السعودية تعوّل على دور ترامب في تخفيف التصعيد بين إسرائيل وإيران

قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود في دافوس الثلاثاء إنه لا يعتقد أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ستزيد من احتمالات اندلاع حرب بين إسرائيل وإيران، بينما تبذل جهود لنزع فتيل التوتر في المنطقة بعد عقد الدولة العبرية اتفاقيتين لوقف اطلاق النار مع حزب الله وحماس المدعومتان من طهران.
وشكلت هذه القضية مصدرا للخوف في الشرق الأوسط منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة الفلسطيني.
-
حرب بين إسرائيل وإيران تهدد استقرار المنطقة
-
إسرائيل وإيران في 2024: مواجهة مفتوحة تحت شعار النار بالنار
وأضاف الوزير خلال الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في سويسرا أنه يأمل في أن يقابَل نهج ترامب تجاه إيران باستعداد طهران للتعامل بشكل إيجابي مع الإدارة الأميركية ومعالجة قضية برنامجها النووي.
وقال “بشكل واضح، فإن أي حرب بين إيران وإسرائيل، أو أي حرب في منطقتنا، هو أمر يجب أن نحاول تجنبه قدر الإمكان” مضيفا “لا أعتقد أن الإدارة الأميركية الجديدة تسهم في خطر اندلاع الحرب. بل على العكس من ذلك، كان الرئيس ترامب واضحا تماما في أنه لا يحبذ الصراع”.
وتعتقد السعودية أنها ستكون متضررة اقتصاديا وأمنيا في حال عودة التهديدات بشن حروب بين اسرائيل وايران وذلك في ظل رغبة في تحقيق طفرة اقتصادية ضمن رؤية 2030 .حيث نجت المنطقة من حرب شاملة بين البلدين على خلفية حربي لبنان وغزة.
وقد تمكنت الرياض من استئناف علاقتها مع طهران بعد اتفاق لتطبيع العلاقات برعاية صينية في 2023 وهو ما فهم حينها أنه اخفاق من ادارة الرئيس الاميركي السابق جو بايدن. وفي المقابل تسعى ادارة ترامب حاليا لتوقيع اتفاق سلام بين الرياض وتل أبيب على غرار اتفاقيات سابقة بين الدولة العبرية ودول عربية وذلك على وقع توقف الحرب الاسرائيلية على غزة والذي كان أحد الشروط السعودية للمضي في الامر.
وتفاقمت مخاوف اندلاع حرب بين إسرائيل وإيران بعد أن قادت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) المدعومة من طهران هجوما على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما أدى إلى هجوم عسكري إسرائيلي جر حلفاء إيران. ومن بينهم جماعة حزب الله اللبنانية والحوثيين في اليمن، إلى مواجهة مع إسرائيل.
وشنت إسرائيل حربا مدمرة على حماس في غزة، وحزب الله في لبنان، مما أدى إلى تدمير البنية العسكرية لكلا الجماعتين، وتحطيم شبكة نفوذ إيران في الشرق الأوسط. وإسقاط تحالفات قوية مما أدى إلى الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، وهو حليف آخر لإيران.
-
تعرف على أسرار ترسانة إسرائيل وإيران النووية
-
“اللكمات الصاروخية” تتصاعد بين إسرائيل وإيران.. هل تقترب المواجهة من نهايتها؟
وبعد خمسة عشر شهرا من هجوم أكتوبر/تشرين الأول. تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
وكان الأمير فيصل يتحدث في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في سويسرا في حلقة نقاشية مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني. الذي ساعد في التوسط في اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال رئيس الوزراء القطري إن التدخل الحاسم لمبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف أحدث فارقا مهما وأدى إلى تقدم كبير في التوصل إلى الاتفاق.
وقال إنه يأمل أن تعود السلطة الفلسطينية للعب دور الحاكم في غزة بمجرد انتهاء الحرب مع إسرائيل. وإن سكان غزة وليس أي دولة أخرى هم الذين يجب أن يقرروا كيفية حكم القطاع.
ولم يخض الاتفاق بين إسرائيل وحماس في كيفية حكم غزة بعد الحرب.
-
إسرائيل وإيران.. سيناريوهات تصادمية قادمة
-
التصعيد بين إسرائيل وإيران.. هل سيكون فرصة للتنظيمات الإرهابية للانتشار بالمنطقة؟
ورفضت إسرائيل أي دور حاكم لحماس التي كانت تدير غزة قبل الحرب. لكنها عارضت بنفس القدر تقريبا حكم السلطة الفلسطينية وهي الهيئة التي أنشئت بموجب اتفاقيات أوسلو للسلام قبل ثلاثة عقود والتي تتمتع بسلطة حاكمة محدودة في الضفة الغربية.
وقال الأمير فيصل بن فرحان إن الحكومة السورية الجديدة ورثت دولة حطام بلا مؤسسات حقيقية وتحتاج إلى مساعدة دولية لإعادة البناء والبدء من الصفر.

وأضاف أنه “من الضروري المشاركة والتحلي بالصبر وتقديم الدعم الفعال للإدارة في دمشق بمد يد المساعدة”.
-
تنسيق بين حزب الله وإيران لمواجهة اجتياح إسرائيلي محتمل لجنوب لبنان
-
ترامب يفرض عقوبات على المستوطنين: تأثيرات على إسرائيل والضفة
وقال الوزير إن رفع العقوبات المفروضة على سوريا بسبب تصرفات حكومة الأسد السابقة سيكون خطوة محورية إلى الأمام. وأضاف أنه يتعين اتخاذ إجراءات أخرى بعد أن منحت الولايات المتحدة وأوروبا بعض الإعفاءات.
ومضى يقول “سوريا دولة محطمة في حاجة ماسة إلى إعادة الإعمار. وكلما بكرنا في المشاركة وقدمنا مزيدا من الدعم، كلما زادت فرص نجاح الانتقال واستقراره”.
وقال الشيخ محمد، رئيس الوزراء القطري. إن عودة ترامب إلى البيت الأبيض تقدم فرصا كبيرة للتعاون، مؤكدا على إمكان العمل معا لتحويل الشرق الأوسط إلى منطقة استقرار وأمن.
-
إيران تكشف عن قاعدة صاروخية تحت الأرض استخدمتها في هجوم على إسرائيل
-
أمريكا تختبر قدراتها العسكرية على وقع التصعيد بين إسرائيل وإيران
وأضاف “فكرة الرئيس ترامب برمتها عن جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى مهمة جدا. نريد نحن أيضا أن نرى الشرق الأوسط عظيما مرة أخرى”.
وقال الأمير فيصل إنه سيزور لبنان في وقت لاحق من هذا الأسبوع، وهي أول زيارة من نوعها منذ أكثر من عشر سنوات.
وابتعدت المملكة عن لبنان لسنوات بسبب النفوذ القوي لجماعة حزب الله المدعومة من إيران على شؤون الدولة.
وقال الأمير فيصل إن انتخاب رئيس لبناني بعد فراغ طويل في المنصب أمر إيجابي. لكن السعودية بحاجة إلى رؤية إصلاحات حقيقية حتى تزيد انخراطها هناك.