سياسة

العليمي لغروندبرغ السلام يبدأ بتفكيك بنية الحوثي


أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، رشاد العليمي، الأربعاء، أن تحقيق السلام يبدأ بتفكيك البنية العنصرية والعسكرية لمليشيات الحوثي.

جاء ذلك خلال استقبال العليمي، ومعه عضو المجلس الرئاسي سلطان العرادة، المبعوثَ الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ.

وفي اللقاء، رحّب رئيس مجلس القيادة الرئاسي بالمبعوث الأممي، مثنيًا على إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن، وما تضمنته من مواقف حول متطلبات وقف التصعيد، وتحسين الاقتصاد، والإفراج عن موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المحتجزين لدى المليشيات الحوثية الإرهابية.

وأُطلع رئيس مجلس القيادة الرئاسي وعضو المجلس من مبعوث الأمم المتحدة على إحاطة بشأن نتائج اتصالاته الأخيرة، ومستجدات جهوده المنسّقة مع المجتمع الدولي لإحياء مسار السلام، وفقًا لمرجعياته التي انقلبت عليها مليشيات الحوثي بدعم إيراني.

تفكيك بنية الحوثي

وفي اللقاء، جدّد رئيس مجلس القيادة الرئاسي دعم المجلس والحكومة لمساعي الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص من أجل إحلال السلام العادل والشامل وفق المرجعيات الثلاث المتفق عليها وطنيًا وإقليميًا ودوليًا، وخصوصًا قرار مجلس الأمن 2216.

وذكّر العليمي، في اللقاء المتزامن مع مرور أربعة أعوام على تعيين المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، بتعاون مجلس القيادة والحكومة مع كل المبادرات الأممية والإقليمية والدولية لتخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني، رغم التعنت والصلف المستمر من جانب مليشيات الحوثي على مدى سنوات.

وأكد رئيس المجلس الرئاسي أنه «بعد كل هذه السنوات من الحرب والوساطة الأممية، تتجلّى الحقيقة الراسخة أكثر وضوحًا بأن السلام الحقيقي يبدأ من معالجة جذر المشكلة، ودفع المليشيات نحو التخلي عن فكرتها السلالية، وتفكيك بنيتها العنصرية والعسكرية».

وأوضح أن «المعضلة ليست في تفاصيل الترتيبات الفنية، بل في جوهر المشكلة المتجسد بجماعة ترى نفسها فوق البشر، وتتعامل مع السلام كوسيلة للمراوغة، لا كخيار استراتيجي في مصلحة الشعب اليمني».

وأكد أن «مسؤولية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي يجب ألّا تقتصر على إدارة الأزمة، بل توفير الشروط الموضوعية لتحقيق سلام مستدام، ومنع تكرار الحروب، وعدم تمكين المليشيات من إعادة إنتاج استبدادها تحت أي غطاء».

وأشاد العليمي بـ«استمرار وحدة المجتمع الدولي حول الملف اليمني، وتطابق مواقف القوى الكبرى في مجلس الأمن مع الموقف اليمني حول عديد القضايا الرئيسية، وفي مقدمتها دعم آلية التفتيش الأممية، وإضافة خبير عسكري إلى لجنة العقوبات الدولية».

وأشار إلى «خروقات مليشيات الحوثي وداعميها لقرار حظر الأسلحة، ودأبها على اختلاق الذرائع من أجل تأجيل السلام وإطالة أمد النزاع والمعاناة الإنسانية».

ولفت إلى «أهمية دور الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص في التحذير من مخاطر خرق قرار حظر الأسلحة، وتسمية الطرف المعرقل لمساعيها السلمية، فضلًا عن ضرورة حشد التمويلات لتعزيز التحسن في موقف العملة الوطنية، وتحقيق التعافي الاقتصادي المنشود على كافة المستويات».

حراك أممي

في السياق، أعلن المبعوث الأممي هانس غروندبرغ اختتام جولته إلى الرياض، والتي شملت لقاءه برئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، والسفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، وسفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن.

وذكر مكتب المبعوث الأممي في بيان أن لقاءه بالعليمي ناقش «الحاجة الملحّة لمعالجة تدهور الأوضاع المعيشية التي يواجهها اليمنيون، وإحراز تقدم نحو اتفاق سياسي يمهّد الطريق نحو سلام عادل ومستدام».

كما رحّب المبعوث الخاص بالخطوات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة اليمنية والبنك المركزي اليمني في عدن خصوصًا، للبناء على التحسن الملحوظ في قيمة العملة خلال الفترة الأخيرة.

وخلال لقائه آل جابر، أكد غروندبرغ «أهمية استمرار المشاركة الإقليمية البنّاءة لدعم الظروف المواتية للتوصل إلى حل سلمي للنزاع».

كما أكد خلال لقائه سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن «الحاجة إلى نهج دولي موحّد ومنسجم لتعزيز الجهود الرامية إلى التوصل إلى تسوية سلمية وتفاوضية في اليمن».

وأعرب غروندبرغ عن قلقه إزاء «استمرار احتجاز موظفي الأمم المتحدة والبعثات الدبلوماسية والمنظمات غير الحكومية من قبل مليشيات الحوثي»، مشددًا على أن «مثل هذه الإجراءات تقوّض جهود بناء الثقة»، ومجددًا التزام الأمم المتحدة بالعمل من خلال انخراط دبلوماسي متواصل لتأمين الإفراج عنهم.

وكانت مليشيات الحوثي قد اتهمت المبعوث الأممي إلى اليمن مؤخرًا بتنفيذ أجندة معادية، وهددت بإنهاء مهمته، وذلك على خلفية إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن، والتي حمّل فيها المليشيات مسؤولية التصعيد العسكري والاقتصادي في البلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى