الرهائن الإسرائيليون: اهتمام أميركي متزايد في الأزمة الحالية
أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب عن تعيين آدم بوهلر مبعوثا رئاسيا خاصا لشؤون الرهائن الإسرائيليين، في أوضح مؤشر على أنه يولي أهمية بالغة لهذا الملف.
وأوضح ترامب أن بوهلر كان مفاوضه الرئيسي في الفريق الذي تولى العمل على “اتفاقيات إبراهيم”، وهي سلسلة اتفاقيات للتطبيع بين إسرائيل ودول عربية.
وقال “تفاوض بوهلر مع مجموعة من أصعب الشخصيات في العالم، ومنهم طالبان، لكن آدم يعرف أنه لا أحد أقوى من الولايات المتحدة، على الأقل عندما يكون الرئيس ترامب زعيمها. سيعمل بلا كلل لإعادة مواطنينا الأمريكيين العظماء إلى الوطن”.
وبوهلر هو الرئيس التنفيذي السابق لمؤسسة تمويل التنمية الدولية الأميركية، وهي وكالة اتحادية جديدة أسسها ترامب في 2021 خلال ولايته الأولى.
وفي سياق متصل قال مصدر مطلع إن مايكل والتس مستشار الأمن القومي للرئيس ترامب سيجتمع مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر اليوم الأربعاء.
ونقل مراسل لموقع “أكسيوس”، الذي ذكر في وقت سابق نبأ الاجتماع، عبر منصة “إكس” إنه من المتوقع أن يناقش والتس وديرمر الجهود الرامية إلى التوصل لاتفاق بشأن الرهائن في غزة ووقف إطلاق النار والتهديد الإيراني.
ويأتي الاجتماع قبل أسابيع من تولي ترامب منصبه في 20 يناير/كانون الثاني بعدما وعد في حملته الانتخابية بإنهاء الحروب في الشرق الأوسط ومناطق أخرى من دون أن يكشف تفاصيل تذكر عن كيفية حدوث ذلك.
وقال ترامب يوم الاثنين إنه إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن في قطاع غزة قبل تنصيبه، فستكون هناك “مشكلة خطيرة” في الشرق الأوسط وكتب على منصة “تروث سوشيال” الخاصة به “سيتلقى المسؤولون ضربات أشد من أي ضربات تلقاها شخص في تاريخ الولايات المتحدة الطويل والحافل”. وأشاد قادة إسرائيليون الثلاثاء بتعهد الرئيس الأميركي المنتخب، بينما كان رد الفعل في غزة أقل حماسا.
وتوقع وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم الأربعاء أن يؤدي تزايد الضغوط على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس” إلى التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن، بينما حملت الحركة الدولة العبرية مسؤولية سلامة الرهائن الذين تحتجزهم في حال تنفيذ أي عملية لتحريرهم بالقوة، مؤكدة أنها وجّهت بالقضاء على الأسرى ردا على أي تصعيد إسرائيلي محتمل.
وقال كاتس خلال حديث إلى جنود في قاعدة جوية بوسط إسرائيل “هناك فرصة حقيقية هذه المرة أن نتمكن من التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن”.
وذكر بيان داخلي لحماس أن الحركة قالت إن لديها معلومات تفيد باعتزام إسرائيل تنفيذ عملية لإنقاذ رهائن على غرار عملية نفذتها في مخيم النصيرات بقطاع غزة في يونيو/حزيران.
وقال البيان “من المتوقع إقدام العدو على محاولة مشابهة أو سيناريو قريب من عملية النصيرات بهدف محاولة تحرير عدد من أسراه”، فيما هددت الحركة بتحييد الرهائن إذا جرى تنفيذ مثل تلك العملية.
وحررت إسرائيل خلال عملية النصيرات أربع رهائن احتجزوا هناك منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، لكن مسؤولين فلسطينيين قالوا إن المداهمة أسفرت عن مقتل أكثر من 200 شخص مما جعلها واحدة من أكثر الهجمات الإسرائيلية دموية في الحرب.
وذكرت الحركة في البيان الداخلي أن التوصيات هي “التشديد في ظروف حياة الأسرى وفق تعليمات صادرة بعد عملية النصيرات وتفعيل أوامر التحييد كرد فوري وسريع على أية مغامرة من قبل العدو”.
وأضاف البيان الصادر في 22 نوفمبر/تشرين الثاني أن الحركة تطلب من عناصر الجماعة اللذين يحتجزون الرهائن عدم الالتفات لأي تداعيات بعد هذه التعليمات، لافتا إلى أن “إسرائيل ستكون مسؤولة عن مصير الرهائن”.
وقال قيادي كبير في حركة حماس إن البيان وزع على عناصر الحركة من وحدة المخابرات في كتائب عزالدين القسام، الجناح العسكري للحركة.
وقال الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء إن الرهائن الستة الذين تمت استعادة جثثهم في أغسطس/آب قُتلوا على يد مقاتلين من حركة حماس “في وقت قريب” من توقيت ضربة إسرائيلية نُفذت في فبراير/شباط في نفس المنطقة بقطاع غزة.
وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أن هجوم حماس أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة من بينهم مواطنون يحملون الجنسيتين الإسرائيلية والأميركية.
ويُعتقد أن نحو نصف الرهائن الأجانب والإسرائيليين الذين لا يزالون محتجزين بمعزل عن العالم الخارجي في قطاع غزة، وعددهم 101، على قيد الحياة.
وتدعو حماس إلى إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة في إطار أي اتفاق للإفراج عمن تبقى من الرهائن.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الحرب ستستمر حتى القضاء على حماس وضمان أنها لا تشكل تهديدا لإسرائيل.