السعودية تحتضن محادثات حاسمة بين كييف وواشنطن

تعقد في السعودية مباحثات هامة وصفت بـ”المفصلية” بين مسؤولين أميركيين وأوكرانيين بهدف إنهاء التوتر في العلاقات ودفع واشنطن لاستئناف تقديم المساعدات لكييف في الحرب ضد موسكو.
ووصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى المملكة اليوم الاثنين للقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. والمحادثات بين أوكرانيا والولايات المتحدة المرتقبة غدا الثلاثاء هي أول اجتماع رسمي منذ اللقاء الكارثي بين زيلينسكي وترامب. فيما قال مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف إنه يعلق آمالا كبيرة على المحادثات.
-
زيلينسكي يسخر من «اللقاء الكارثي» باعتذار ساخر في كييف
-
زيلينسكي والبدلة الرسمية.. قرار عفوي أم رسالة مدروسة؟
وقد توجه وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الأحد إلى جدة لإجراء مباحثات مع مسؤولين أوكرانيين، في وقت يدرس الرئيس دونالد ترامب ما. إذا كان سيتراجع عن قراره تجميد المساعدات العسكرية لكييف.
وأكدت الخارجية الأميركية أن روبيو سيتوجه بعد ذلك إلى كيبيك للمشاركة في اجتماع لمجموعة السبع، ليكون أرفع مسؤول أميركي يزور كندا منذ عودة ترامب إلى السلطة وشنه حربا تجارية عليها وإعلانه أنه يريد ضمها لتكون الولاية الـ51.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية تامي بروس إن روبيو سيبحث في الزيارة لجدة التي تستمر من الاثنين إلى الأربعاء. سبل “الدفع قدما بهدف الرئيس إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا”، متجنبة ذكر عبارة الغزو الروسي لأوكرانيا.
-
“غمزة ترامب” تفتح باب التكهنات.. هل كان الخلاف مع زيلينسكي مقصودًا؟
-
ضغوط متزايدة.. ترامب يطالب زيلينسكي بحل سريع للحرب
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في وقت سابق أنه سيكون في جدة. وكذلك ستيف ويتكوف المبعوث المقرب من ترامب.
وأكد الرئيس الاميركي للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية “إير فورس وان” مساء الأحد “سنحقق الكثير من التقدم. اعتبارا من هذا الأسبوع على ما أعتقد”.
سنحقق الكثير من التقدم اعتبارا من هذا الأسبوع
وعلّق المساعدات وتبادل المعلومات الاستخبارية مع أوكرانيا بعد اجتماع شهد مشادة كلامية حادة مع زيلينسكي في 28 شباط/فبراير في البيت الأبيض.
ووبخ نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس الرئيس الأوكراني أمام عدسات الكاميرات لتقصيره في شكر الولايات المتحدة على شحنات الأسلحة بقيمة مليارات الدولارات التي أرسلتها واشنطن إلى بلاده.
-
توتر بين ترامب وزيلينسكي.. ما التداعيات المحتملة؟
-
زيلينسكي يؤكد أهمية دعم ترامب: مستعد لتوقيع اتفاق المعادن
وغادر زيلينسكي من دون توقيع اتفاق المعادن الذي طالب به ترامب لتعويض دافع الضرائب الأميركي عن المساعدات التي أرسلتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن.
وقال منذ ذلك الحين إنه مستعد لتوقيع الاتفاق. باعثا رسالة تصالحية تطرّق الرئيس الاميركي إليها خلال خطابه أمام الكونغرس الثلاثاء.
وقال كيث كيلوغ، المبعوث الأميركي الخاص إلى روسيا وأوكرانيا. الخميس إنه سيدعم استئناف المساعدات لأوكرانيا بمجرد توقيع رئيسها الاتفاق، مشيرا إلى أن القرار في النهاية يعود لترامب.
ونقلت شبكة “إن بي سي نيوز” عن مصادر لم تكشفها أنه من غير المرجح أن يتراجع ترامب عن اتفاق المعادن، بل سيسعى للتأكد من أن زيلينسكي مستعد لتقديم تنازلات لروسيا.
-
ترامب وزيلينسكي وصفقة المعادن.. ما وراء الكواليس؟
-
أوكرانيا تدعم “زيلينسكي الشجاع” وسط صدمة وغضب من الانتقادات
وتسابق القادة الأوروبيون لإيجاد طرق لتعويض المساعدات الأميركية، على الرغم من أن زيلينسكي نفسه قال إنه لا بديل من ضمانات واشنطن الأمنية في أي اتفاق مع روسيا.
وطوال هذا الوقت لم تتوقف روسيا التي غزت أوكرانيا قبل ثلاث سنوات عن ضرب أوكرانيا. بما في ذلك استهداف بنيتها التحتية للطاقة.
وهدد الرئيس الاميركي الجمعة بتشديد العقوبات على روسيا إذا لم تأت إلى طاولة المفاوضات.
وكان روبيو قد التقى الشهر الماضي نظيره الروسي سيرغي لافروف. بعد تجميد اللقاءات الرفيعة المستوى مع الروس خلال ولاية بايدن. وبحثا في التعاون الاقتصادي المستقبلي بين بلديهما في حال انتهاء الحرب.
وجرت هذه المحادثات في السعودية التي وضعت نفسها شريكا دبلوماسيا رئيسيا لترامب.
-
ترامب يهاجم زيلينسكي ويشير إلى نهاية الدعم الأمريكي لأوكرانيا
-
زيلينسكي يفجر ضجة بمزحة: التنحي مقابل انضمام أوكرانيا للناتو
وقالت الخارجية إن روبيو سيلتقي في جدة أيضا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
ويُتوقع أن يضغط ترامب بقوة من أجل اعتراف السعودية بإسرائيل، وهو احتمال يبدو بعيدا حتى وضع نهاية دائمة لحرب غزة، وهي أولوية ويتكوف عندما يزور المنطقة.
ثم يتوجه روبيو إلى كيبيك لحضور اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع. وقالت المتحدثة باسمه إنه سيعمل على “تعزيز المصالح الأميركية في السلام والأمن والتعاون الاستراتيجي والاستقرار العالمي”.
ولم تتطرق المتحدثة الى التوتر مع كندا التي سخر منها الرئيس الاميركي باعتبارها “الولاية الرقم 51” وفرض عليها رسوما جمركية. على الرغم من إلغائه جزئيا بعض الرسوم إثر تراجع الأسواق المالية.