اخترنا لكم

السودان.. الخيارات والمآلات


التحرك العسكري، الذي قام به رئيس مجلس السيادة، في السودان، يضع الجميع أمام سيناريوهات بعضها قاتم وبعضها يضيء الطريق.

إذ يمهد ما جرى لإصلاح مسار السودان نحو غاية أعظم ومستقبل مستنير، بعد أن خيّم على البلاد ظلام لأكثر من ربع قرن.

الخيارات، التي تفرضها المرحلة الحالية على الشعب السوداني، تتركز في محافظته على إجراءاته السلمية، للخروج من دائرة التحركات العسكرية وردّات الفعل تجاهها، والتي لا يدفع ثمنها غير الشعب ومستقبل السودان، أما خيار عودة المدنيين، “قوى الحرية والتغيير”، للحكم، فهو خيار سيرفضه الشارع السوداني حاليا، طبقا لمبدأ عدم مواءمة مصلحة السودان للمصالح الحزبية والشخصية في مرحلة البحث عن مصير.

يقودنا هذا الحديث إلى خيار الشارع السوداني، الذي يرغب في تحقيقه منذ سنوات طويلة، وهو واضح ومستقيم وسيحقق تطلعات شبابه، الذين خرجوا للشوارع، ولهؤلاء نقول إنه وجب العمل على توحيد الصفوف والأفكار لتصبح دستورا يسطر خريطة  المرحلة المقبلة، لاختيار مَن يمثل الشعب حق تمثيل ويحفظ حقوقه في حياة آمنة ومزدهرة.

انتخاب شخصيات حريصة على مستقبل واستقرار السودان يمثل قوة لأقاليمه المختلفة، وربما أصبحت هذه الشخصيات نواة لحكومة مدنية يتم تشكيلها بعد التوافق عليها من كل أطياف المجتمع السوداني ومكوناته، فيما وجب إبعاد الأحزاب الحالية عن الساحة نهائياً ليصبح المجال مهيأ لهذه الكوادر لاحقاً للمشاركة في الانتخابات، حال كوّنت نفسها وقدمت رؤية وخططا واضحة لمستقبل سياسي واقتصادي واجتماعي للسودان، كما وجب عدم مشاركة الأحزاب السياسية الحالية بأي ترشيح لمناصب سياسية في الحكومة، التي سيتم تشكيلها.

وهناك نقطة مهمة ينساها كل من تولى السلطة في السودان عبر تاريخه، وهي مشاركة ولايات السودان جميعها في الحكم والسلطة، لذا يجب تكثيف العمل في كل ولاية لاختيار من يمثلها من الولاية نفسها، ليصبح عضواً في المجلس التشريعي بصورة مباشرة، بإلاضافة إلى عضو آخر ترشحه الولاية ليمثلها في المجلس التشريعي ليصير عضوًا دائمًا لهذه الولاية.

الاتكال على شخصيات بعينها وتكرار ظهورها هو ما أوصل السودان إلى هذا المنحنى الخطير، وقد حان الوقت للشباب لتولي قيادة حكومة سودانية خلال المرحلة المقبلة دون تدخل من أي مكوّن، باستثناء حماية توفرها القوات المسلحة السودانية، التي تلتزم واجبها تجاه الوطن لتجاوز الصعوبات وإيصال البلاد إلى بر الأمان.

على الأحزاب السودانية كافة الانحياز لخيار الشعب أيا كان، والعمل على تجهيز نفسها لما بعد الفترة الانتقالية وتنظيم صفوفها وترتيب أوراقها للانتخابات، التي سيتم تنظيمها لاحقاً، لنطمح حينئذ بسودان يسَع الجميع ويضع الماضي خلفه ويفتح أحضانه لشبابه، لنخلق جيلاً واعياً ومستنيراً يحقق التنمية والازدهار والرخاء لشعب حُرم لسنوات من مقومات الحياة الكريمة، رغم امتلاكه كل المقومات، التي تحقق له ذلك.

نقلا عن العين الإخبارية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى