الصين تعبر عن رغبتها في قيادة وساطة لوقف حرب غزة
تسعى الصين للقيام بدور وساطة لتهدئة التصعيد بين إسرائيل والفلسطينيين والتجهيز لعقد مؤتمر دولي يعيد مفاوضات السلام ، وسط آمال لقبول وساطتها بسبب “توازن موقفها من الطرفين” بحسب ما تقول، رغم أن موقفها لا يروق لتل أبيب المستاءة من عدم إدانة بكين لحماس.
وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي الأحد إن الأعمال الإسرائيلية في غزة بعد هجوم حماس “تتجاوز حدود الدفاع عن النفس”، وعلى الحكومة الإسرائيلية التوقف عن “العقاب الجماعي” لسكان القطاع، في موقف يعد الأقوى للصين منذ بدء النزاع.
وذكر بيان لوزارة الخارجية الصينية الأحد أن وانغ قال لنظيره السعودي فيصل بن فرحان السبت، إن ما تفعله “إسرائيل يتجاوز حدود الدفاع عن النفس” ويجب على قادتها التوقف عن “العقاب الجماعي لسكان غزة”.
وأضاف “عليها أن تستمع بجدية إلى نداءات المجتمع الدولي والأمين العام للأمم المتحدة” أنطونيو غوتيريش. مشيرا إلى أنه “على الأطراف عدم القيام بأي عمل من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد الوضع”، داعيا إلى بدء “مفاوضات“.
وأصدرت إسرائيل أوامر لأكثر من مليون شخص في الجزء الشمالي من القطاع لمغادرته قبل هجوم بري متوقع، في نزوح جماعي قالت منظمات إغاثة إنه سيتسبب بكارثة إنسانية.
ويخضع القطاع حيث يعيش 2.3 مليون نسمة لحصار بري وجوي وبحري منذ 2006. وقُتل أكثر من 1300 شخص عقب الهجوم الذي شنّته حماس على إسرائيل في 07 تشرين الأول/أكتوبر. فيما أخذ 120 شخصا على الأقل رهائن، وفق مسؤولين إسرائيليين. وأدى الرد الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من 2300 شخص بينهم أكثر من 700 طفل، في قطاع غزة.
وقال يي في مكالمة هاتفية منفصلة مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن السبت إنه يجب على واشنطن أن “تقوم بدور بناء ومسؤول” في النزاع. ودعا إلى “عقد اجتماع دولي للسلام في أقرب وقت ممكن” في محاولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق محادثات سلام.
ولم تذكر التصريحات الرسمية الصينية المرتبطة بالصراع حركة حماس تحديدا في إدانتها للعنف، وهو أمر تسبب في إثارة انتقادات بعض المسؤولين الغربيين الذين قالوا إن الإدانة الصينية ضعيفة جدا.
وفي وقت سابق الأحد، أعلنت محطة “سي سي تي في” التلفزيونية الصينية الرسمية أن المبعوث الصيني للشرق الأوسط تشاي جون سيزور المنطقة الأسبوع المقبل في محاولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق محادثات سلام.
وأوضحت المحطة في مقطع فيديو نشر على حسابها الرسمي على وسائل التواصل الاجتماعي الأحد أن تشاي “سيزور الشرق الأوسط الأسبوع المقبل للتنسيق مع الأطراف المختلفة من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار وحماية المدنيين وتخفيف حدة الوضع والدفع باتجاه محادثات السلام”.
وقال تشاي في مقابلة مع “سي سي تي في” إن “احتمال توسّع رقعة الصراع وامتداده إلى الخارج أمر مثير للقلق”.
والتقى المبعوث الصيني الجمعة ممثلي الجامعة العربية في الصين. وقال إن بكين تدعم المجموعة الإقليمية “لتؤدي دورا مهما في القضية الفلسطينية”.
وأضاف بيان لوزارة الخارجية أن تشاي أبلغ المجموعة بأن بكين “ستبذل جهودا حثيثة لإعادة عملية السلام في الشرق الأوسط إلى مسارها”.
وقد تحدث تشاي بالفعل عبر الهاتف مع كبار المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين خلال الأيام القليلة الماضية.
وأطلقت حركة حماس آلاف الصواريخ باتجاه إسرائيل بينما اخترق مئات من مقاتليها الدفاعات الحدودية في هجوم غير مسبوق في نهاية الأسبوع الماضي. في هجمات خلفت أكثر من 1300 قتيل.
وردت إسرائيل بشن هجمات جوية انتقامية على قطاع غزة الساحلي. وتتزايد الدلائل على قرب شن هجوم بري.
وخلال هجومهم قبل أسبوع. احتجز مقاتلو حماس أيضا أكثر من 100 رهينة واختطفوهم إلى قطاع غزة. ومنذ ذلك الحين، تجنبت الصين إدانة حماس رغم سقوط مئات الضحايا.
وفي المقابل، ركزت تقارير التلفزيون الصيني الرسمي بشكل مكثف على الهجمات الجوية التي يشنها الجيش الإسرائيلي على غزة والخسائر البشرية في صفوف الفلسطينيين.
واكتفت بكين بدعوة جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس.