العراق يواجه تهديدا مائيا بسبب بدأ تركيا في تشغيل أول توربين في سد إليسو
شرعت الحكومة التركية في بدأ تشغيل أول توربين في سد إليسو على نهر دجلة، جنوب شرقي تركيا، على الحدود مع العراق، مما سيهدد الأمن المائي للعراق وذلك بعد أن جرى تشريد آلاف الأتراك بسبب المشروع.
وقد أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان قبل أسبوع من الآن بأنّ أنقرة ستشرع في تشغيل واحد من ستة توربينات لسد إليسو، في 19 مايو الجاري، مما سيتسبب في التقليل من كمية المياه التي تصل للعراق من نهر دجلة.
ووفق ما ذكرت وكالة رويترز للأنباء، فإن السد الذي قررت الحكومة التركية إنشاؤه في عام 1999 من أجل توليد الكهرباء، تسبب في تشريد نحو 80 ألف شخص تركي من 199 قرية.
وبدأت تركيا حاليا، بعد مرور أعوام من التوقف والتأخير، ملء خزان السد حيث حذر ناشطون من خطورة السد على الزراعة العراقية، وبأنه تتسبب بالعطش لملايين السكان.
والجدير بالذكر أن سد إليسو يعتبر من أكبر السدود المقامة على نهر دجلة، ويقع في جنوب شرقي تركيا وعلى مقربة من الحدود العراقية؛ حيث يبعد عنها ب65 كم ، أما طول السد فيبلغ 1820 متراً وبارتفاع 135 متراً وعرض 2 كم، ومساحة حوضه تقدر بـ 300 كم مربع، كما يستوعب السد في حالة امتلائه كلياً بالمياه ما يقارب 20,93 بليون متر مكعب وهو مشروع كهرومائي على نهر دجلة سيولد 1200 ميغاوات من الكهرباء، ليصبح رابع أكبر سد في تركيا من حيث الطاقة الإنتاجية.
وأشارت دراسة بحثية قام مركز المستقبل للدراسات الاستراتيجية بالعراق بنشرها بأن سد إليسو ترجع بداياته إلى العام 1999 قبل أن تحدث انسحابات من بعض الداعمين لإقامة السد الذي تسبب في غرق مدينة حسن كيف الأثرية وتهجير أكثر من 78 ألف مواطن تركي، وبدأت فيما بعد الحملة الفعلية لبناء السد عام 2010 بعد الحصول على دعم من شركة انرتز النمساوية، أما تركيا فتزعم بأنّ السد ليس له آثارا سلبية على العراق، نظرا لأنه يسمح بمرور المياه ولأن المشروع هو كهرومائي وليس له أي خطورة على حصة العراق من كميات المياه المتدفقة من نهر دجلة، وبأن بناء السد لن سيسبب ضرراً بحقوق ومصالح العراق.
في حين أدى نقص المياه في العراق منذ عام2017 إلى اتخاذ إجراءات مثل حظر زراعة الأرز، ودفع مزارعين إلى هجر أراضيهم، وشهدت أيضا مدينة البصرة احتجاجات متواصلة لعدة شهور بسبب عدم توفر مياه صالحة للشرب.
إن نهر دجلة ونهر الفرات يعدان بمثابة شريان الحياة بالنسبة للعديد من العراقيين، حيث يغذي النهران الكثير من محطات المياه، وتُستخدم مياههما لري الحقول على طول ضفتيهما، بينما يعاني العراق ومنذ سنوات من انخفاض منسوب مياه نهري دجلة والفرات، إثر قلة تساقط الأمطار في فصل الشتاء.
إلى ذلك، فإن تركيا تسعى أيضا إلى إقامة سد الجزرة ما بين سد إليسو والحدود العراقية، ويخصص السد لأغراض الإرواء مما يعني استهلاكه كميات كبيرة من المياه في الزراعة من قبل الطرف التركي.