تركيا

«الغسيل القذر» لأردوغان في ثامن فيديو لزعيم المافيا التركية

 


كشف زعيم المافيا التركية سادات بكر، مزيدا من الفضائح التي تورطت بها حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان من بينها تسليح جبهة النصرة الإرهابية والمتاجرة بالقضية الفلسطينية والعلاقات مع إسرائيل.

جاء ذلك في مقطع فيديو هو الثامن الذي ينشره بكر على قناته بموقع “يوتيوب”، الأحد، ضمن سلسلة فيديوهات تابعتها “العين الإخبارية” يبثها منذ أكثر من شهر وتحظى بنسب مشاهدات عالية.

وسلط زعيم المافيا، الأحد، الضوء على تجارة السلاح بين النظام الحاكم في تركيا والتنظيمات الإرهابية في سوريا.

ولفت إلى أن حكومة حزب “العدالة والتنمية” أرسلت الأسلحة إلى “جبهة النصرة”، الذي يعتبر الجناح السوري لتنظيم القاعدة، في شاحنات تابعة له عبر الحدود باعتبارها تحمل مساعدات غذائية إلى تركمان سوريا.

بكر تطرق في مقطع الفيديو إلى واقعة استيقاف شاحنات الأسلحة المزعومة بأنها تابعة للمخابرات التركية، قائلا: “كنت أرسل باسمي شاحنات محملة بالمواد الغذائية والملابس والسترات الفولاذية والعربات المدرعة إلى إخواننا التركمان في سوريا”.

وتابع: “وفي وقت لاحق اقترحت علي شركة صادات الأمنية (برئاسة عدنان تانري فردي، مستشار أردوغان السابق)، ضمّ شاحناتهم إلى أسطول شاحناتي لإرسالها إلى قبائل التركمان في سوريا، لكن علمت فيما بعد أن أنها محملة بالأسلحة تم تسليمها لجبهة النصرة بدلا من التركمان”.

وشدد زعيم المافيا على أن الشاحنات المحملة بالأسلحة لم تكن تابعة للجيش التركي والاستخبارات الوطنية وإنما كانت لشركة صادات الأمنية التي توصف في تركيا بأنها “جيش أردوغان الموازي”.

كما ذكر أن فريق وزير المالية السابق، براءت ألبيرق، صهر الرئيس أردوغان، ومن بينهم، متين قيراط، رئيس الشؤون الإدارية التابعة للرئاسة التركية، يتعاونون مع المجموعات الإرهابية في سوريا ويكسبون مليارات الدولارات من خلال تجارة الأسلحة والنفط الخام والنحاس والشاي.

ومطلع العام 2014 تم ضبط شاحنات قيل حينها إنها تابعة لجهاز الاستخبارات التركي محملة بالأسلحة والمعدات العسكرية قبل العبور من تركيا إلى الأراضي السورية للجماعات المسلحة هناك.

وكان أردوغان، يشغل حينها منصل رئيس الوزراء، وأعرب آنذاك عن غضبه الشديد لما قام به الصحفي الشهير، جان دوندار،، بعد نشره مقطع فيديو يرصد تحرك الشاحنات المحملة بالسلاح.

تهديد أردوغان

زعيم المافيا علق أيضًا على التصريحات التي أدلى بها أردوغان مؤخرًا في صدد الدفاع عن وزير الداخلية سليمان صويلو ونجل رئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم إزاء الاتهامات الموجهة إليهما بالتورط في تجارة المخدرات.

واستطرد قائلا: “لقد وصف الأخُ الكبير رجب طيب تصريحاتي بالمؤامرة الدولية المحاكة ضد تركيا، وتوعد بأنهم سوف يلقون القبض علي وينقلونني إلى تركيا. حسنًا ما الذي سيتغير؟ هل نقلي سيغير الحقائق.. طالما أنت أيدت صويلو فأنا سوف أخصص الفيديو القادم لك، وسوف أتحدث عن تاريخ العلاقة بيننا، وعن كيفية تعرفنا على بعضنا البعض وما جرى من حديث بيننا”.

زعيم المافيا شدد كذلك على أن كل ما يكشف عنه من خلال تصريحاته “حقائق لا يمكن إنكارها ويمكن التثبت من صحتها عبر التحقيقات الأمنية والقضائية.

 وتحدى أردوغان قائلا: “أنا مستعد للخضوع لاختبار جهاز كشف الكذب.. وها أنا أضع سلاحي هنا وأتعهد إن ظهر كذبني فسوف أطلق الرصاص على رأسي”.

