الرئيس التركي يتهم الغرب بدعم حرب اسرائيلية على لبنان
اتهم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الأربعاء الدول الغربية “بدعم” هجوم اسرائيلي محتمل في لبنان ضد حزب الله الداعم لحركة حماس، في وقت حذرت فيه الولايات المتحدة إسرائيل من خوض حرب مع حزب الله يمكن أن تتطور إلى نزاع إقليمي. بالتوازي مع تنفيذ الجيش الإسرائيلي عمليات قصف مدفعي وغارات خلفت الكثير من القتلى في قطاع غزة حيث تدور معارك مع مقاتلي حماس في رفح في الجنوب.
وقال الرئيس التركي أمام نواب حزبه في البرلمان “يبدو أن إسرائيل التي دمرت غزة تحول الآن أنظارها الى لبنان. ونرى أن الدول الغربية تدعم إسرائيل في الكواليس”، وأضاف “خطط (رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين) نتنياهو لتوسيع الحرب إلى المنطقة ستؤدي إلى كارثة كبيرة”.
وأعلن بنيامين نتنياهو الأحد أنه في نهاية “المرحلة المكثفة” من هجومه على قطاع غزة، سيكون الجيش الإسرائيلي “قادرا على إعادة نشر بعض القوات في الشمال” بالقرب من الحدود مع لبنان، ما يزيد المخاوف من توسع النزاع.
في كل يوم يفقد 10 أطفال ساقا أو ساقين في المتوسط (في غزة). عشرة أطفال يوميا يعني أنهم نحو 2000 طفل بعد أكثر من 260 يوما من الحرب الوحشية
وقال اردوغان “إنه لأمر خطر للغاية ومؤسف أن تكون الدول التي تتحدث عن الحرية وحقوق الإنسان والعدالة رهينة شخص مريض عقليا مثل نتانياهو” داعيا “الدول الأخرى في المنطقة إلى التضامن مع لبنان”.
كذلك، حذر وزير الخارجية التركي الاثنين اليونان وقبرص من “أخذ مسافة” من النزاع بين إسرائيل وحماس قائلا إن قبرص والجزر اليونانية “تستخدم في عمليات” ضد قطاع غزة.
ومنذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، يتبادل حزب الله الموالي لإيران والداعم لحماس القصف يوميا على الحدود مع الجيش الإسرائيلي وقد ازدادت حدة هذا القصف مؤخرا.
وحذرت الولايات المتحدة الثلاثاء من أن النزاع بين إسرائيل وحزب الله قد يؤدي إلى حرب إقليمية. ونبه وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال استقباله نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت في البنتاغون الثلاثاء، من أن “الحرب بين إسرائيل وحزب الله يمكن أن تتحول بسهولة إلى حرب إقليمية، ستكون عواقبها وخيمة على الشرق الأوسط”.
وقال غالانت “نعمل بشكل وثيق للتوصل إلى اتفاق، ولكن يجب علينا أيضًا الاستعداد لجميع السيناريوهات المحتملة”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي أنه تمّت “المصادقة” على خططه لشن هجوم على لبنان، ما أدى إلى صدور تهديدات جديدة من الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله.
في 19 حزيران/يونيو، حذّر حسن نصر الله الأمين العالم لحزب الله الذي يحظى بنفوذ كبير في لبنان، من أنه لن يسلم “أي مكان” في إسرائيل من صواريخ حركته، غداة من إعلان الجيش الإسرائيلي أنه أقر “الخطط العملياتية” لهجوم محتمل على لبنان.
كما عبر منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة الأربعاء عن قلقه من احتمال اتساع رقعة الحرب الإسرائيلية ضد حماس في غزة إلى لبنان، محذرا من أن ذلك يمكن أن يكون “مروعاً”.
وقال مارتن غريفيث الذي تنتهي ولايته في نهاية الشهر، للصحافيين في جنيف “إني ارى ذلك بمثابة شرارة ستشعل النار في البارود .. وهذا يمكن أن يكون مروِّعا”، مشيرا خصوصا إلى جنوب لبنان. وأكد أنه بحث مع زملائه في القدس احتمالات ما قد يحصل هناك.
وأفاد “نشعر بالقلق من احتمال وقوع مزيد من المآسي وسقوط قتلى”، وحذر من أن حربا ينخرط فيها لبنان “ستجر سوريا … ستجرّ آخرين”، و”سيكون لها بالطبع انعكاسات على غزة. بالطبع سيكون لها انعكاسات على الضفة الغربية”. وأكد أن الوضع “مقلق جدا”.
وقال غريفيث إنه منذ اندلاع الحرب، “علّمتنا غزة مستوى جديدا من المأساة والقسوة.. لكننا جميعنا نشعر بالقلق من أن ذلك قد يكون مجرّد بداية”، وأشار إلى أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) وغير ذلك من الوكالات الإغاثية تستعد لأزمة أوسع.
وأدى العنف المستمر منذ أكثر من ثمانية أشهر بين حزب الله والجيش الإسرائيلي إلى مقتل 481 شخصا على الأقل في لبنان معظمهم من مقاتلي حزب الله و94 مدنيا، بحسب تعداد فرانس برس. وفي الجانب الإسرائيلي قُتل ما لا يقل عن 15 جنديا و11 مدنيا، بحسب إسرائيل.
وفي شمال القطاع المدمر جراء الحرب المتواصلة منذ تسعة أشهر تقريبا، قال الدفاع المدني إن ثلاثة أطفال وامرأة قتلوا في وقت مبكر الأربعاء في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في بيت لاهيا. كذلك استهدف القصف منزلا في حي الشجاعية بمدينة غزة. وفي رفح، أفاد شهود عيان عن اندلاع معارك بين الجنود ومقاتلين فلسطينيين في غرب المدينة.
وقال محمد المغير المسؤول في الدفاع المدني في غزة إن طواقمه انتشلت جثث “15 شهيدا من مناطق مختلفة في مدينة رفح خلال الساعات الماضية”.
وأفادت وزارة الصحة التابعة لحماس إنها أحصت بين من وصلوا إلى المستشفيات “60 شهيدًا و140 إصابة خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة” حتى صباح الأربعاء.
لكن المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل قال إن القصف والغارات الإسرائيلية كانت أقل كثافة صباح الأربعاء.
وبإعلانه أن المرحلة “المكثفة” من القتال، وخصوصا في رفح هي “على وشك الانتهاء”، أكد نتانياهو من جديد أن الحرب ستستمر ضد حماس، التي تولت السلطة في غزة في 2007 وتعتبرها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي “منظمة إرهابية”. وقال إن الهدف هو “استعادة الرهائن” و”اقتلاع نظام حماس“.
وقال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا) “في كل يوم يفقد 10 أطفال ساقا أو ساقين في المتوسط (في غزة). عشرة أطفال يوميا يعني أنهم نحو 2000 طفل بعد أكثر من 260 يوما من هذه الحرب الوحشية”.
ولا ترحم الحرب عمال الإغاثة أيضا، إذ أعلنت منظمة أطباء بلا حدود على منصة إكس مقتل أحد العاملين فيها وهو فادي الوديعة مع خمسة أشخاص آخرين، من بينهم ثلاثة أطفال، في هجوم في مدينة غزة بينما كان يقود دراجته متوجها إلى العمل.
وأكد الجيش أنه قتل فادي الوديعة الذي صوره على أنه “عنصر مهم” في حركة الجهاد الإسلامي التي تقاتل إلى جانب حماس.