حصري

السجل الأسود الصحفي لإيران


التضييق والقمع الذي تفرضه السلطات الإيرانية في البلاد، لم يقتصر على المواطنين أو الأقليات فقط، وإنما يمتد لكافة قطاعات الدولة.

لدرجة أن ما يصل إلينا من أخبار ربما لا يصف نصف الحقيقة، لتوجد كوارث وأزمات عديدة بالبلاد، لتحفظ مكانها باستمرار ضمن الأسوأ بحرية الصحافة العالمية.

تفوقت إيران على نفسها مجددا في القمع والانتهاكات ضد حقوق الصحفيين وفرض سياسات التضييق، إذ احتلت مكانة متقدمة بين أسوأ دول على مؤشر الصحافة العالمية لعام 2022. وذلك وفقا لمؤشر حرية الصحافة العالمية، الصادر عن منظمة “مراسلون بلا حدود”.

وأظهر مؤشر حرية الصحافة العالمية زيادة إيران الاستقطاب الإعلامي بضعفين الذي يؤجج الانقسامات داخل الدول، والاستقطاب بين الدول على المستوى العالمي.

ويسلط مؤشر حرية الصحافة العالمية لعام 2022، الذي يقيم أوضاع الصحافة في 180 دولةً وكيانًا، الضوء على الآثار الكارثية لفوضى الأنباء والمعلومات. آثار الفضاء المعلوماتي الإلكتروني المعولم وغير المنظم الذي يشجع الأخبار المزيفة والدعاية.

وعلى المستوى العالمي، وفقا لتقرير المنظمة، إذ تضعف الديمقراطيات بسبب الاختلال بين المجتمعات المنفتحة والأنظمة الاستبدادية التي تسيطر على وسائل الإعلام والمنصات الإلكترونية، بينما تشن حربًا دعائية ضد الديمقراطيات، ويغذي الاستقطاب على هذين المستويين التوترات المتزايدة.

وأشار تقرير مراسلون بلا حدود إلى أن الزيادة في التوترات الاجتماعية والسياسية تؤجج الشبكات الاجتماعية وإعلام الرأي الجديد، خاصة أن قمع الإعلام المستقل يساهم في الاستقطاب الحاد حتى في “الديمقراطيات الليبرالية”، حيث تعزز السلطات المزيد من سيطرتها على البث العام.

وأكد التقرير زيادة الاعتقالات والإدانات التعسفية، وسجن الصحفيين وحرمانهم من الرعاية الطبية، وطبقًا للتقرير، لا زال ثلاثي بلدان الشمال الأوروبي التي تتصدر المؤشر – النرويج، والدنمارك، والسويد، نموذجا ديمقراطيا مزدهرا، لا سيما أن قمع الإعلام المستقل يساهم في الاستقطاب الحاد حتى في “الديمقراطيات الليبرالية”.

حيث تعزز السلطات المزيد من سيطرتها على البث العام، فضلا عن أن المشاكل المزمنة التي تؤثر على الصحفيين لا زالت لم تعالج، وتتضمن اختفاء الصحف المحلية، والاستقطاب الممنهج لوسائل الإعلام.

وفي السياق نفسه، تتضمن أسوأ عشر دول لحرية الصحافة: ميانمار (176)، وتركمانستان (177)، وإيران (178)، وإريتريا (179)، وكوريا الشمالية (180)، وفي إيران (المرتبة 178) كان عام 2021 عاما صعبا آخر على حرية الصحافة، حيث أصبح الزعيمان الرئيسيان المتهمان بانتهاكات وجرائم ضد الصحفيين على مدار 30 عاما، إبراهيم رئيسي وغلام حسين محسني، رئيسا لإيران ورئيس السلطة القضائية، على التوالي.

على مستوى الدول العربية، أشار التقرير إلى حصول الجزائر على المرتبة 134، والمغرب 135، وجاءت ليبيا بالمرتبة 143، والسودان 151، وموريتانيا 97، وتونس 94، كما جاء لبنان بالمرتبة 130، واليمن 169.

العام الماضي، أيضا تصدرت إيران قائمة الأسوأ بمؤشر حرية الصحافة الصحافة، إذ أحصت منظمة “مراسلون بلا حدود” ما لا يقل عن 54 استدعاءً واحتجازًا وأحكامًا بالسجن بحق صحافيين في إيران في عام 2020، وأن 21 صحافيا قضوا عيد النوروز في السجن بعيدا عن عائلاتهم مشيرة إلى أن إيران احتلت المرتبة 173 من أصل 180 دولةً في قائمة “مراسلون بلا حدود” العالمية لحرية الصحافة لعام 2020.

وطالب رضا معيني، رئيس مكتب “مراسلون بلا حدود” المعني بإيران وأفغانستان، بالإفراج عن هؤلاء الـسجناء، مضيفًا أنهم حُرموا من حقوقهم الأساسية وحُكم عليهم بأحكام قاسية في محاكم غير عادلة، بعد احتجازهم تعسفيًا، واختطاف وإعدام روح الله زم، إذ إن إيران سجلت عددًا قياسيًا من جرائم القتل بحق العديد من الصحافيين في نصف القرن الماضي، وأنه مرة أخرى بعد 30 عامًا، استخدمت الإعدام، هذه “العقوبة القديمة والمروعة لقتل الصحافيين”.

يُذكر أن إيران احتلت المرتبة 173 من أصل 180 دولةً في قائمة “مراسلون بلا حدود” العالمية لحرية الصحافة لعام 2020.

وسبق ووصف جاويد رحمن، مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحقوق الإنسان في إيران في تقريره العام الماضي، إيران بأنها “واحدة من أسوأ الدول التي تتخذ إجراءات صارمة ضد حرية المعلومات”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى