السيسي يزور تركيا للمرة الأولى: خطوة لدفع المصالحة المتعثرة
قام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأول زيارة تاريخية إلى تركيا، في خطوة تهدف إلى دفع عجلة المصالحة المتعثرة بين البلدين. هذه الزيارة تمثل تطورًا مهمًا في العلاقات الثنائية بعد سنوات من التوتر والقطيعة الدبلوماسية
استقبل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الأربعاء في أنقرة نظيره المصري عبدالفتاح السيسي في زيارة غير مسبوقة تهدف الى المصالحة بعد عقد من القطيعة بين البلدين. وأظهرت صور نشرتها الرئاسة التركية إردوغان وهو يصافح الرئيس المصري عند نزوله من الطائرة.
وعبر السيسي عن سعادته البالغة بزيارته الأولى إلى تركيا، ولقائه بنظيره التركي حيث قال في تغريدة على حسابه بمنصة اكس “أعرب عن سعادتي البالغة بزيارتي الأولى للجمهورية التركية، ولقائي أردوغان، حيث تجمع بين دولتينا العريقتين علاقات تاريخية وشعبية متأصلة الجذور كما تربطهما علاقات سياسية قوية منذ تأسيس الجمهورية التركية على يد الزعيم المؤسس مصطفى كمال أتاتورك”.
وأضاف “ولعل زيارتي اليوم، ومن قبلها زيارة الرئيس أردوغان للقاهرة، تعكس الإرادة المشتركة لبدء مرحلة جديدة من الصداقة والتعاون بين مصر وتركيا، استنادا لدورهما المحوري في محيطهما الإقليمي والدولي، وبما يلبي طموحات وتطلعات شعبينا الشقيقين”.
أعرب عن سعادتي البالغة بزيارتي الأولى للجمهورية التركية، ولقائي مع فخامة الرئيس “رجب طيب أردوغان“، حيث تجمع بين دولتينا العريقتين علاقات تاريخية وشعبية متأصلة الجذور، كما تربطهما علاقات سياسية قوية منذ تأسيس الجمهورية التركية على يد الزعيم المؤسس “مصطفى كمال أتاتورك”، ولعل زيارتي…
— Abdelfattah Elsisi (@AlsisiOfficial) September 4, 2024
وتأتي زيارة الرئيس المصري لتركيا بعد زيارة أردوغان إلى القاهرة في فبراير/شباط، وهي أول زيارة له إلى مصر منذ عام 2012، متخذا خطوة كبيرة نحو إعادة بناء العلاقات التي توترت بشدة على مدى عقد من الزمن.
وقال مكتب الاتصال بالرئاسة التركية في بيان أمس الثلاثاء “سيتم استعراض العلاقات التركية المصرية في جميع جوانبها ومناقشة الخطوات المشتركة الممكنة في الفترة المقبلة لمواصلة تطوير التعاون”.
-
بعد 10 أعوام من القطيعة.. مصر وتركيا تعيدان تبادل السفراء
-
أنقرة تبلغ القنوات المصرية في تركيا بوقف انتقاد السلطة في مصر
وأضاف البيان “بالإضافة إلى العلاقات الثنائية سيجري تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والعالمية الراهنة، وخاصة الهجمات الإسرائيلية على غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة”.
وقالت الرئاسة المصرية في بيان اليوم الأربعاء “زيارة السيد الرئيس التاريخية لتركيا تمثل محطة جديدة في مسار تعزيز العلاقات بين البلدين، وللبناء على زيارة الرئيس أردوغان التاريخية لمصر في فبراير/شباط الماضي، وتأسيسا لمرحلة جديدة من الصداقة والتعاون المشترك بين البلدين، سواء ثنائيا أو على مستوى الإقليم الذي يشهد تحديات جمة تتطلب التشاور والتنسيق بين البلدين”.
-
محلل: استئناف العلاقات الكاملة بين القاهرة وأنقرة يمثل ضربة قاصمة لجماعة الإخوان الإرهابية
-
بعد عقد من القطيعة.. أردوغان والسيسي يتفقان على فتح صفحة جديدة
وأضافت أن اجتماعات السيسي في تركيا ستتناول “سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية في مختلف المجالات، إضافة إلى تبادل الرؤى إزاء القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وعلى رأسها جهود وقف إطلاق النار بقطاع غزة وإنهاء المأساة الإنسانية بالقطاع وخفض التصعيد في الشرق الأوسط”.
ومن المنتظر أن يعقد الرئيسان مؤتمرا صحفيا مشتركا في الساعة الخامسة مساء (1400 بتوقيت غرينتش).
وانهارت العلاقات بين أنقرة والقاهرة في عام 2013 بعدما أعلن قائد الجيش المصري آنذاك السيسي عزل الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين إثر احتجاجات شعبية على حكمه الذي استمر عاما واحدا. وكان مرسي حليفا لتركيا ويوصف بأنه أول رئيس مصري منتخب ديمقراطيا.
وزار مرسي تركيا حين كان رئيسا في عام 2012.
وبدأت العلاقات بين البلدين في التحسن في عام 2020 عندما أطلقت أنقرة حملة دبلوماسية لتخفيف التوترات مع قوى منافسة لها بالمنطقة، بما في ذلك الإمارات والسعودية ومصر.
وفي العام الماضي، تبادلت تركيا ومصر تعيين السفراء. وأعلنت أنقرة أنها ستزود القاهرة بطائرات مسيرة مسلحة. وقال أردوغان في القاهرة إن البلدين يريدان تعزيز التجارة إلى 15 مليار دولار في الأمد القريب من 10 مليارات دولار.
وقالت وكالة الأناضول التركية للأنباء المملوكة للدولة إن البلدين سيوقعان نحو 20 اتفاقية لتعزيز العلاقات التجارية والتعاون في مجالات الطاقة والدفاع والسياحة والصحة والثقافة والتعليم. وأضافت أن من المقرر أيضا توطيد التعاون في مجالي الطاقة المتجددة والغاز الطبيعي المسال.
-
تركيا والعودة إلى المسار الأمريكي نحو سوريا
-
تركيا والجماعة الإرهابية..علاقة معقدة مما تراه العين المجردة
وأرسلت تركيا، التي تندد بإسرائيل بسبب حربها في قطاع غزة، آلاف الأطنان من المساعدات إلى مصر من أجل الفلسطينيين وأشادت بالجهود الإنسانية التي تبذلها القاهرة ودورها كمفاوض في محادثات وقف إطلاق النار.