهم 13 موظفا على الأقل في الأمم المتحدة والعديد من موظفي المنظمات غير الحكومية العاملة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون. ويفترض أن الاعتقالات التعسفية تستند إلى عمل المحتجزين الحالي أو السابق.

ونفّذ الحوثيون هذه الاعتقالات التعسفية بينما لا يزال الجوع والعطش منتشرين على نطاق واسع في جميع أنحاء اليمن، بما فيه في المناطق التي يسيطرون عليها، وخلال تفشي وباء الكوليرا مؤخرا. والذي أخفاه الحوثيون لعدة أشهر. استنادا إلى تحقيق جاري لـ هيومن رايتس ووتش.

وقالت نيكو جعفرنيا باحثة اليمن والبحرين في المنظمة “يستخدم الحوثيون الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري كأداة سياسية في وقت يفتقر فيه الأشخاص الذين يعيشون في أراضيهم حتى إلى أبسط الاحتياجات الأساسية. يتعيّن على الحوثيين إطلاق سراح جميع هؤلاء الأشخاص فورا. حيث قضى كثير منهم حياتهم المهنية في العمل على تحسين بلادهم”.

وتحدثت المنظمة إلى 20 شخصا على علم بالاعتقالات، وأربعة محللين يمنيين. حُجبت هوياتهم حفاظا على سلامتهم، لأنهم يخشون الانتقام. بالإضافة إلى وثائق وفيديوهات ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي وتقارير إعلامية وتسجيلات صوتية وغيرها من المواد المرتبطة بالاعتقالات.

وخلصت إلى أن قوات الحوثيين لم تقدم مذكرات توقيف عند تنفيذ الاعتقالات، ورفضت السلطات إخبار العائلات بمكان احتجاز المعتقلين، مما يعني أن هذه الأفعال ترقى إلى الاختفاء القسري. واحتجزت هذه القوات المعتقلين بمعزل عن العالم الخارجي، دون السماح لهم بالاتصال بمحاميهم أو عائلاتهم. وفي 19 يونيو/حزيران، وأضافت أن لدى سلطات الحوثيين تاريخ طويل في توجيه اتهامات مشكوك فيها إلى الأشخاص المحتجزين، بما فيه التجسس.

ومنذ 10 يونيو/حزيران، أصدرت سلطات الحوثيين سلسلة من الفيديوهات ومنشورات منسقة على وسائل التواصل الاجتماعي في قناة “المسيرة” التلفزيونية التابعة للحوثيين. ومنصات التواصل الاجتماعي المرتبطة بها. تُظهر عشرة رجال يمنيين احتُجزوا بين 2021 و2023. احتُجِز معظمهم بمعزل عن العالم الخارجي.

وتُظهر الفيديوهات الرجال وهم يعترفون بأنهم كانوا يتجسسون لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل. لكن هناك خطر كبير في أن تكون هذه الاعترافات انتُزعت بالإكراه. حيث وثقت سابقا استخدام الحوثيين للتعذيب للحصول على اعترافات. مشيرة إلى أن نشر فيديوهات الاعترافات يقوّض الحق في المحاكمة العادلة ويفتقر إلى المصداقية.

ورغم أن الحوثيين لم يذكروا إذا كانت الاعتقالات الحالية مرتبطة بالفيديوهات.وبياناتهم ذات الصلة بخصوص الكشف عن “شبكة تجسس”، إلا أن مصادر، بما فيه محللون. قالوا إنهم يخشون من أن الحوثيين يحاولون تصوير الأشخاص المحتجزين مؤخرا على أنهم جواسيس.

وأشار محللون يمنيون أيضا إلى دوافع سياسية للاعتقالات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى