سياسة

الرئيس الإسرائيلي يكشف خطط مستقبل القطاع


تمضي الحرب الإسرائيلية يومياتها في قطاع غزة، ومعها ينهمك المسؤولون في تل أبيب، في وضع خطط مستقبل القطاع.

مستقبل كشف الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، عن ملامحه، في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.

وقال هرتسوغ الذي لا يتمتع بسلطات تنفيذية، ولكن تم إطلاعه على المجهود الحربي، إن بلاده لا يمكنها ترك فراغ في غزة، وأنه سيتعين عليها الحفاظ على “قوة قوية للغاية” في الجيب الساحلي في المستقبل القريب لمنع عودة حماس إلى الظهور في القطاع المحاصر.

وفي هذا الصدد، لفت إلى أن الحكومة الإسرائيلية تناقش العديد من الأفكار حول كيفية إدارة غزة بمجرد انتهاء الحرب بين إسرائيل وحماس.

وتساءل: “إذا انسحبنا فمن سيتولى المسؤولية؟ لا يمكننا أن نترك فراغا. علينا أن نفكر فيما ستكون عليه الآلية”.

مضيفا “هناك العديد من الأفكار المطروحة، ولكن لا أحد يرغب في تحويل هذا المكان (غزة) إلى قاعدة إرهابية مرة أخرى”.

وتأتي تصريحات هرتسوغ في الوقت الذي تتصاعد فيه الضغوط الدولية على إسرائيل بسبب ارتفاع عدد القتلى في غزة والأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع الذي يسكنه 2.3 مليون نسمة وتسيطر عليه حماس منذ عام 2007.

كما يشعر المسؤولون الغربيون بالقلق من أن إسرائيل ليس لديها خطة واضحة لما سيأتي بعد ذلك في غزة بعد تعهدها بالقضاء على حماس.

وقالت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه قد تكون هناك حاجة لفترة انتقالية، لكنها حذرت إسرائيل أيضا من إعادة احتلال القطاع – الذي انسحبت منه في عام 2005 – أو تقليص حجم المنطقة بحواجز أمنية جديدة أو مناطق عازلة.

وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال في وقت سابق إن إسرائيل ستحتفظ “بالمسؤولية الأمنية الشاملة” إلى أجل غير مسمى بشأن غزة.

وكان هرتسوغ يتحدث للصحيفة البريطانية قبل ساعات من اقتحام القوات الإسرائيلية لمستشفى الشفاء، أكبر منشأة طبية في القطاع، والتي تؤوي المرضى وآلاف الفلسطينيين الذين يبحثون عن ملاذ من القصف الإسرائيلي.

ووصف الجيش الإسرائيلي عمليته في مستشفى الشفاء بأنها “دقيقة وموجهة” في “منطقة محددة” من المجمع الطبي الذي عاود في وقت متأخر من مساء أمس لاقتحامه للمرة الثانية في غضون 24 ساعة.

ويتهم الجيش الإسرائيلي حماس باستخدام المستشفيات في العمليات العسكرية، وهو ما تنفيه الحركة.

وقالت الأمم المتحدة إن النظام الصحي في غزة انهار، حيث لم تعد جميع المستشفيات في شمال غزة تعمل باستثناء مستشفى واحد.

وردا على سؤال حول العمليات العسكرية الإسرائيلية حول المستشفيات، أجاب هرتسوغ: “نحن نقوم بذلك بطريقة حذرة للغاية”.

كما أصر على أن إسرائيل تسعى إلى حماية المدنيين، في وقت تجاوز فيه عدد القتلى في غزة جراء الغارات الجوية حاجز الـ11 ألفا نصفهم تقريبا من الأطفال والنساء.بحسب مسؤولين في وزارة الصحة بالقطاع.

وفي السابع من الشهر الماضي، شنت إسرائيل هجوما جويا على غزة بعد الهجوم الذي نفذته حماس في اليوم نفسه، وأدى إلى مقتل نحو 1200 شخص، وفقا لمسؤولين إسرائيليين،

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 1.5 مليون شخص نزحوا من منازلهم في شمال القطاع وكذلك مدينة غزة.

وعن مقتل المدنيين في غزة، علّق الرئيس الإسرائيلي “أنا أهتم بالوفيات الفلسطينية. إنه أمر  يكسر قلبي، لكنني أتذكر دائما أنه عليّ أولا وقبل كل شيء ضمان الأمن للدفاع عن شعبنا”.

وحتى أقوى حلفاء إسرائيل أعربوا عن مخاوفهم بشأن عدد القتلى في غزة، حيث قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأسبوع الماضي إن “عددا كبيرا جدا من الفلسطينيين قتلوا”.

كما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي زار إسرائيل تضامنا معها، تل أبيب إلى “وقف القصف”.

وفي هذا الصدد، لفت الرئيس الإسرائيلي إلى أن بلاده تحترم حلفاءها وتستمع إلى الولايات المتحدة “بحذر شديد”.

لكنه أضاف أنه “في نهاية المطاف، علينا واجب حماية شعبنا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى