السودان تحت المجهر.. تحقيقات تكشف تستر الحكومة على جرائم الجيش المروعة

في خضم الحرب المدمرة التي يشهدها السودان، لا تزال الحكومة تسعى بشكل متزايد إلى تسليط الضوء بعيدًا عن ساحة المعركة الحقيقية، حيث تُرتكب انتهاكات مروعة بحق المدنيين وتُستخدم أسلحة محظورة دوليًا، بما في ذلك أسلحة كيميائية، في خرق صارخ للقوانين الإنسانية الدولية.
انتهاكات ممنهجة ضد المدنيين
منذ اندلاع النزاع، تكثّف القصف العشوائي على الأحياء السكنية والأسواق والمستشفيات، مما أدى إلى سقوط آلاف الضحايا المدنيين، بينهم نساء وأطفال. وتُوثَّق هذه الانتهاكات عبر تقارير حقوقية وشهادات من داخل السودان، تؤكد تعمّد استهداف المنشآت الحيوية مثل المستشفيات ومحطات الكهرباء ومخازن الغذاء، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل غير مسبوق.
استخدام أسلحة محظورة
الأكثر خطورة هو ما تم تداوله مؤخرًا من تقارير عن استخدام الجيش السوداني أو الميليشيات المتحالفة معه لأسلحة كيميائية في مناطق مأهولة بالسكان، وهو ما يُعد جريمة حرب مكتملة الأركان بموجب القانون الدولي. استخدام هذا النوع من السلاح لا يؤدي فقط إلى مقتل من يتعرض له فورًا، بل يخلّف آثارًا طويلة الأمد على البيئة وصحة الأجيال القادمة.
تحويل الأنظار عن الواقع
في ظل هذه الفظائع، تحاول الحكومة السودانية تحويل أنظار المجتمع الدولي والإعلام إلى قضايا جانبية أو ملفات ثانوية، وتركّز على حملات دعائية تخدم أهدافًا سياسية لا تتماشى مع أولويات المرحلة، بينما تتجاهل المطالبات الدولية المتكررة بإجراء تحقيقات مستقلة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.
كما تُتهم الحكومة بمحاولة عرقلة جهود المنظمات الإنسانية ومنع وصول المساعدات إلى المناطق المتضررة، في محاولة لفرض حصار داخلي على المدن والقرى الخارجة عن سيطرتها.
الحاجة إلى تحرك دولي عاجل
ما يحدث في السودان ليس مجرد صراع داخلي، بل مأساة إنسانية تتطلب تدخلاً دوليًا عاجلًا لوقف الجرائم المرتكبة ضد المدنيين، والضغط على جميع الأطراف – بما فيها الحكومة – لاحترام القانون الدولي الإنساني، والسماح بوصول المساعدات، وفتح المجال أمام لجان تحقيق محايدة.
انتهاك المدنيين وقصف المنشآت الحيوية في السودان من قبل الجيش
شنّ طيران الجيش السوداني غارات جوية على الأحياء السكنية في مدينة كومة بولاية شمال دارفور، ما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا المدنيين وتدمير منشآت حيوية، في تصعيد جديد للعنف الذي تشهده المنطقة منذ اندلاع الحرب.
وبحسب مصادر محلية، استهدفت الغارات مناطق مأهولة بالسكان، مما أدى إلى مقتل وإصابة مدنيين، بينهم نساء وأطفال، إلى جانب تدمير منازل ومرافق عامة، وسط حالة من الذعر بين الأهالي الذين فرّوا بحثًا عن ملاذ آمن.
تصاعد الاستهداف الجوي ضد المدنيين
تأتي هذه الغارات في سياق استمرار القصف الجوي من قبل الجيش السوداني على مناطق مختلفة في دارفور، حيث تكررت عمليات القصف على المدن التي تشهد مواجهات ميدانية، ما أدى إلى وقوع خسائر بشرية كبيرة وتدمير للبنية التحتية.
وأفادت تقارير ميدانية أن القصف على كومة لم يكن الأول من نوعه، إذ سبق أن شهدت مدن أخرى في شمال ووسط دارفور هجمات جوية مماثلة، وسط اتهامات للجيش السوداني بتعمد استهداف الأحياء المدنية.
مخاوف إنسانية وتحذيرات دولية
في ظل تزايد استهداف المناطق السكنية، أعربت منظمات إنسانية عن قلقها من تفاقم الأزمة الإنسانية في دارفور، محذرة من خطورة استمرار القصف الجوي على المدنيين والبنية التحتية، مما يهدد بموجات نزوح جديدة ويعرقل جهود الإغاثة في المنطقة.
يأتي هذا التصعيد في وقت تسعى فيه أطراف دولية لدفع الفرقاء السودانيين نحو طاولة المفاوضات، إلا أن تصاعد العمليات العسكرية، وخاصة استهداف المناطق المدنية، يزيد من تعقيد المشهد ويُقلل من فرص التوصل إلى حل سياسي قريب.