التطورات بفلسطين

سادات بكر تطرق إلى التطورات الأخيرة في فلسطين أيضًا، ساخرًا من ازدواجية المعايير التي يتبعها نظام أردوغان في هذا الصدد، قائلا: “يتهمونني بعدم دعم القضية الفلسطينية.. الواقع أنني أدعمها في حدود طاقتي وقوتي. لكن بالله عليكم من يمكنه تفسير هذا المشهد: إنهم يقدمون لأذربيجان وليبيا كل أنواع الدعم، بما فيها طائرات بدون طيار، وكذلك يؤسسون قاعدة عسكرية في قطر.. وهذه الخطوات أنا أدعمها كذلك وأعتقد بضرورتها بلا شك..”.

واستطرد: “لكن لماذا لا يفعلون الشيئ ذاته مع فلسطين يا ترى؟ إنهم يرسلون تلك الطائرات إلى أذربيجان وليبيا؛ لأن هناك تجارة الغاز والنفط، وكذلك يؤسسون قاعدة عسكرية في قطر لأن هناك الأموال.. هذا هو سبب اكتفائهم بالتصريحات الحماسية تجاه القضية الفلسطينية، فليس هناك أموال.. من وراء دعم فلسطين.”

كما بيّن أن “نظام أردوغان يدعو إلى مقاطعة إسرائيل دون أي رغبة في تطبيق ذلك، الجميع يعلم جيدًا من هو مالك أسطول السفن التي تقوم بالتجارة مع إسرائيل.. يقولون: لنقاطع الحكومة الإسرائيلية.. الذي يرغب في المقاطعة يجب عليه قبل كل شيء التراجع عن حمل البضائع الإسرائيلية عبر سفنه.. لا جدوى من وراء هذه المسرحية”.

تأتي تلك التصريحات الصادمة بعد أن توعد زعيم المافيا بأنه سوف يقتلع “أذرع وأرجل” نظام أردوغان، على خلفية دعم الرئيس التركي لوزير الداخلية سليمان صويلو، رغم الاتهامات التي وجهت إليه من قبل سادات بكر.

مكان اختباء ألبيرق

سادات بكر كشف كذلك في تصريحاته عن مكان اختباء براءت ألبيرق، الذي توارى عن الأنظار منذ إقالته من منصبه كوزير للخزانة والمالية، العام الماضي.

وقال بكر في هذا الصدد:  “هل تعلمون أين براءت ألبيرق؟ إنه يُقيم في منزل مراد سانجق في قضاء (هادمكوي) المجاورة لقضاء (بيليكدوزو) في إسطنبول، إنهما معًا”

ويعد مراد سانجق، ابن شقيق أدهم سانجق، أحد رجال الأعمال الكبار في تركيا، والذين تجمعهم علاقات وثيقة بدوائر حزب العدالة والتنمية والحاكم في تركيا.

اتهامات كشفت المستور

اتهامات زعيم المافيا بالفساد والاغتيالات السياسية مرورا بالاتجار بالمخدرات والاغتصاب، والتي كشف عنها على مدار الأسابيع الماضية، من خلال مقاطع فيديو عبر قناته بموقع “يوتيوب” طالت الدائرة المقربة من أردوغان بما في ذلك رئيس وزراء سابق، ومسؤولون كبار وأفراد من أسرهم.

وتركزت التسجيلات بشكل خاص على وزير الداخلية سليمان صويلو، حيث قال بكر إنه “وفر له الحماية ثم أبلغه عن اتهامات جديدة وشيكة ما أتاح له الفرار من البلاد”.

وبدأ بكر بتسجيل الفيديوهات بعد أن دهمت الشرطة منزله في تركيا في أبريل/نيسان الماضي، وأساءت معاملة أسرته كما قال.

ولم يتم إثبات أي من الاتهامات فيما تصر الشخصيات المستهدفة على البراءة، لكن الفضيحة السياسية التي فجرتها التسجيلات تأتي في أسوأ الأوقات لأردوغان، الذي تتراجع شعبيته وفق استطلاعات الرأي، بسبب ارتفاع معدلات التضخم والانخفاض الحاد في سعر صرف الليرة التركية.

ولزم أردوغان الصمت أولا ثم دافع الأربعاء وبدون أن يذكر اسم بكر، بقوة عن حكومته ووزير الداخلية صويلو محور الاتهامات.

وقال: “خلال 19 عاما سحقنا المنظمات الإجرامية الواحدة تلو الأخرى”، مؤكدا وقوفه “إلى جانب” وزير الداخلية، مضيفا “نلاحق أفراد العصابات الإجرامية في أي مكان يفرون إليه في العالم”.

الفضائح التي كشف عنها سادات بكر، جددت لدى الأتراك الشكوك في تعامل الحكومة من عصابات المافيا، خاصة في حوادث الاغتيالات والاختطاف والاختفاء القسري، وتجارة السلاح والمخدرات.

وقبل عام غادر بكر الأراضي التركية لكنه أطلق تصريحات حول العلاقات المثيرة بين كل من السلطة والسياسة والمافيا والصراع الذي يدور حول مراكز القوى في البلاد، عقب عملية أمنية استهدفت 48 من رجاله في تركيا خلال أبريل/نيسان الماضي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى