الشرق الأوسط

الحوثيون والإخوان في صراع التعليم: كيف أثروا على الجامعات والمناهج؟


شهد التعليم في اليمن تدميراً ممنهجاً، بعد نكبة شباط (فبراير) 2011 ومنجزها انقلاب أيلول (سبتمبر) 2011 على يد ميليشيات الحوثي الإرهابية وحزب (الإصلاح) “ذراع الإخوان المسلمين في اليمن“. هذا التدمير أصاب جميع مراحل التعليم. إلا أنّ الكارثة الحقيقية كانت بالتعدي على التعليم الجامعي والأكاديمي على وجه الخصوص.

فخلال الأعوام القليلة الماضية حولت عصابة الحوثي الإيرانية وجماعة الإخوان المسلمين  الجامعات اليمنية إلى مراكز لبيع الدرجات العلمية العليا، لخدمة تلك الجماعات وأهدافها الخبيثة. ممّا أفقدها المصداقية، وأخرجها من المنظومة الدولية للتعليم العالي، وفق ما نقل موقع (المنتصف نت).

وقد شهدت تلك الأعوام منافسة محمومة بين قيادات مكونات النكبة والانقلاب وبقية المكونات التي نشأت عقب حروب 2015 من أجل الحصول على عدد كبير من العناصر الحاملة للشهادات العلمية العليا. حتى وإن كانت لم تحصل على شهادات الابتدائي أو الثانوي. فقط من أجل المنافسة على سُلّم الوظائف العليا في كشوفات المرتبات والأجور لقطاع الوظائف الرسمية في الدولة.وتولي مناصب عليا والاستحواذ على مؤسسات الدولة، خاصة الإيراديّة منها.

وبالعودة إلى ما شهدته جامعة عدن أخيراً من فضيحة في تطابق بحثين علميين قدّمهما باحثان لنيل درجة الماجستير. والتي انتهت بعقد مجلس جامعة عدن يوم 25 شباط (فبراير) 2025. لمحاولة لملمة ما يمكن من شتات الفضيحة التي أقضّت مضجع أهمّ الجامعات اليمنية عراقة.

فقد اتخذ مجلس جامعة عدن قرارات عقابية كإلغاء منح درجة الماجستير لطالب. ومنعه من الدراسة مستقبلاً في جامعة عدن. بعد ثبوت التطابق الكامل بين رسالته ورسالة ماجستير أخرى في كليّة العلوم الإدارية، ومنع المشرف العلمي للبحثين من الإشراف ومناقشة الرسائل العلمية مستقبلاً. وإحالته للتحقيق، ومنع المناقش الخارجي من المشاركة مستقبلاً في لجان المناقشة .والإشراف على الرسائل العلمية والترقيات في جامعة عدن، لتقصيره في أداء واجباته الأكاديمية

تلك الفضيحة أدخلت الجامعة في قائمة الجامعات التي تبيع وتشتري بالتعليم الأكاديمي. وفتحت باباً واسعاً أمام الباحثين عن الحقيقة وغيرها، لمعرفة عدد الدرجات العلمية التي مُنحت من الجامعة بمستوياتها المختلفة والأشخاص الذين تورطوا فيها.

وتحدثت المصادر عن قائمة طويلة بأسماء مسؤولين .وأبناء مسؤولين وقيادات نهبوا رسائل الماجستير وأطروحات الدكتوراه من جامعة عدن. وجامعات يمنية أخرى، دون حصولهم على شهادات الثانوية والابتدائية أو الجامعية الـ “بكالوريوس”.

من جانبه قال الكاتب الصحفي مصطفى المخلافي، في مقال له نُشر عقب فضيحة جامعة عدن: إنّ ما جرى هو من غرائب هذا الزمن، والذي يصعب تخيله في هذا الوطن. ولكنّه وارد بكلّ تجلياته في واقعة جامعة صنعاء التي تُعدّ كارثة حقيقية من العيار الثقيل. تتجلى بوضوح في حدوث سرقة علمية لنيل شهادة عليا بدرجة “ماجستير”، وهي سابقة في التاريخ. لم يكن أحد يتصور حدوثها، والمتمثلة بمنح القيادي الحوثي الإرهابي مهدي المشاط درجة الماجستير بعد تزوير شهادات دراسية خلال مراحله من التعليم الأساسي حتى الجامعي.

وقد عمدت عصابة الحوثي وجماعة الإخوان “حزب الإصلاح” إلى تعويض فشلها والنقص المزمن. فيها المتمثل بالتخلف، بتحويل تلك الجامعات إلى دكاكين لمنح عناصرها وقادتها درجات علمية وشهادات عليا. ليزيحوا عنهم عقدة النقص التي تلاحقهم. خاصة أنّهم معروفون لدى المجتمع اليمني والعربي بأنّهم دخلاء على التعليم الحديث والمتطور. وأنّهم قابعون عند عورة النساء ومنهج التكفير والإرهاب وتدمير الأمم.

وغير بعيد عن الجامعات الرسمية، نجد الجامعات الأهلية هي الأخرى متهمة ومتورطة في تلك الكارثة العلمية التي حلت بالبلاد منذ 2011. فقد كشفت فضيحة منح المشاط الماجستير من جامعة صنعاء عن تورط جامعة أهلية في تلك الجريمة العلمية والإنسانية.

يُذكر أنّ دولاً عديدة، كالسعودية والكويت، ألغت الاعتراف بالكثير من الجامعات اليمنية. بسبب بيع وشراء الشهادات العليا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى