الشرق الأوسط

الخط الأصفر في غزة.. رمز لمعاناة المدنيين واختبار حقيقي للهدنة


في مساحة ضيقة بين أنفاق رفح وحدود الهدنة، يبقى مصير مسلحي حماس العالقين خلف “الخط الأصفر” غامضا قد يهدد الاتفاق الهش.

ويُعتقد أن بعض المسلحين من حركة حماس لا يزالون داخل شبكة الأنفاق الواسعة في القطاع، عالقين خلف “الخط الأصفر” الذي انسحبت إليه القوات الإسرائيلية ضمن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي. بحسب صحيفة “نيويورك تايمز”.

مسلحون خلف الخط الأصفر

ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن ثلاثة مسؤولين أمنيين إسرائيليين أن عشرات المسلحين ما زالوا في المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل في غزة، ويمنعهم الجيش الإسرائيلي من المغادرة بأمان، مما يشكل تحديا للوسطاء الذين يأملون في تعزيز الهدنة الهشة بين تل أبيب وحماس.

وقد أثارت قرب عناصر حماس من الجنود الإسرائيليين مخاوف بشأن اندلاع اشتباكات غير مقصودة.

وأعادت إسرائيل انتشار قواتها داخل غزة كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار الذي أوقف حربا استمرت عامين، لتبقى قواتها مسيطرة على نحو نصف القطاع تقريبا.

وقال المسؤولون، الذين تحدثوا للصحيفة الأمريكية، إنه يُعتقد أن بعض هؤلاء المسلحين يختبئون في أنفاق تحت مدينة رفح الجنوبية. ولم يتضح بعد مدة تواجدهم في تلك المناطق.

وأكد شخص مقرب من قيادة حماس وجود المسلحين خلف حدود الانسحاب الإسرائيلي، المعروفة باسم “الخط الأصفر”.

تصعيد ما بعد الاتفاق

ومنذ بدء الهدنة، قال الجيش الإسرائيلي إنه استُهدف مرتين من قبل مسلحين في رفح، مما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود.

وأضاف أن تلك الهجمات تم تنفيذها خلف الخط الأصفر، محملا حماس المسؤولية عن ذلك.

وردّ الجيش على تلك الهجمات بشن غارات جوية مكثفة في أنحاء غزة، أسفرت عن مقتل 150 فلسطينيا، بينهم أطفال، وفقا لوزارة الصحة في غزة.

لكن كتائب القسام الجناح العسكري لحماس، سبق وأن نفت أي صلة لها بهجمات رفح، وقالت إنها فقدت الاتصال بمقاتليها هناك في الأشهر الأخيرة.

وأوضح الشخص المقرب من قيادة حماس أن الطرفين اقتربا من التوصل إلى اتفاق للسماح بمرور آمن للمسلحين.

من جهته، أكد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، أن المسؤولين كانوا يناقشون ترتيبا يسمح للمسلحين بالمغادرة.

وفي مؤتمر صحفي يوم الإثنين، قال إنه يعارض بشدة هذه الخطوة، التي كانت ستعتبر “خيانة” للجنود الإسرائيليين.

وأضاف سموتريتش: “سعدت بسماع أن رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو) رفض هذه الفكرة السخيفة، وآمل أن يتمسك بها”.

جهود الوساطة

وتقول إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والدول الوسيطة في المنطقة إنها تعمل على تحويل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس إلى سلام دائم.

والشهر الماضي، توصلت إسرائيل وحماس إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، تم بموجبه إطلاق سراح جميع الرهائن العشرين الأحياء في غزة مقابل إطلاق سراح ما يقرب من 2000 أسير ومعتقل فلسطيني.

لكن كل أسبوع جلب اختبارات جديدة للهدنة وسط تجدد أعمال العنف بين الطرفين.

وظهرت توترات حول إعادة رفات الرهائن التي ما زال عدد منها في غزة، حيث اتهمت إسرائيل حماس بتأخير التسليم، وهو ما كان من المفترض أن يتم ضمن الاتفاق.

وأعلنت حماس أن بعض الجثث فُقدت تحت الأنقاض أو لم يتمكنوا من تحديد مكانها بسبب وفاة عناصرها الذين دفنوها خلال الحرب.

وما تزال جثث ستة رهائن على الأقل في غزة.

ومنذ بدء سريان الهدنة، هاجمت القوات الإسرائيلية فلسطينيين قالت إنهم عبروا خطوط الانسحاب، بما في ذلك سيارة مدنية كانت تقل عدة أفراد من عائلة كبيرة، ما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل بينهم أطفال.

يأتي ذلك في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة للحصول على تفويض من مجلس الأمن الدولي لنشر “قوة استقرار دولية” في غزة، لضمان عملية نزع السلاح من القطاع، بما في ذلك تسليم الأسلحة من الفصائل المسلحة، ودعم تدريب الشرطة الفلسطينية.

لكن لم يتضح كيف ستضمن القوة الدولية نزع سلاح غزة، فيما تؤكد حماس أنها غير مستعدة لتفكيك جناحها العسكري أو التخلي عن أسلحتها.

زر الذهاب إلى الأعلى