السودان.. الإخوان هل يصبحون تجارًا في الأزمة؟
وضى كبيرة وأزمات متصاعدة يشهدها السودان خلال هذه الفترة، إثر الاشتباكات الحادة بين قوات الجيش السوداني برعاية عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع برعاية محمد حمدان دقلو، وهو ما جعل المتمردين والتنظيمات الإرهابية وجماعة الإخوان الإرهابية.
ومنذ ما يقرب من أسبوعين شهدت السودان اشتباكات دامية بين الطرفين، وتصاعد بشأن المخطط المقترح لانتقال البلاد إلى الحكم المدني، وجماعة الإخوان الإرهابية استغلت الأوضاع للعودة من جديد على ساحة الدولة الإفريقية.
استغلال الإخوان للأزمة
الإخوان الإرهابية تسعى للعودة إلى السلطة، مرة أخرى، وهناك طرق خبيثة في التكتيك الخاص بهم فهي طرق لا تدرك أبداً أن سعيها ذاك فاسد وسيحيق به الخراب لا محالة. ولكنها تدرك تماماً أن لديها تكتيكات مجربة في استغلال مناخ الخراب الحاضن لهم.
ومن أهم الأساليب الشعبوية التي يستخدمها الإخوان في خداع البسطاء، تضليلهم برفع الشعارات العامة وتخويفهم بما يخافون منه حقاً. وذلك بالضرب على وتر الخوف على الدين من العلمانيين الذين لن يطبقوا الشريعة الإسلامية. وكذلك عبر تخزين المواد الغذائية في ظل أزمة ضربت السودان والشعب بلا مياه أو طعام أو أدوية، وهو ما ستوفره الجماعة للشعب.
ولكن في الواقع ما تقوم به جماعة الإخوان الإرهابية حسب الرصد السوداني ما هو إلا عمليات تخريب واسعة. ونهب على منازل المواطنين ومقار الشركات والمصانع.
المحطة الأهم للتنظيم
وفي بيان رسمي أكدت قوات الدعم السريع على التحذير من محاولات إعادة سيناريو التكسب بقطع الخدمات الضرورية كالكهرباء والمياه عن المواطنين فعل إجرامي قديم ظل الانقلابيون وقوى الظلام يمارسونه منذ وقت بعيد في مثل هذه الظروف وإلصاق التهم بالآخرين”.
السودان المحطة الأهم للتنظيم، وكان يأتيها الدعم المالي واللوجستي من قِبل قيادة الجماعة في عدد من البلدان. وتفرغ شباب التنظيم للتدريب على العمل العسكري والاستفادة من الأجواء. التي وفرها النظام السياسي في السودان في ذلك الوقت تحت قيادة الرئيس المخلوع عمر البشير.
وهو ما تهتم به الجماعة حاليًا من تحقيق مكاسب على الأرض نتيجة الصراع بين القوتين وأيضا عدم تواجد الشرطة في الشوارع. وهو ما فتح الباب لهم للاتجار بعودتهم من جديد على الساحة مقابل توفير الغذاء والماء.
الأزمة السودانية ليست وليدة اليوم والإخوان ترعى الفوضى
وقال طارق البشبيشي خبير الشؤون الإسلامية: إن أزمة السودان ليست وليدة اليوم، فهي أزمة ممتدة منذ ما يزيد عن ثلاثة عقود بعد انقلاب الإخواني حسن البشير وحليفه الإخواني حسن الترابي.
وأضاف كانت سرقتهم للسلطة في السودان وبالاً على هذا البلد العريق، فقد جاءوا بأجندة متطرفة ضج منها الشعب السوداني وتسببت في تقسيم السودان بين شمال وجنوب.
وتابع: فقد تسببت جماعة الإخوان الإرهابية في تمرد دارفور، حيث قد ساءت الأحوال الاقتصادية في بلد يعتبر سلة غذاء العالم، ولديه ثروات طبيعية هائلة ولكن أضاعها الإخوان بتعصبهم وأجندتهم المجنونة.
كما أشار البشبيشي إلى أن للرئيس الإخواني ميليشيات مسلحة من قطاع الطرق والمرتزقة يحتمي بها إذا تمرد الشعب عليه بقيادة المتمرد حميدتي. ومن هذه الأسباب الرئيسية فيما آلت إليه الأمور في السودان الآن، مشيرا إلى أنه منذ شهور وهم يدقون الأسافين والوقيعة بين الجيش وبين هذه الميليشيات المتمردة.
فيما أكد البشبيشي أن الفوضى بلا شك تكون في صالحهم بعد انهيار سلطتهم في السودان عام 2019، كما أن أي استقرار يشهده السودان لن يكون في صالح الإخوان.