أوروبا

الرئيس الفرنسي يرفض أي تحالف مع اليسار المتطرف


أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه “من غير الوارد الحكم” مع حزب فرنسا الأبية (يسار متطرف) بعد الانتخابات التشريعية رغم انسحاب مرشحي المعسكر الرئاسي لصالح ائتلاف اليسار ‘الجبهة الشعبية’ الجديدة لقطع الطريق أمام اليمين المتطرف.

وقال خلال جلسة لمجلس الوزراء بحسب عدد من المشاركين إن “الانسحاب اليوم لصالح مرشحي اليسار لمواجهة التجمع الوطني لا يعني الحكم غدا مع فرنسا الأبية”. وأضاف “الأمر غير وارد”.

وفي رسالة على موقع “إكس” أكد رئيس الوزراء غابريال أتال أنه “ليس هناك ولن يكون هناك تحالف مع فرنسا الأبية”.

وقالت المتحدثة باسم الحكومة بريسكا تيفينو في ختام اجتماع مجلس الوزراء “الانسحاب لا يعني التحالف ولا التنازل”، مشددة على أن “محاربة التجمع الوطني اليوم لا تعني التحالف مع فرنسا الأبية غدا”، مشيرة إلى انقسامات محتملة مع قوى أخرى في الجبهة الشعبية الجديدة (شيوعيون واشتراكيون وخضر) غداة الاقتراع.

وتابعت “نعتبر اليوم أن هذا التحالف الانتخابي بدأ ينهار داخل اليسار؟ أعتقد ذلك”، مضيفة “لا يمكننا أن نجعل من حزب فرنسا الأبية رمز اليسار في فرنسا”.

وارتسمت الثلاثاء في فرنسا معالم المعركة قبل الدورة الثانية للانتخابات التشريعية مع انسحاب أكثر من 210 مرشحين من اليسار أو معسكر ماكرون لصالح خصومهم لقطع الطريق أمام حزب التجمع الوطني ومنعه من الحصول على الأغلبية المطلقة الأحد.

وفي كثير من الأحيان تهدف هذه الانسحابات إلى منع حزب التجمع الوطني وحلفائه من تشكيل حكومة ستكون تاريخية، اذ لم يصل اليمين المتطرف إلى السلطة في البلاد منذ الحرب العالمية الثانية.

وأكد ماكرون الذي فتح الباب أمام موجة اليمين المتطرف من خلال الدعوة إلى هذه الانتخابات المبكرة، لوزرائه الاثنين أنه لا ينبغي أن يذهب “صوت واحد” إلى التجمع الوطني.

لكن يبدو أن صوت الرئيس الفرنسي، الذي لم يتحدث علناً منذ إعلان في بروكسل الخميس ورسالة نُشرت الأحد، لم يعد لديه صدى في معسكره الذي يحمله مسؤولية الفشل الذريع في الدورة الأولى وتراجع إلى المركز الثالث بعد التجمع الوطني واليسار.

وفي سياق متصل دعا فولكر تورك، المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، اليوم الأربعاء إلى توخي الحذر بعد المكاسب السياسية التي حققها اليمين المتطرف في أوروبا. مشيرا إلى تصريحات تحقر من المهاجرين وطالبي اللجوء.

وقال تورك خلال مؤتمر صحفي في جنيف “علينا توخي الحذر للغاية لأن التاريخ يقول لنا إن التحقير من الآخرين والتقليل من شأنهم في أوروبا تحديدا ينذر بما سيأتي… إنه جرس إنذار يجب أن نقرعه”.

وباعتباره نمساويا أصبحت بلاده معقلا لمعاداة السامية في الثلاثينيات وشاركت في محرقة اليهود بعدما ضمتها ألمانيا النازية في عام 1938. أشار تورك من قبل إلى رغبته في منع وقوع أعمال وحشية في المستقبل في إطار تطلعه للترشح لأعلى منصب متعلق بحقوق الإنسان في الأمم المتحدة.

وناضل تورك، الذي كان مسؤولا كبيرا سابقا في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لسنوات من أجل زيادة حمايتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى