سياسة

الزلزال يفاقم أزمة المشردين في تركيا


قبل الزلزال، كانت تركيا تعاني من أزمة مشردين مزمنة، وكانوا يملؤون شوارع المدن التركية بلا استثناء، وذلك بسبب الأزمة الاقتصادية التي تضرب البلاد منذ سنوات. ثم جاءت كارثة الزلزال المدمر لتفاقم محنة مئات الآلاف من الأشخاص الذين تركوا بلا مأوى وسط تلاشي الآمال بالعثور على المزيد من الأشخاص أحياء وسط أنقاض المدن.

 تجاوزت حصيلة قتلى الزلازل التي وقعت في وقت مبكر من صباح يوم الاثنين 20 قتيلاً يوم الخميس في البلدين. في أكبر كارثة طبيعية تضرب المنطقة منذ عام 1999، عندما قتل زلزال قوي مماثل أكثر من 17 ألف شخص في تركيا.

وقد صرح مسؤول تركي لصحيفة “إكسبريس ترليون” الأميركية إن الكارثة شكلت “صعوبات خطيرة للغاية”.

مواطنون في تركيا مشردون بلا مأوى 

وقالت الصحيفة: إن العديد من الأشخاص في تركيا وسوريا أمضوا ليلة ثالثة ينامون في الخارج أو في السيارات في درجات حرارة شديدة البرودة في الشتاء. بعدما دمرت منازلهم أو اهتزت بسبب الزلازل التي كانوا يخشون العودة إليها مرة أخرى.

وقد تُرك مئات الآلاف من الأشخاص بلا مأوى في منتصف الشتاء، وخيم الكثيرون في ملاجئ مؤقتة في مواقف السيارات في السوبر ماركت أو في المساجد أو على جوانب الطرق أو وسط الأنقاض. وهم في الغالب بحاجة ماسة إلى الطعام والماء والتدفئة.

بمدينة الإسكندرونة الساحلية التركية، يتجمع المواطنون حول نيران المخيمات على جوانب الطرق وفي مرائب ومستودعات نصف محطمة. كانت الأضواء الوحيدة هي الأضواء الكاشفة التي ركزت على الرافعات التي تحاول إزالة ألواح الحطام.

ولمعالجة الوضع أقامت وكالة إدارة الكوارث والطوارئ التركية نقاط لقاء للأشخاص الذين تُركوا بلا مأوى ويريدون إجلاءهم من المنطقة، وأضافت أنه تم إخراج أكثر من 28 ألف شخص حتى الآن.

فيما مضى، خيم الناس داخل أحد البنوك، ووضعوا ملاءة في النافذة للخصوصية. وكان آخرون قد أقاموا على وسط العشب من طريق رئيسي. وقاموا بتسخين الحساء الفوري على النيران ولفوا أنفسهم بالبطانيات.

في أنطاكيا، تم تكديس حوالي 30 خيمة أقامها الهلال الأحمر التركي في حديقة، وأمضى كثير من الناس الليل في سياراتهم. وقليل من محطات الوقود كان لديها وقود وكانت طوابير طويلة تمتد على مسافة كيلومترات ممتدة في تلك المحطات التي تعمل بالوقود.

في بلدة جنديرس السورية المدمرة، سار إبراهيم خليل منكاوين في الشوارع المليئة بالركام ممسكا بكيس أبيض مطوي. قال إنه فقد سبعة من أفراد عائلته بينهم زوجته واثنان من أشقائه.

وقال إبراهيم: “أحمل هذه الحقيبة عندما يخرجون أخي وابن أخي الصغير وكلا زوجتيهما. حتى نتمكن من تعبئتهما في أكياس، الوضع سيئ للغاية ولا توجد مساعدة”.

وأكدت الصحيفة إلى أن الكثير في تركيا اشتكى من نقص المعدات والخبرة والدعم لإنقاذ المحاصرين. حتى في بعض الأحيان عندما يسمعون صرخات طلب المساعدة.

الشيء الذي زاد من تباطؤ جهود الإغاثة، انسداد الطريق الرئيسي المؤدي إلى أنطاكيا بسبب حركة المرور. حيث سعى السكان إلى مغادرة منطقة الكارثة وتوجهت شاحنات الإغاثة.

مصير أردوغان بعد الكارثة؟ 

جاءت الكارثة قبيل الانتخابات المقرر إجراؤها في 14 مايو، والتي من المتوقع أن يواجه فيها الرئيس رجب طيب أردوغان أصعب تحد خلال عقدين من حكمه. احتدام الغضب بشأن بطء إيصال المساعدات والتأخير في بدء جهود الإنقاذ. لا بد أن تؤثر الكارثة على التصويت في حالة استمراره؛ حسب المسؤول التركي.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أنه بعد أن واجه انتقادات بشأن الاستجابة الأولية، قال أردوغان خلال زيارة للمنطقة المنكوبة: إن العمليات تسير بشكل طبيعي الآن. ووعد بعدم ترك أي شخص بلا مأوى، ومع ذلك، فإن الكارثة ستشكل تحديًا إضافيًا للرئيس الحاكم لفترة طويلة في الانتخابات.

وفي ظل هذه الأزمة يمكن تصور أي لفشل الحكومة في معالجة الكارثة بشكل صحيح يمكن أن يضر بآفاقه. فيما يقول المحللون إنه يمكن أن يحشد الدعم الوطني حول الاستجابة للأزمة ويعزز موقفه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى