الخليج يجدد التزامه بالتحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة

وتحدث البديوي أثناء اجتماع لوزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، مع نظيرهم الأميركي ماركو روبيو على هامش الدورة الـ80 لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك.
وفي كلمته، قال البديوي إن شراكة دول المجلس مع الولايات المتحدة “ضرورة استراتيجية تضمن الأمن للجميع”، وفق ما نشره الموقع الإلكتروني للمجلس وذلك ردا على الانتقادات بشأن تأثير التعاون الخليجي الأميركي على أمن المنطقة خاصة بعد الهجمات التي تعرضت لها الدوحة واتهامات لواشنطن بالتغاضي عنها بل وحتى السماح لإسرائيل بتنفيذها.

ويؤكد الجانب الأميركي ان هجوم إسرائيل على الدوحة تم دون تنسيق معه وانه أخبر القطريين بالهجوم قبل وقوعه وهو ما نفته الدوحة حينها مشددة على ان الجانب القطري تلقى إخطارا بالغارة بالتزامن مع سقوط الصواريخ.
وجدد البديوي تنديد المجلس بالاعتداء الإسرائيلي على الدوحة في 9 سبتمبر/أيلول الجاري، وتضامنه الكامل مع دولة قطر، مؤكدا أن “أي اعتداء على دولة خليجية هو اعتداء على جميع دول المجلس”.
وفي 9 سبتمبر/أيلول الماضي، شن الجيش الإسرائيلي هجوما جويا على وفد حركة “حماس” بالدوحة، وهو ما أدانته قطر وأكدت احتفاظها بحق الرد على هذا العدوان.
وفي سياق العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة، قال البديوي إن الاجتماع مع وزير الخارجية الأميركي “يأتي في ظل شراكة استراتيجية طويلة الأمد قامت على أسس تاريخية راسخة، نمت وتطورت خلال العقود الماضية، وتهدف إلى إرساء دعائم الأمن والاستقرار والازدهار على الصعيدين الإقليمي والدولي”.
وأشار إلى أن “حجم التبادل التجاري بين الجانبين بلغ أكثر من 120 مليار دولار في عام 2024، مدعوماً باستثمارات خليجية هائلة في الاقتصاد الأميركي تقدر بالتريليونات من الدولارات، مقابل حضور متنامٍ لرؤوس الأموال الأميركية في قطاعات التكنولوجيا والطاقة والبنية التحتية بدول المجلس.
وهنالك علاقات وثيقة وتاريخية بين واشنطن ودول التعاون الخليجي حيث مثلت زيارة ترامب الأخيرة الى الخليج مثالا على حجم التعاون في مختلف المجالات حيث تم عقد اتفاقيات اقتصادية واعدة.
وعولت دول الخليج كثيرا على الدعم الأميركي في مواجهة إيران ووكلائها في المنطقة حيث لا يزال هذا الملف يقلق الخليجيين رغم تراجع النفوذ الايراني في السنوات الاخيرة بفعل الحروب الاسرئيلية في المنطقة. وفي المقابل ينظر للشراكات بين عدد من دول الخليجي وقوى اقليمية ودولية مثل الصين وروسيا وباكستان والهند انه يستهدف التخلي تدريجيا عن التعويل على واشنطن بشكل كامل.
وبخصوص الحرب على غزة، قال البديوي إن “المأساة الإنسانية وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان متواصل وجريمة الإبادة الجماعية الإسرائيلية وسياسة الحصار المتعمدة التي أدت إلى إحداث المجاعة في القطاع، من شأنها أن تقود إلى تداعيات خطيرة تهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي”.
وشدد على “ضرورة التوصل إلى اتفاق فوري وشامل لوقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين (الإسرائيليين) فيه وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق”.
كما أكد البديوي ضرورة “العمل على تسوية عادلة وشاملة تفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية”.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حربا مدمرة بغزة، خلّفت 65 ألفا و419 قتيلا و167 ألفا و160 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينيا بينهم 147 طفلا.