اخترنا لكم

الصديق القديم.. يستحق الدعم

عبدالعزيز بوبر


الهند.. واحدة من أقدم الحضارات التي تواصلت مع شبه الجزيرة العربية منذ آلاف السنين.

في علاقة تبادلية شملت جوانب إنسانية واقتصادية وسياسية حتى يومنا هذا، معتمدة على الجغرافيا التي أتاحت للطرفين تجاوراً وتواصلاً مستمراً عبر المحيط الهندي، شكلت المصالح الاقتصادية والتجارية محركها الأول حين كان لأهل الخليج دور في نقل طيب وتوابل الهند وبضائعها إلى العالم القديم، وتطورت العلاقة حتى أضحت الهند اليوم واحدة من أقرب الدول الصديقة في علاقة تقع ضمن دائرة الاستقرار والأمان.

وقد برز دور الهند الهام خلال جائحة كورونا المستجد في العام المنصرم، حيث جمعتها شراكة استراتيجية مع دول المنطقة في مجال الرعاية الصحية، لمكافحة هذا الوباء، وشاركت في إرسال فرق طبية من أجل مكافحة المرض.

في المقابل تعاني اليوم بسبب موجة ثانية عاتية من جائحة كورونا المستجد شهدت على إثرها معدلاً بلغ وفاة كل 4 دقائق في دلهي، بينما يتداعى النظام الصحي في العاصمة التي تعاني نقصاً في التمويل، ووجهت مستشفيات عدة نداءات استغاثة من أجل الحصول على إمدادات طارئة للأكسجين اللازم لغرف العناية المركّزة، لإنقاذ مرضى الفايروس المتحور في حين شهدت البلاد أكثر من 16 مليون حالة مؤكدة منذ بدء الجائحة.

سجلت الهند حوالي 300 ألف إصابة جديدة كل يوم، مما يجعل التفشي الحالي هناك هو الأسوأ في العالم على مدار العام الماضي، حتى خرج الوضع عن نطاق السيطرة وقد كانت الهند تعمل بشكل جيد مع عدد قليل فقط من الوفيات وقد انتقل الناس في ظل الإغلاق لا سيما العمال بعشرات الملايين إلى الريف، لكن الحالات ارتفعت بشكل كبير خلال الشهر الماضي، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تخفيف القيود، فيما يعتقد الخبراء السبب هو متحور مزدوج يحتوي على طفرات متعددة تجعله معدياً أكثر وقادراً بشكل أسرع على إصابة الناس.

الحقيقة أن ما سيحدث بعد ذلك سيكون له تداعيات كبيرة على كل العالم وعلى منطقتنا على وجه التحديد، ولذا فإنه من الضروري التحرك لمساعدة الصديق التاريخي في ظل هذه الأوضاع الاستثنائية.

وبالفعل فقد كانت دول الخليج أولى الدول التي دعمت الهند حيث شحنت المملكة العربية السعودية 80 مليون طن من الأكسجين السائل إلى الهند، وعلى تلك الخطى تسير باقي دول المجلس من أجل دعم الشريك والصديق والجار الذي يستحق الوقوف والدعم.

إن دعم استجابة الصحة وإرسال جزء من الفوائض الخاصة بالعناية بمرضى الفايروس، إضافة إلى تعزيز القدرة العلاجية سيكون له الأثر البالغ في تخطي الهند لأزمتها، مع تكاتف جميع الدول في المنطقة والعالم من أجل تخطي الجائحة وتجنيب الشعب الهندي الصديق ويلات الوباء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى