سياسة

السودان.. صراع محتدم على قاعدة جوية جنوبي الخرطوم


تضارب ساد الأنباء الواردة من السودان بشأن مصير قاعدة النجومي الجوية جنوبي العاصمة الخرطوم.

فبينما أعلنت قوات الدعم السريع السودانية السيطرة على قاعدة النجومي الجوية جنوبي العاصمة الخرطوم، نفت قوات الجيش الأمر مؤكدة أنها صدت هجوما من “الدعم السريع” على المنطقة.

وقالت مصادر عسكرية في قوات الدعم السريع إن قواتهم بسطت سيطرتها بالكامل صباح اليوم الإثنين، على قاعدة “النجومي” الجوية، ومركز الشرطة، وخزان جبل أولياء التاريخي وكامل محيط المنطقة الواقعة جنوبي الخرطوم.

وبحسب شهود عيان تحدثوا لـ”العين الإخبارية”، فإن قوات الدعم السريع، بسطت سيطرتها على القاعدة الجوية، بعد اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة مع قوات الجيش.

وطبقا للشهود، فإن القصف العشوائي أدى إلى تصاعد ألسنة اللهب والدخان في سماء المنطقة، وهروب المدنيين إلى المناطق الآمنة.

وذكرت غرفة طوارئ مدينة جبل أولياء أن المنطقة شهدت معارك عنيفة، عقب مهاجمة قوات من الدعم السريع للأحياء الجنوبية لمدينة جبل أولياء.

وقالت قوات “الدعم السريع” ليل الأحد، أنها فرضت سيطرتها على قاعدة “النجومي” الجوية وتتقدم لحسم مواقع “الفلول” بمنطقة جبل أولياء.

ونشرت الصفحة الرسمية لقوات الدعم السريع على منصة “إكس” للتواصل الاجتماعي (تويتر سابقا) مقاطع فيديو لعدد من جنودها وهم يتجولون داخل موقع عسكري به دبابات وطائرات تابعة للجيش السوداني، وقالت إنها قاعدة “النجومي” الجوية بمدينة جبل أولياء، التي تبعد نحو 45 كيلومترا جنوب الخرطوم، وهي متاخمة لولاية النيل الأبيض.

في الوقت ذاته، قالت صفحات تابعة للجيش السوداني، إن القوات المسلحة تصدت لهجوم كبير من قوات الدعم السريع استهدف مواقع الجيش الحصينة في جبل أولياء.

وفي وقت لاحق ليل الأحد، قال المتحدث باسم الجيش العميد نبيل عبد الله في تصريحات إعلامية، إن قوات الدعم السريع حاولت الهجوم على الجيش بجبل أولياء و”تم دحرهم”.

وأضاف أنه “لا صحة لما روجته قوات الدعم السريع من احتلال قاعدة النجومي أو حتى مجرد الاقتراب منها، وقواتنا تصدت للعدو ودحرته وتراجع متكبداً خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.”

وفي 2016 افتتح الرئيس المعزول عمر البشير، قاعدة “النجومي” الجوية لانطلاق الطائرات الحربية والمشاركة في العمليات القتالية ضد التمرد في ولايات دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق.

تدهور مريع

وحسب الشهود، فإن مدينة بحري شمالي العاصمة الخرطوم، شهدت أيضا اشتباكات عنيفة صباح اليوم الإثنين، بالأسلحة الثقيلة والخفيفة ما أدى تصاعد ألسنة اللهب والدخان.

وقال المواطن السوداني أسعد عبد المنعم، إن مدينة بحري ظلت تتعرض للقصف العشوائي المستمر، مع انقطاع مستمر للتيار الكهربائي والمياه.

وأضاف عبد المنعم لـ”العين الإخبارية”: “نعيش أوضاعا إنسانية كبيرة جراء شح المواد الغذائية والأدوية، والمرضى يعانون داخل المستشفى نسبة للنقص الحاد في الكوادر الطبية والأدوية والمياه.”

وتشهد مدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، اشتباكات جديدة بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي والمياه.

وقالت المواطنة السودان مشاعر عثمان، إن الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، أدت إلى توقف الحياة تماما في أم درمان.

وأضاف لـ”العين الإخبارية” أن “المرضى يعانون داخل المستشفى نسبة للنقص الحاد في الكوادر الطبية والأدوية والمياه.”

أوضاع دارفور

وتسببت الاشتباكات المستمرة منذ أكثر من 7 أشهر بشلل في الخدمات الأساسية في إقليم دارفور، غربي البلاد.

وفي غضون الأيام الماضية أحكمت قوات “الدعم السريع” قبضتها على ولايات جنوب وغرب ووسط دارفور، وأعلنت عزمها عبر تصريحات متتالية السيطرة على ولايتي شمال وشرق دارفور، لتصبح ولايات دارفور الـخمس تحت حكمها.

وقالت المواطنة السودانية آمنة هارون، إن الأوضاع في مدينة الجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور، ليست جيدة، بعد فرار المواطنين إلى دولة تشاد المجاورة.

وأضافت لـ”العين الإخبارية” أن المدينة تعاني شح الخدمات الضرورية من الكهرباء والمياه والأدوية المنقذة للحياة.

قلق أممي

وأعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عن قلقها العميق إزاء التطورات مع تصاعد وتيرة القتال في دارفور.

وذكرت المفوضية في بيان اطلعت عليه “العين الإخبارية”، إن أكثر من 8 آلاف شخص اضطروا للعبور إلى دولة تشاد المجاورة خلال الأسبوع الماضي وحده.

ورجحت أن ذلك أقل من العدد الفعلي نظرا للتحديات المرتبطة بتسجيل الواصلين الجدد، وأعلنت استعدادها مع الحكومة والشركاء الميدانيين لاستقبال مزيد من اللاجئين مع استمرار الصراع في السودان.

كما تشهد مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور، استقرارا بعد إعلان قوات “الدعم السريع” السيطرة على عليها.

وذكرت قوات “الدعم السريع” في بيان مقتضب اطلعت عليه “العين الإخبارية” أن غرفة التجارة بالمدينة بدأت حملة لنظافة سوق نيالا الكبير.

وقال المواطن السوداني عبد الرحمن أحمد، إن الحياة بدأت تعود إلى طبيعتها بعد المعارك التي اندلعت مؤخرا بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع“، وإعلان الأخيرة استلامها والإشراف على الأوضاع ميدانيا.

وأضاف أحمد لـ”العين الإخبارية”، أن الحياة بدأت تعود تدريجيا إلى مفاصل المدينة خاصة في الأسواق والمساجد، والمستشفيات.

وأسفرت الاشتباكات الدائرة منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلوحميدتي” حتى الآن عن سقوط أكثر من 10 آلاف قتيل وفقا لمنظمة “اكليد” المعنية بإحصاء ضحايا النزاعات، بالإضافة إلى نزوح ولجوء أكثر من 6 ملايين سوداني، وفق الأمم المتحدة.

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى