الشرق الأوسط

الشرق الأوسط على صفيح ساخن.. تصاعد التوتر بعد شهرين من الهدوء


قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، اليوم الثلاثاء، إن الضربات التي نُفّذت في غزة ليلا لم تكن “هجوما ليوم واحد”.

إعلان ساعر يعني على الأرجح عودة الحرب في غزة، الأمر الذي من شأنه فتح جبهات عدة، واحدة مؤكدة فيما الأخرى محتملة.

وأوضح الوزير الإسرائيلي في كلمة خلال اجتماع مجلس مديري اللوبي الأمريكي المؤيد لإسرائيل “لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية التوجيهية” (أيباك) وفق بيان لمكتبه “لقد قصفنا أهدافا لحماس وأهدافا إرهابية أخرى في غزة. هذا ليس هجوما ليوم واحد. سنواصل العملية العسكرية في الأيام المقبلة”.

لكن تصريحات ساعر قاطعتها أصوات صافرات الإنذار في جنوب إسرائيل.

وشنت جماعة الحوثي في اليمن هجوما صاروخيا على جنوب إسرائيل، كما تعهدت في السابق باستئناف ضرباتها في حال عودة الحرب إلى القطاع.

أطلقت صفارات الإنذار مساء الثلاثاء في مدن عدة بجنوب إسرائيل، في حين أفاد الجيش الإسرائيلي بأنه تم تفعيلها إثر إطلاق مقذوف من اليمن.

ودوت الصفارات خصوصا في بئر السبع والعديد من قرى النقب بحسب الدفاع المدني. وأورد الجيش في بيان مقتضب أن هذا الأمر حصل “بعد إطلاق مقذوف من اليمن” في أول هجوم مصدره البلد المذكور منذ بدء الهدنة في غزة في 19 يناير/كانون الثاني. وجاء بعد سلسلة ضربات إسرائيلية كثيفة على قطاع غزة.

ودخلت الهدنة في غزة حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، وقاطعتها بين الحين والآخر ضربات إسرائيلية محدودة، لكن تلك الفترة شهدت عمليات عسكرية في الضفة الغربية.

عبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن “صدمته” إزاء تجدد الضربات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة داعيا إلى احترام وقف إطلاق النار، بحسب ما أفاد ناطق باسم الأمم المتحدة.

وقال المتحدث رولاندو غوميز، في مؤتمر صحفي في جنيف، إن “الأمين العام يشعر بالصدمة حيال الضربات الجوية الإسرائيلية في غزة.. يناشد بقوة احترام وقف إطلاق النار وإعادة إفساح المجال للمساعدات الإنسانية من دون عراقيل وإطلاق سراح من تبقى من الرهائن بشكل غير مشروط”.

وقال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر، في مداخلة بالفيديو خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي: “الليلة الماضية، تحققت أسوأ مخاوفنا. استؤنفت الضربات الجوية في أنحاء قطاع غزة، مع تقارير غير مؤكدة عن مئات القتلى… يعيش سكان غزة مرة أخرى في خوف مروع”.

وشدد فليتشر على أن “الحصار التام على المساعدات التي ستنقذ أرواحا والسلع الأساسية والتجارية ستكون له تداعيات مدمرة على سكان غزة الذين ما زالوا يعتمدون على تدفق المساعدات بشكل مستقر”.

وأضاف “مع عزل غزة مرة أخرى، تقلصت قدرتنا على تقديم المساعدات والخدمات الأساسية”، مشيرا إلى أن القوافل عند معبر كرم أبوسالم لا يمكنها العبور و”يصبح الطعام فاسدا وتنتهي صلاحية الأدوية”.

وأضاف أنه خلال 42 يوما من وقف إطلاق النار، قبل الحصار الجديد، “أثبتنا أنه بوجود تفويض، يمكننا تقديم المساعدة بالحجم اللازم”.

وفي غضون ذلك، قالت مصادر أمنية لبنانية إن الهجمات الإسرائيلية المتصاعدة في جنوب لبنان أسفرت عن مقتل خمسة من أعضاء جماعة حزب الله خلال الأيام القليلة الماضية مما يؤكد هشاشة وقف إطلاق النار المدعوم من الولايات المتحدة.

وشكلت الحرب بين إسرائيل وحزب الله في لبنان أعنف التداعيات لحرب غزة التي امتدت لشهور عبر الحدود قبل أن تتصاعد إلى هجوم إسرائيلي مدمر قضى على قيادة الجماعة المدعومة من إيران والكثير من مقاتليها ودمر جزءا كبيرا من ترسانتها.

ورغم أن وقف إطلاق النار أدى إلى خفض العنف بشكل كبير، يتبادل الطرفان الاتهامات بالتقصير في تنفيذه بالكامل. وتقول إسرائيل إن حزب الله لا يزال يمتلك بنية تحتية في الجنوب، في حين يقول لبنان وحزب الله إن إسرائيل تحتل بعض الأراضي في لبنان بعدم انسحابها من خمسة مواقع على قمم تلال.

وأفاد الجيش الإسرائيلي باستهداف خمسة من حزب الله في ثلاث هجمات منفصلة بجنوب لبنان منذ 15 مارس/آذار.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف في هجوم يوم الأحد اثنين من حزب الله “كانا يهمان بأعمال استطلاع وتوجيه عمليات إرهابية في منطقتي ياطر وميس الجبل جنوب لبنان”.

ولا يزال من غير المعروف ما إذا كان حزب الله يمكن أن يستأنف ضرباته على إسرائيل أم أنه سيلتزم بمقررات الهدنة فيما يعاني من جراح عميقة، ويفتح جبهة أخرى على الحدود مع سوريا.

ويقضي اتفاق وقف إطلاق النار، الذي جرى التوصل إليه بدعم أمريكي في نوفمبر/تشرين الثاني، الماضي بنزع سلاح حزب الله من الجنوب وانسحاب القوات الإسرائيلية مع انتشار الجيش اللبناني في المنطقة.

كما تقصف إسرائيل مواقع للجيش السوري، وتقوم بعمليات توغل خاطفة.

قال الجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء إن سلاح الجو هاجم قبل قليل مدافعَ “شكلت تهديدا” لإسرائيل في جنوب سوريا.

وهاجم الجيش الإسرائيلي مدافع في منطقة خان أرنبة بجنوب سوريا، مؤكدا أنه “لن يسمح بوجود تهديد عسكري في منطقة جنوب سوريا وسيعمل ضده”.

ونقلت إسرائيل قواتها إلى عدد من المواقع في الأراضي السورية بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول.

ويأتي القصف الإسرائيلي بعد ساعاتٍ من توغُّلِ قوةِ مشاةٍ إسرائيليةٍ في الطرف الجنوبي من قريةِ معرية، الواقعةِ في منطقةِ حوضِ اليرموك بريف درعا الغربي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى