السودان وإيران يستأنفان العلاقات الدبلوماسية.. التفاصيل
بعد مرور 7 أعوام على قطعها، و3 شهور على لقاء بين وزيري خارجية البلدين، أعلن السودان الإثنين أنّه سيستأنف العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وقالت الخارجية السودانية في بيان: إنّ قرار استئناف العلاقات جاء بعد عدد من الاتصالات رفيعة المستوى بين البلدين، وإنّه سيخدم مصالحهما المشتركة.
ولم يصدر بيان حتى الآن من إيران، لكنّ وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان قال في يوليو: إنّ البلدين يعملان على استئناف العلاقات، بعد لقائه مع القائم بأعمال وزير الخارجية السوداني علي الصادق في باكو.
وفي يوليو الماضي بدأت أولى خطوات تطبيع العلاقات بين الدولتين الحليفتين السابقتين، والتقى وزير الخارجية السوداني علي الصادق ونظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، على هامش “قمة مجموعة دول عدم الانحياز”، التي عقدت في العاصمة الأذربيجانية باكو.
وأعلن وقتذاك أنّ البلدين يبحثان في سبل استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الخرطوم وطهران على الفور، وإنهاء الخصومة الدبلوماسية التي استمرت عدة أعوام، وإنهاء ما سمّاه الطرفان “سوء التفاهم“، من أجل تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية.
ويشير مراقبون إلى أنّ هذا التغيير في توجهات السياسة الخارجية السودانية قد يكون سعياً من جانب البرهان للحصول على دعم في مواجهة خصمه قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو.
وكانت الخرطوم قد بدأت اتصالات من أجل إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في 2020، ممّا أدى إلى حصول البلاد على مساعدات مالية أمريكية، بعد أن ظلت لأعوام طويلة معزولة من جانب المجتمع الدولي، وعلى اللائحة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب.
وترجع العلاقات بين الإسلاميين السودانيين والحكومة الإيرانية إلى عام 1979 عقب انتصار “الثورة الإيرانية“، وظلت العلاقات متينة لكنّها توترت إبّان الحرب العراقية ـ الإيرانية، إثر مشاركة الجيش السوداني بقوات قاتلت إلى جانب العراق.
وشهدت العلاقة تطوراً لافتاً بعد انقلاب 30 يونيو 1989، الذي نفذه الحليف التقليدي لإيران “الحركة الإسلامية” بقيادة حسن الترابي على الحكم. وإثر ذلك تطورت علاقات البلدين بشكل لافت لاعتبارات إيديولوجية وسياسية، وأسهمت إيران في مقاومة الحصار المفروض على النظام الحاكم في السودان، وزودته بالوقود والسلاح وتدريب الجيش.
كما شاركت إيران في التصنيع الحربي السوداني، وظهر التنسيق التسليحي بين البلدين بجلاء بعد قصف الطيران الحربي الإسرائيلي لـ “مصنع اليرموك العسكري” في 2012، وزعمت جهات إسرائيلية أنّ أسلحة إيرانية يعاد إنتاجها فيه، ويتم تهريبها إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس عبر سيناء المصرية.