اخترنا لكم

الحروب من شرق المتوسط إلى شرق الفرات: فتش عن أردوغان

شيرزاد اليزيدي


يأبى الرئيس التركي، أو بالأحرى السلطان الإخواني، رجب طيب أردوغان إلا الإيغال حد الابتذال في البزنس الديني والبروباغاندا الثيوقراطية سعياً وراء تحقيق أرباحه وأجنداته الاستعمارية المفضوحة في المنطقة الممتدة من آسيا الوسطى والقوقاز إلى الخليج وشمال أفريقيا.

فعلاوة على احتلالاته العسكرية وقضمه لأجزاء واسعة من غير دولة مجاورة ولا مجاورة في سياق إعادة إنتاج وإحياء الفاشية العثمانية، لا يتوانى عن الركون إلى مداعبة المشاعر الإسلامية والتلاعب بحس العامة لتورية نزعاته الاستبدادية الشمولية.

وأحدث الشواهد وأبلغها قراراه الأخيران قبل أسابيع قليلة بتحويل متحفي آيا صوفيا وكاريه إلى مسجدين في ضرب مبتذل على وتر الحساسيات الدينية والهوياتية خاصة وأن الحقيقة التاريخية تشير إلى كون هاتين التحفتين معنى ومبنى كانتا كنيستين قبل الغزو العثماني.

وهكذا فهو يعمل على تسعير الصراعات الدينية واستحضار الزمن العثماني البائد محاولاً لعب دور السلطان “الفاتح” قائد الأمة والمنافح عنها ضد أعداء الدين كي تكتمل أركان حبكته الكوميدية السوداء الركيكة في مسعاه للتستر على جوهر سياساته العنصرية التركية الهادفة إلى التوسع وفرض الهيمنة على دول المنطقة الإسلامية والعربية منها بالدرجة الأولى وسرقة ثرواتها ومواردها من البترولين الليبي والعراقي إلى غاز المتوسط.

فسلطان الإخوان بشعبويته المنفلتة من كل عقال يعبر والحال هذه عن طبيعته التكوينية الغوغائية حيث اصطناع الأزمات والحروب البيئة المنعشة لخطابه العدواني البطريركي المتخيل تركيا دولة كبرى تبسط سلطانها وفرماناتها على مجمل بلدان الإقليم وشعوبه.

على أن المثير للاستهجان والاستفهام الحادين أن جملة هذه الارتكابات التوتيرية والاستفزازية التي ترقى لكونها جرائم بحق الإنسانية وبحق جماليات التراث الثقافي العالمي كما هي الحال في حادثتي متحفي آيا صوفيا وكاريه تمر دولياً وكأن شيئاً لم يكن كما لو أن ثمة تزكية ما لسياسات أنقرة الموتورة هذه، وإلا فلماذا تغض كبريات عواصم العالم الطرف إلا لماماً حيال التمادي التركي في خرق القوانين والأعراف الدولية والتعدي على شعوب ودول وخرائط وحدود براً جواً وبحراً من شرق المتوسط إلى شرق الفرات؟!

نقلا عن سكاي نيوز عربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى