العلاقات السعودية الإيرانية ترسم ملامح حرب باردة بين واشنطن وبكين
صرحت وكالة بلومبرغ الأميركية إن ملامح الحرب الباردة بين واشنطن وبكين في الشرق الأوسط أصبحت أكثر وضوحا بعد أن نجحت الصين في إعادة العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية حيث توصلا بدفع منها لاتفاق تاريخي أنهى سبع سنوات من القطيعة.
وأوضحت إلى بصمة صينية في الشرق الأوسط. معتبرة أنه لم يكن من الممكن تخمينها قبل ستة أشهر. في دلالة على فاعلية نشاط الدبلوماسية الصينية في فضاء جغراسياسي كان تقليديا ملعبا للدبلوماسية الأميركية.
ولفتت بلومبرغ إلى تنشيط الصين لدبلوماسيتها في الشرق الأوسط. ولفتت إلى أن وزير الخارجية الصيني تشين غانغ أطلق جهودا لتشجيع استئناف المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية.
وقالت أيضا إنه “على الصعيد المالي، افتتح البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية ومقره بكين أول مكتب خارجي له في أبوظبي. بينما يهدف مقر المكتب التشغيلي للبنك في سوق أبوظبي العالمي إلى العمل كوجهة إستراتيجية لدعم أجندته”.
وكان واضحا منذ نحو 10 سنوات أن افتتاح بكين للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية وهو بنك تنمية متعدد الأطراف. تم تصميمه ردا من الصين لكبح الهيمنة المالية العالمية الغربية من خلال مؤسسات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
وتتحرك الصين وروسيا منذ سنوات لكسر الهيمنة المالية الأميركية وعززتا تقاربهما من خلال مشاريع اقتصادية وعسكرية في مواجهة سياسة القطب الواحد. بينما أظهرت الحرب الروسية في أوكرانيا تناغما كبيرا في المواقف بين البلدين الحليفين.
وقالت الوكالة الأميركية إن تحرك الصين جاء في أعقاب الصدمة في واشنطن عندما رفضت السعودية وأعضاء أوبك+ طلب الولايات المتحدة زيادة الإنتاج وخفضته في وقت سابق من هذا الشهر (تخفيض جديد بما يقرب من مليون برميل يوميا).
ولم يكن تحرك الصين عشوائيا فقد جاء على إثر توتر العلاقات الأميركية الخليجية خاصة مع السعودية منذ قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده باسطنبول في 2018. وهي القضية التي حاول الرئيس الأميركي جو بايدن توظيفها. حتى قبل توليه الرئاسة (خلال الحملة الانتخابية) للضغط على المملكة ومحاولة عزل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان دوليا.
وكان بايدن قد وعد بجعل المملكة دولة منبوذة قبل أن يتراجع عن ذلك من خلال قيامه بزيارة إلى جدة التقى خلالها الأمير محمد. طالبا من الرياض التراجع عن قرار اتخذه تحالف أوبك بخفض إنتاج النفط بنحو مليوني برميل يوميا وعاد منها خالي الوفاض.
واعتبرت أن السعودية “تغادر فلك واشنطن سريعا لصالح بكين”. موضحة أن “ربط أسعار الصرف في الشرق الأوسط بالدولار لا يزال رابطا قويا للولايات المتحدة. كما هو الحال بالنسبة لعلاقاتها العسكرية القوية والدائمة”. مضيفة أن “الحكومة الأميركية لم تفقد كل شيء حتى الآن”.
لكن الوكالة أشارت نقلا عن خبراء إلى أن هناك مؤشرات على تغيرات في هذا المجال. موضحة أن الإمارات أجرت في الشهر الماضي أول تسوية لصادرات الغاز الطبيعي إلى الصين مقومة باليوان الصيني.
واتجهت دول خليجية شرقا ضمن خطط لتنويع الشركاء والاقتصاد والتسلح وللتخلص من الارتهان لتقلبات السياسة الأميركية في المنطقة.