العداء يعود بين داعش وتحرير الشام.. المعركة تنتقل لما بعد الأسد

أعاد تعيين “أبي دجانة الجبوري” والياً على حلب من قبل تنظيم “داعش” تسليط الضوء على العلاقة المتوترة والمركّبة بين التنظيم و”هيئة تحرير الشام“، خاصة أن الجبوري كان أحد القيادات السابقة في “جبهة النصرة”، قبل انشقاقه عنها عام 2014.
-
المرصد السوري يكشف معلومات عن كتيبة داعشية تعمل لصالح المخابرات التركية
-
داعش يُعيد تنظيم صفوفه: تصعيد في التجنيد ونشاط إعلامي متزايد
ويُقرأ هذا التعيين كرسالة مباشرة من “داعش” تعكس استمرارية التنافس والعداء العقائدي والعملياتي بين الطرفين، بحسب “المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية”.
الصراع بين التنظيمين يعود إلى العام 2014، حين رفض “الجولاني” مبايعة البغدادي وفضّل الارتباط بالقاعدة. وقد اشتعلت مواجهات عنيفة بين الطرفين، سعى خلالها “داعش” لاختراق معاقل النصرة في الشمال السوري.
ومع تحوّل “النصرة” إلى “هيئة تحرير الشام” عام 2017، اختارت الأخيرة مقاربة محلية براجماتية، متبنية خطاب مكافحة الإرهاب ضد خلايا “داعش“، ما منحها غطاءً قانونياً وسعياً للشرعية الدولية.
-
العداء يعود بين داعش وتحرير الشام.. المعركة تنتقل لما بعد الأسد
-
ما بعد الركام.. السوريون بحاجة لإعمار الإنسان قبل البنيان
منذ عام 2017 وحتى مطلع 2023، نفّذت “تحرير الشام” نحو 59 عملية اعتقال لعناصر “داعش” في إدلب، في سياق تنافسي هدفه احتكار السيطرة، لا سيما بعد أن تحوّلت الهيئة إلى سلطة أمر واقع عقب سقوط نظام الأسد في أواخر 2024.
في المقابل، كثّف تنظيم “داعش” هجماته الإعلامية ضد الهيئة، واصفاً زعيمها “أحمد الشرع” بأنه “دمية” بيد الغرب، في إصدارات متتالية من صحيفة “النبأ”، وحرّض على الانشقاق عن حكومة إدلب.
-
التحالف الدولي يعلن اعتقال قائد بارز في داعش بسوريا والعراق
-
مستغلا التصعيد بين المعارضة والجيش السوري.. داعش يشن هجماته
وبينما تظهر تلك المعطيات مؤشرات على رغبة “داعش” في توسيع نفوذه مستغلاً ترسانة الأسد السابقة، وهشاشة الوضع الأمني قرب دمشق، تبدو قدراته الحالية محدودة؛ إذ تشير تقديرات أممية إلى أن عدد مقاتليه في سوريا والعراق لا يتجاوز 3000 عنصر. في المقابل، تركّز “تحرير الشام” على تعزيز حكمها وملاحقة خلايا النظام السابق.
بناءً عليه، من غير المرجّح نشوب مواجهة شاملة بين الطرفين على المدى القريب، رغم الاستقطاب العقائدي، لكن أي تحوّل في موازين القوى — مثل تهريب عناصر داعش من السجون أو تراجع نفوذ الهيئة داخلياً — قد يفتح الباب أمام جولة صراع جديدة بين الفصيلين الأكثر تنافسًا في سوريا ما بعد الأسد.